يبدو أن هناك أشياء تجري خلف الكواليس في أروقة الرئاسة الشرعية مع بوادر تشير إلى تغير في الخارطة السياسية بشأن الحرب اليمنية.

إبداء صراع النفوذ يحتدم بعيدا عن الأضواء الكاشفة بين أقطاب الحكم ومن يديرون دفة الشرعية من خلف الكواليس.

بعض التسريبات الإعلامية تحدثت في الأيام الماضية عن خلاف بين رجل الشرعية النفطي الشيخ / أحمد العيسي وأحد أبرز راسمي  سياسيات الرئيس هادي وهو السفير أحمد بن مبارك، وتلك الأخبار ظلت مجرد تسريبات دون وجود تفاصيل لها ، ولكن سرعان ما تكشفت بعض تلك الصراعات بإصدار قرار تم بموجبه إبعاد بن مبارك من سفارة اليمن بواشنطن واحتفاظه بمندوب اليمن لدى الأمم المتحدة ، وتحدثت مصادر بأن بن مبارك لم يكن راضيا عن القرار.

البديل لابن مبارك كان قريبا لهادي وللجناح الذي يدعم العيسي في أروقة الرئاسة.

وهذا ما اعتبره مراقبون انتصاراً غير معلن لصالح العيسي في صراعه مع بن مبارك.

كيف رد بن مبارك على تلك الحرب الباردة؟

بعد شعور بن مبارك بأنه أصبح المستهدف من بعض القرارات التي صدرت ولاسيما إبعاده  من منصب السفير لدى واشنطن ، بدأ السفير بن مبارك بالتحرك  لمحاولة الرد.

وكانت الكلمة التي ألقاها في الجلسة الخاصة بمجلس الأمن بشأن اليمن الأسبوع الماضي أولى تلك الردود عندما قال في الكلمة التي ألقاها في الجلسة بأن السعودية ساهمت في وقف تدهور العملة عبر تكفلها بمبلغ شهري (60) مليون دولار للمشتقات النفطية للكهرباء ، وهذا ساهم في وقف استنزاف العملة الصعبة  وغسيل الأموال التي يقوم بها بعض من يقومون باستيراد المشتقات النفطية.

مراقبون قالوا بأن كلمة بن مبارك حملت تلميحا واضحا للشيخ العيسي حتى وإن لم يسمه، ولكن الجميع يعلم بأن لا أحد يستطيع أن يستورد المشتقات النفطية غير العيسي بما فيها شركة النفط.

وأضافوا أن تلميحات السفير بن مبارك جعلت الخلاف غير المعلن يظهر على السطح تحت شعار "وإن بدأتم بدأنا".

ولم يكتفِ السفير بن مبارك بهذه الخطوة بل استغل تواجد الرئيس في أمريكا ؛ ونظرًا للعلاقة الحميمة التي تربطهما قام بانتزاع قرار بتعيين الحضرمي نائبا لوزير الخارجية، حيث يعلم بن مبارك أن الوزير خالد اليماني على علاقة وطيدة بإبعاده من سفارة واشنطن وهو يعلم علاقات بن مبارك المتشعبة في الولايات المتحدة.

ما حقيقة الصراع بين الرجلين؟

كما أسلفنا بأن الرجلين من ركائز الحكم في الرئاسة يقفون وراء كثير من القرارات الرئاسية والتعيينات ، ولكن الجديد في الأمر بأن الخلاف له علاقة بكرسي الرئاسة ؛ حيث وأن السفير بن مبارك تشير كافة التقارير بأن الرئيس هادي لن يقبل بأحد أن يخلفه إلا أحمد عوض بن مبارك.

بن مبارك أيضا يقوم بالتحرك منفردا في هذا الاتجاه لدى مراكز القرار في الولايات المتحدة ، فهو يعرفها جيدا حتى قبل أن يحل ممثلا للدبلوماسية في واشنطن.

من هنا بدأ العيسي وأطراف نافذة أخرى تدعمه في أروقة الشرعية للتحرك في مواجهة طموح بن مبارك الرئاسية ، ومن غير المعروف أن الشيح العيسي بدأ يفكر في الوصول إلى كرسي الرئاسة أم أنه يريد إيصال شخص آخر مقرب له إلى خلافة هادي؟.

وتظل كل تلك الأخبار مجرد تسريبات ولكن لا تبعد كثيرا عن الحقيقة التي تتكشف ملامحها يوما بعد يوم والصراع - بحسب مراقبون - لن يتوقف بل هناك توقعات بأن يزداد ضراوة في قادم الأيام ، فالحراك السياسي يشعل التنافس بين الرجلين لضمان مستقبل سياسي آمن للرجلين.

الصراع والتعديل الحكومي

بعد وصول السفير السعودي آل جابر إلى عدن مع الحكومة الجديدة قال السفير آل جابر لبعض الصحفيين أن الوضع الاقتصادي سيتحسن في قادم الأيام وتراجع سعر الصرف.

وقال أن "هناك تعديل حكومي قادم"، ونشرنا في صحيفة "الأمناء" الخبر عن السفير آل جابر بناءً على مصادر صحفية التقته في المعاشيق ، وبالفعل حدث وقف تدهور العملة بشكل كبير ولكن تأخر التعديل الحكومي.

مصادر تحدثت أن التعديل الحكومي كان من المفترض أن يحدث في أواخر الشهر الماضي ولكن الصراع الخفي داخل أروقة الرئاسة أوقف ذلك التعديل لأكثر من مرة ، وهو ما دفع بمدير مكتب الرئاسة العليمي إلى أن يطير إلى مقر إقامة هادي لهذا الغرض ، ولكن يبدو أن الأمر لم يحسم بعد.

ويقال بأن الشيخ العيسي والسفير بن مبارك على علاقة بذلك التأخير كون الرجلين يكونا حاضرين في أي قرارات جمهورية  ولهما نصيب في كل القرارات الوزارية منذ ما يقارب الأربعة أعوام ، والرجلان لا يبعدان كثيرا عن الإصلاح من حيث التوافق على الأسماء الوزارية التي تطرح ، ولكن حاليا يبدو أن الأمر اختلف بتغير المواقف ودخول لاعبين جدد إلى المشهد ، إضافة إلى المتغيرات السياسية المستجدة.