اخبار من اليمن يحتوي عالمنا على الكثير من قصص النجاح والاجتهاد والمثابرة، ولعل قصة مالكة مقهى "كامي" في برلين اليابانية، ياماشيتا، من بين الأمثلة التي توضح مدى أهمية الشغف والثقة بالنفس في تحقيق النجاح والصعود نحو قمة المجد.

تدور أحداث قصة نجاح اليابانية ياماشيتا إلى العام 1996، حين تحولت من حاملة لدكتوراه في فن رقص البوتو الياباني التقليدي، وحلمها بالسفر  إلى فرانكفورت الألمانية لمواصلة الدراسة وتعلم المزيد عن أنواع الرقص المختلفة، إلى صاحبة أشهر المقاهي والمطاعم اليابانية في العاصمة الألمانية برلين. 

ومع وصول ياماشيتا إلى العاصمة الألمانية برلين بحلول نهاية عام 1997، وبعد الالتقاء براقصين يابانيين لفن البوتو والاشتراك في العشرات من الورش الفنية المسرحية، قررت ياماشيتا الزواج من صديقها الألماني دانييل روتيرز، وتغيير مسار حياتها بالكامل عام 2004، خاصة بعد اشتعال الخلافات بين ياماشيتا وبين رئيس فرقة الرقص اليابانية لفن البوتو التي كانت عضوا بها، فقررت إثر ذلك الانفصال بشكل نهائي عن الفرقة، خاصةً أنها أصبحت حاملًا في ابنها الأول.

ولعل ترك ياماشيتا فن رقص البوتو الياباني وإنجاب أطفالها الثلاثة، كانت بارقة الأمل التي غيرت لها حياتها بالكامل، حيث اتجهت بشكل اضطراري إلى الطهو وصنع المعجنات والطعام لأطفالها، ليلاحظ أفراد عائلتها مدى براعتها في إعداد الطعام، وخاصة صنع المعجنات والمكرونة.

وسرعان ما تحولت موهبة ياماشيتا الرائعة في صناعة المعجنات من مطبخ منزلها إلى جميع أنحاء برلين، فقد كان للقاء جمع زوجها بالخباز الياباني كاورو كامياما تأثير السحر في انطلاق مقاهي ومطاعم ياماشيتا، التي استحوذت على اهتمام جميع ساكني العاصمة الألمانية فيما بعد.

واستطاعت بعد معاناة في التكيف مع قوانين الصحة الألمانية، إبجاد المكان المناسب عام 2015، وأطلقت عليه اسم "كيم"، لتصبح بعدها عاملا مؤثرا في النظام الغذائي اليومي للألمان، بسبب ما تنتجه من معجنات رائعة وأطعمة يابانية مختلطة بالثقافة الألمانية، خاصة أنواع كعك الخبز الياباني، الذي تمتزج فيه الأطعمة الشرق الآسيوية والنكهات الأوروبية.

وتمتلك ياماشيتا مقهيين يابانيين بألمانيا في الوقت الراهن، أحدهما في "شارلوتنبورج" الراقي، والآخر في حي "ميته" الذي يتمتع هو الآخر بالرقي، إذ أنه أحد أحياء النخبة بالعاصمة برلين.

وترجع ياماشيتا نجاحها الباهر في ألمانيا إلى معرفتها وتمكنها من مزج الطعام الياباني التراثي باللمسات الألمانية، التي جعلت من يتذوقه حائرا بين لذة ثراء الطعام الآسيوي وبين النكهات الألمانية.