باكو (يونا) - تحيي جمهورية أذربيجان بعد غد الأربعاء 12 ديسمبر الحالي الذكرى الخامسة عشرة لوفاة زعيمها القومي ومؤسس نهضتها الحديثة حيدر علييف.. الذي قاد الشعب الأذربيجاني على مدى عقود وأصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة في ذاكرة الشعب الأذربيجاني.
قاد علييف أذربيجان من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار، ومن الفقر والتخلف إلى التقدم والازدهار في كل مناحي الحياة، فهو الزعيم التاريخي الخالد، وباني نهضة أذربيجان الحديثة. وفوق ذلك كان بمثابة صمام الأمان للوحدة الوطنية للبلاد، وحال دون قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني.

ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 مايو 1923 في مدينة نخجيوان العريقة في أذربيجان التي تعد الحاضنة التي أنجبت لأذربيجان الأدباء والمفكرين والمعماريين الذين أثروا التاريخ الأذربيجاني بالعلوم والفنون وشتى صنوف المعرفة ومعطيات الحضارة، وقد تخرج من دار المعلمين الابتدائية، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره قدم إلى العاصمة باكو والتحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني ليصبح معماريا لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن المعهد لفترة زمنية من 1941-1964، حيث مثلت هذه الفترة مرحلة صعبة من حياته.
 تخرج علييف من كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية إلى جانب حصوله على شهادة التخصص في مجال عمله في جهاز أمن الدولة الأذربيجانية. تم تعيينه في عام 1964 بمنصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة ومنذ عام 1967 شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان. ومنح رتبة لواء، وشكل ذلك حدثا تاريخيا لكافة أبناء الشعب الأذربيجاني فلم يسبق أن تم تعيين شخصية أذربيجانية في مثل هذا المنصب إبان حكم الاتحاد السوفياتي.
وفي يوليو1969 تم انتخاب علييف سكرتيرا أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني، ومنذ تلك الفترة أصبح قائدا لجمهورية أذربيجان بموجب الأنظمة والقوانين المتبعة في ظل الحكم السوفياتي، وقد استمر في قيادة الجمهورية حتى عام 1982.

لا ينسى الشعب الأذربيجاني إنجازات علييف في مجال العمران وبناء المراكز الصناعية العملاقة الحديثة والمتفردة في دول الاتحاد السوفياتي السابق، مع اهتمامه بالعلوم والثقافة حيث افتتح المراكز العلمية والثقافية، وأنشأ المدن والقرى والحواضر الجديدة. إدراكاً منه أن الاستثمار الحقيقي يكمن في فئات الشباب، فهم قادة المستقبل والثروة الحقيقية لأي أمة، ومن هنا كانت من أهم أولوياته تأمين التعليم للشباب، وتمثل ذلك لهم في إنشاء المعاهد والجامعات المتقدمة، فأصبح خريجوها علماء وأساتذة يساهمون في نهضة بلادهم.
في ديسمبر من عام 1982 انتخب حيدر علييف عضوا بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي، وعين في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفياتي. وقد شكل ذلك نقلة نوعية كبيرة في تدرجه السياسي، وأصبح يشغل منصبا كبيرا ومهما في الحزب الذي لا يقل عدد أعضائه عن 22 مليون شخص، وبعد ذلك تم انتخابه عضوا بالقيادة العليا للحزب من بين 21 عضوا، فشكل انتخاب أول أذربيجاني بالمكتب السياسي حدثا مهماً في تاريخ الشعب الأذربيجاني.
في 15 يونيو من عام 1993 تم انتخاب حيدر علييف رئيسا لبرلمان أذربيجان وفي 24 من نفس الشهر، وبدأ بقرار من البرلمان بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام في أكتوبر من نفس العام. وتم إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية عام 1998.
توفي الرئيس حيدر علييف في عام 2003 عن عمر ناهز 80 عاما، وعلى الرغم من مرور 15 عاماً على رحيل علييف إلا أنه مازال باقياً بأعماله وإنجازاته في ذاكرة ووجدان الشعب الأذربيجاني، لذا يتمسك الشعب الأذربيجاني بتخليد ذكرى وفاته.
لقد عمل علييف طوال حياته على تعزيز سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان، فكان عهده يمثل فترة التغيرات والتحولات الجذرية على طريق بناء الدولة الحديثة، وما تم فيها من أحداث مفصلية في مسيرة السياسة الداخلية والخارجية ضمن أسس واضحة وراسخة، وبذلك دخلت أذربيجان بقيادة حيدر علييف مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وأصبحت دولة فاعلة في المجتمع الدولي ولفتت أنظار العالم إلى هذه الدولة الصاعدة في منطقة القوقاز والمطلة على بحر قزوين.
وتخطو أذربيجان اليوم بخطى ثابتة في مسيرتها التموية، اعتمادا على رؤية وإرث حيدر علييف، وتحت قيادة إلهام علييف، محققة معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة. وقد جعلت الإصلاحات الديموقراطية والاقتصادية المتطورة للرئيس إلهام علييف، وقيادته الحكيمة وحكمه الرشيد وسياسته الخارجية النشطة، أذربيجان دولة رائدة على الصعيد الإقليمي وشريكا يعتمد عليه في العلاقات الدولية. وهي تضطلع اليوم بدور محوري في كافة القضايا الإقليمية والدولية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون.
((انتهى))
ح ع/ ح ص