اخبار من اليمن عدن تايم / خاصعمليات إنسانية معاقه ، وجهود دبلوماسي عقيمه ، وخروقات مستمرة للهدنة ، تمثيلية إنسحاب وتسليم هزيلة ، واجتماعات شكلية للجنة المراقبة .. هذا وغيره من السلوكيات التي يتسبب بها تعنت مليشيات الحوثي فيما يخص ملف الحديدة ، تؤكد أن إتفاق السويد لا يزال حبر على ورق.

ولعل عدم وضوح الموقف الدولي من إستمرار هذه السلوكيات من قبل مليشيات الحوثي ، يفتح المجال لتواصل هذا التعنت للمليشيات التي تستغل هشاشة موقف الحكومة ، سيما والمطالبة بضغط دولي لن يجدي أن لم تمارس القوى الفاعلة (العمالقة) ضغط مماثل (عسكري) على الأرض ، قد يكون من متطلبات المرحلة المقبلة.

إفشال متعمد للعمليات الإنسانية

الجاني الإنساني والذي كان من أولويات الدبلوماسية الدولية للسير بالملف اليمني نحو الحل السياسية بعيداً عن الحل العسكري ، لم يتحقق فيه أي تقدم على الأرض ، رغم تواجد المراقب الأممي في الحديدة وتواصل عقده للاجتماعات ، حيث تواصل مليشيات الحوثي إعاقة عملية فتح ممرات إنسانية ، ونهب المساعدات الأممية حسب تأكيدات الحكومة.

ولم يتوقف سلوك المليشيات المعيق للعمل الانساني عند هذا الحد ، حيث كشف المركز الإعلامي لألوية العمالقة اليوم الأحد أقدام مليشيات الحوثي على قصف مخازن منظمة الغذاء العالمي الواقعة في كيلو 7 بمدينة الحديدة مما أدى إلى إحتراقها ، ونشر فيديو يؤكد هذا.

وكان برنامج الغذاء العالمي قبل أيام قد اتهم مليشيات الحوثي بنهب المساعدات الإنسانية وحرمان المواطنين في مناطق سيطرتهم منها.

وأمام إستمرار مليشيات الحوثي بسلوكها المعيق للعمليات الإنسانية وافشال تفعيلها على الأرض والمؤكد بشهادات محلية ودولية ، تضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نفسه في موقع صعب ، سيما وقد ارتكز على هذا الجانب لإلزام وفرض تسوية سياسية في الحديدة.

تأكيد على إستمرار خروقات الحوثي للهدنة

وتفيد اخر التطورات في محافظة الحديدة على إستمرار خروقات مليشيات الحوثي للهدنة بشكل يومي ، وفشل جهود المراقب الأممي في تحقيق أي بند من بنود الاتفاق الخاص بالحديدة.

وأكد المتحدث العسكري باسم ألوية العمالقة العقيد مأمون المهجمي إن الخروقات الحوثية للهدنة لم تتوقف ، والاعتداءات مستمرة بشكل يومي على مواقع إلوية العمالقة والقوات المشتركة شرق الحديدة، وحيس، والدريهمي، مضيفاً أن عناصر المليشيا تحاول التسلل إلى داخل المدن الآمنة، وآخرها التسلل إلى حيس وزراعة الألغام، ما أدى إلى سقوط قتلى من المدنيين.

وأفاد المهجمي في تصريح لصحيفة "عكاظ" إلى أنه خلال اليومين الماضية عزز الحوثيون مواقعهم بـ7 دبابات وآليات مصفحة قادمة من صنعاء.

ومن جانبه اتهم وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي ، مليشيات الحوثي بعرقلة تنفيذ الاتفاقيات واختراق الهدنة وقصف مواقع الجيش الوطني في حي الجامعة.

دعوات للضغط على المليشيات

وأكد المهجمي في ذات التصريح أن ممارسات المليشيات تؤكد أنها تحضر لمعركة وليس لديها أي نوايا لتنفيذ الاتفاقات أو تحقيق السلام ، داعياً المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى اتخاذ مواقف حازمة وفضح الجهة المعرقلة لتنفيذ اتفاق السويد أمام المجتمع الدولي.

من جانبه قال الوكيل القديمي إن المليشيات تثبت للعالم كل يوم أنها لا عهد لها ولا ميثاق، وأن الحل لن يكون إلا عبر أفواه البنادق.
كما طالب القديمي رئيس لجنة المراقبة الأممية باتريك كمارت بفضح المعرقلين لاتفاقية ستوكهولم.

انسداد دبلوماسي

وفي الإطار الدبلوماسي وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الى صنعاء امس ، وذلك للدفع بالعملية الدبلوماسية نحو تطبيق إتفاق السويد ، وعلى وجه الخصوص ملف الحديدة الذي بات مهدد بالفشل بسبب تعنت مليشيات الحوثي واستمرا خرق الهدنة وإعاقة فتح ممر للمساعدة ، وافتعال خديعة تحت اسم الإنسحاب والتسليم لميناء الحديدة.

وتبدو المساعي الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتين غريفيث ، ورئيس لجنة المراقبة الأممية في محافظة الحديدة باتريك كمارت ، غير واضحة وحازمة فيما يخص الضغط على الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق الحديدة ، حيث لم يصدر أي موقف يحدد الطرف المعرقل على الرغم من إستمرار تعنت مليشيات الحوثي ، وبالتالي يبقى الأفق الدبلوماسي منسد أمام أي تقدم.

حكم مسبق على فشل زيارة غريفيث

وفي الوقت الذي جددت الحكومة اليمنية مطالبتها اليوم الأحد للمبعوث الأممي المتواجد في صنعاء بالضغط على مليشيات الحوثي لتنفيذ إتفاق السويد ،
عبر تصريح لوزير الدولة ياسر الرعيني ، دعا فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على مليشيا الحوثي للالتزام بالاتفاقيات وآخرها اتفاق ستوكهولم بشأن محافظتي الحديدة وتعز.

كان لمليشيات الحوثي رد يؤشر على فشل مساعي المبعوث الأممي التي يبذلها من خلال زيارته لصنعاء ، حيث المح رئيس مايسمى اللجنة الثورية العليا لمليشيا الحوثي إلى عزمهم على نكث الإتفاق ومواصلة الحرب ، وقال محمد علي الحوثي في تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": الشعب الذي صمد ما يقارب أربعة أعوام قادر على الاستمرار بخطى ثابتة لغد مشرق".

ويعد ما المح إليه محمد علي الحوثي في تصريحه اليوم عقب يوم من زيارة المبعوث إلى صنعاء بمثابة حكم مسبق على فشل زيارة المبعوث ، ما يعني تواصل تنصل المليشيات من الإتفاق.

وأمام هذا الإنسداد والفشل الدبلوماسي والسياسي ، واستمرار السلوكيات التي تعطل تنفيذ إتفاق السويد فيما يخص الحديدة ، وغموض الموقف الدولي حيال ذلك ، يبدوا أن السلوك المعيق لن يتوقف من قبل المليشيات التي تستغل الوضع لإستعادة أنفاسها ، إلا بتدخل القوى الفعالة لممارسة ضغط عسكري على الأرض في الحديدة ، والتلويح بالرد به قبل تنفيذه إن لم تجنح المليشيات للعملية السياسية وتلتزم بتنفيذ اتفاق السويد ، سيما والمليشيات تستغل هشاشة طرف الشرعية لمواصلة التعنت ، ويرجح أن يسند هذا الموقف من القوى الفعالة (العمالقة) التى كسرة شكوتهم في الساحل الغربي.