الارشيف / اخبار اليمن

دلالات وأبعاد انعقاد الدورة الثانية لجمعية الانتقالي الوطنية بحضرموت.. (الجنوب) يستعرض ويُذهل العالم بالمكلا

اخبار من اليمن دلالات وأبعاد انعقاد الدورة الثانية لجمعية الانتقالي الوطنية بحضرموت.. (الجنوب) يستعرض ويُذهل العالم بالمكلا

2019/02/17م الساعة 10:55 PM (عدن / الأمناء نت / علاء عادل حنش :)

اكتسب انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت أهميةً بالغة لا سيما بعد الجدال الكبير الذي دار، وما يزال يدور، عن تشكيل إقليم حضرموت، بعيدًا عن دولة الجنوب على حدود ما قبل 21 مايو/ آيار1990م.

التباينات والآراء كانت عديدة من قبل المتربصين بوحدة صف الجنوبيين، فمنهم من ذهب يروج عن أن أبناء حضرموت يريدون محافظتهم كإقليم بعيدًا عن الجنوب، (الوطن الأم)، فيما راح البعض يسوّق بأن الجنوب سيُفكك إلى دويلات صغيرة متناحرة.

غير أن كل تلك المؤامرات ضُربت عرض الحائط، فأبناء حضرموت أجمعوا بأن الهدف (جنوبي - جنوبي)، ولن يخرج عن ذلك إطلاقًا، بالإضافة إلى دلالات الاستقبال اللائق الذي حظيت به قيادات الانتقالي عند قدومها من العاصمة الجنوبية عدن إلى مدينة المكلا.

الأحزاب السياسية  وبعض التيارات المناوئة للجنوب وشعبه تعمل ليل نهار، على تهييج انقسام حضرموت عن الجنوب، ظنًا منها أنها ستنجح في شق صف الجنوبيين، وتفريعهم إلى مجموعات مسلحة مشردة من الوطن والهوية، كما هو حاصل في بعض المحافظات الشمالية.

استضافت مدينة المكلا - أمس السبت - في محافظة حضرموت الجنوبية الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والتي انعقدت تحت شعار "استعادة الوطن وبناء الدولة الجنوبية المدنية الفيدرالية المستقلة".

وكانت الدورة الأولى احتضنتها العاصمة الجنوبية عدن في يوليو / تموز 2018م.

 

تمركز الإرهاب في وادي حضرموت

وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي في افتتاح الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس أمس: "لن يرغمنا أحد على القبول بمصير سياسي لا يمثل رغبتنا ولا يعبر عن إرادتنا وتطلعاتنا، وهذا دورنا الذي لن نتوانى عن القيام به في كل الظروف".

وأضاف: "بيننا عهد الرجال للرجال، والوطن أمانة في أعناقنا جميعا، فلنكن على قدر من المسؤولية لتمثيل شعبنا العظيم". مشيرًا إلى أنهم قرروا استعادة الوطـن الجنوبي من خاطفيه، و"سنمضي قُدُماً متمسكين بثوابت القضية وطموح الشعب وآماله وأهدافه".

وتابع: "عانت حضرموت من الإرهاب كثيراً مثل: عدن، وأبين، ولحج وشبوة وكافة مناطق الجنوب، عانينا من الإرهاب السياسي، والتطرف السياسي، والفكر المتطرف الذي تمت صناعته وتوجيهه إلينا للقضاء على أصواتنا وكسر إرادتنا".

واستطرد: "حاربنا التطرف والإرهاب بكل ما نستطيع من قوة، وحققنا في ذلك نجاحات كبيرة، فنحن اليوم في المكلا التي سُلمت يوما من الأيام لداعش والقاعدة، وخرجوا منها بفضل أهلها وبفضل إسهامات الجنوبيين معهم".

وأضاف: "خسرنا الكثير من الكفاءات والهامات الوطنية بسبب استخدام ورقة الإرهاب ضدنا، ولا يزال الإرهاب يهدد أبناء وادي حضرموت ويمثل خطرًا على السكان هناك".

وقال: "لا بد له أن يعود وادي حضرموت لأهله مثلما عادت المكلا، وكافة مدن الساحل".

وتابع: "يجب أن يسلم إلى أهل حضرموت أوديتهم ومناطقهم فهم الأحرص على تأمينها والأدرى بما يجب فيها، ولن يستمر تمركز الإرهاب في الوادي مهما كلفنا ذلك، وسيجدنا أبناء حضرموت في مقدمة صفوفهم فهذه الارض تستحق ان نضحي من اجلها".

واستطرد: "الإرهاب خطر محدق، وصناعته خطر آخر، ونناشد التحالف أن يتدخل تدخلاً عاجلاً لمساعدتنا في القضاء عليه في وادي حضرموت مثلما ساعدونا في ساحل حضرموت والمناطق الأخرى".

وأشار الزُبيدي إلى أن التجارب أثبتت أن أبناء الأرض هم وحدهم القادرون على حماية أرضهم والذود عنها، ومن غير المعقول أن يحرس حضرموت من لا ينتمي لها، مؤكدًا أن على القوات المنتشرة في وادي حضرموت أن تعود إلى مناطقها فقتال الحوثي أوجب من البقاء في صحراء الجنوب ووديانه، ولا يعتقد أحد أننا سنفرط بأي شيء.

وقال: "حزب الإصلاح لا يؤمن بهزيمة الحوثي ولا يزال مصرًا على أن معركته في عدن وحقول نفط بيحان والعقلة ووادي حضرموت ومنفذ الوديعة".

وأضاف: "المؤامرة التي تُحاك ضد وادي حضرموت والعقلة وبيحان في شبوة، لها أكثر من وجه، غير أن استمرار استغلال الملف الإنساني والخدماتي في هذه المناطق يُعد سابقة خطيرة وندرك أبعادها، فالتجييش في هذه المناطق على حساب الخدمات والتنمية لن يكون حلاً ولن يكون حاجزاً أمام أهل هذه المناطق، فالشعب قد انتصر ولم يبقَ إلا القليل".

وتابع: "آن لحضرموت أن تنعم باستقلاليتها ضمن دولتنا الجنوبية الفيدرالية القادمة، آن لحضرموت أن يحكمها ويديرها أبناؤها، آن لأبناء حضرموت أن يستعيدوا عافية أرضهم، أرض الخير، آن لأبناء حضرموت أن يستفيدوا من خيراتها وثرواتها، يجب أن تمنح هذه الأرض فرصتها ويجب أن يكون لأهلها سيادتهم الكاملة عليها".

واستطرد: "أثبت الجنوبيون أنهم دعاة سلام، وصبرنا كثيرا تجاه الملفات التي تستوجب تحركًا عاجلاً، لكننا وفي كل مرة نقول أن صوت العقل هو الخيار الذي نريده، خاصة وأن أفقنا السياسي واسع لاستيعاب الكثير من الأمور، غير أن الملف الإنساني والخدماتي لا يحتمل الصبر كثيرًا".

وقال: "الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي تمر بها بلادنا لا تزال غاية في التعقيد والصعوبة، ولا تزال تمثل تحدياً جسيماً يجب أن نكون قادرين على الاستعداد له، والاستحقاق السياسي الكبير يحتاج إلى تهيئة مؤسسية وسياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية واجتماعية".

وأضاف: "الأخطار لا تزال قائمة، والعدوان الحوثي لا يزال مستمراً ويشكل خطراً كبيراً، وسنستمر في مجابهة العدوان الحوثي ومحاربته فهو شكلٌ آخر من أشكال الإرهاب".

وتابع: "بالأمس القريب فقدنا قيادات عسكرية أوجعنا رحيلها، فالشهيد محمد صالح طماح والشهيد صالح قائد الزنداني خسارة فادحة على الوطن وقضيته العادلة، فاستهداف الكفاءات الجنوبية أمر متوقع فهو نهج استمرأته القوى المعادية للجنوب منذ مطلع تسعينيات القرن المنصرم".

واستطرد: "الشرعية لم تكن حليفاً صادقاً وشريكاً موثوقاً لدول التحالف وذلك بسبب تضارب المصالح بين الجماعات السياسية المسيطرة على الشرعية وبين أهداف دول التحالف".

وأكد الزُبيدي أن "أهداف الرياض لا يمكن أن تكون مقبولة ومنفذة لدى من يمثل طهران وإسطنبول والدوحة".

وقال: "عملنا بكل الإمكانيات على توسيع علاقاتنا الخارجية من خلال بعثاتنا ومكاتبنا بالخارج، ونجحنا في التواصل مع كثير من الجهات الدولية الفاعلة ودوائر صنع القرار بالدول الكبرى والدول ذات العلاقة بملف الأزمة في بلادنا".

وأضاف: "في جعبتنا الكثير خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث سنسجل حضوراً دولياً يليق بمكانتنا ومكانة قضيتنا ومستقبلنا السياسي".

وتابع: "نجدد التزامنا بنهج الحوار والسلام ووحدة الصف الجنوبي ومبدأ التصالح والتسامح كطريق آمن لمستقبلنا ومستقبل شعبنا وقضيتنا، فنحن نمد أيدينا دائما لكل جنوبي يريد الوطن واستعادة الحقوق وصناعة مستقبل حر نكوّن فيه دولة ينعم شعبها بالسلام والاحترام".

مشوار جمعية الانتقالي الوطنية

المجلس الانتقالي الجنوبي، وبعد أن أعلن في 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2017م جمعيته العمومية، وهي الخطوة الأولى والجادة التي ابتدأ بها الانتقالي خطواته في وعورة الطريق السياسي، وضمت الجمعية 303 أعضاء من مختلف المحافظات الجنوبية.

وفي الأول من ديسمبر / كانون الثاني من ذات العام عيّن رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزُبيدي، في خضم اجتماع الجمعية العمومية، اللواء أحمد بن بريك رئيسًا للجمعية، وأنيس يوسف لقمان نائبًا له.

الجمعية تُعد بمثابة برلمان جنوبي مُصغّر، أعضاؤها يمثلون كافة المديريات في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى أنها تمتلك الصفة التشريعية لإقرار النصوص واللوائح التنفيذية الداخلية للمجلس، وتضم في إطارها عددًا من اللجان المتخصصة.

وهذا الأمر يجعل "الشرعية" مهددة بالإزاحة من المشهد السياسي في قادم الوقت، خصوصًا بالخطوات الإيجابية التي نفذتها، بحسب مراقبين سياسيين.

 

رئيس الجمعية الوطنية: اختيارنا حضـرموت يحمل دلالات كبيرة لأبنائها

من جانبه، قال رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي اللواء أحمد سعيد بن بريك أن اختيار قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظة حضرموت لعقد لقاء الدورة الثانية للجمعية الوطنية يحمل دلالات كبيرة لشعب الجنوب عامة وحضرموت بشكل خاص.

وأضاف: "إن محافظة حضرموت ليست بمنأى عن باقي محافظات الجنوب كما يعتقد البعض، وإنما هي العاصمة الاقتصادية والثقافية لدولة الجنوب الفيدرالية القادمة بإذن الله".

وأكد أن "قوات النخبة الحضرمية هي حامية لهذه المحافظة، وتظل حضرموت هي محافظة رافضة للإرهاب، وسنقاوم بكل قدرتنا لمن يسعى لتجزئة الجنوب وحضرموت وسنطردها شر الطرد، ونحن عند كلمتنا، ولا خوف على الجنوب وحضرموت".

وطمأن أبناء الجنوب وحضرموت بقوله: "إننا إلى جانبهم ونساندهم بكل قدرتنا لقيادة تحرير ما تبقى من المناطق الجنوبية على أرض الجنوب".

 

أهمية انعقاد الدورة

الكاتب والصحافي صلاح السقلدي قال: "إن أهمية هذه الدورة تأتي من أهمية حضرموت بالنسبة للجنوب، كما أن التوقيت له معنى أيضاً، فكما نعلم أن ثمة جهود تبذلها السلطات اليمنية - والتحالف إلى حد ما -  بتمرير مشروع الأقاليم الستة، التي تعني - فيما لو تم تطبيقها - تشطير الجنوب إلى قسمين والإجهاز على القضية الجنوبية بالمحصلة النهائية، فلا جنوب بلا حضرموت والعكس أيضاً، وهذا ما وعى له الانتقالي وذهب صوب المكلا".

وأضاف لـ"الأمناء": "كما أن التوقيت غاية بالأهمية ونحن على مشارف مشاورات يمنية حاسمة تحاول أن تقصي الجنوب من فوق الطاولة وشطبه بالتالي من الخارطة السياسية ومن التسوية السياسية الشاملة، ولمجابهة هذه التحديات يجب مواصلة النزول الميداني، وتكثيف العمل الجماهيري داخليا، فيما خارجيا يجب تكثيف العمل السياسي، هو الرد المناسب لهذه التحديات".

وتابع: "ما هو مطلوب من الانتقالي أن لا تأخذه نشوة هذا الإنجاز، كما ينبغي أن يسعى إلى مواصلة الحوارات مع كل القوى الحراكية وبالذات مجالس الحراك الثوري، وأن لا يتوجه الانتقالي إلى توظيف نتائج هذه الدورة ضد القوى الجنوبية التي تتباين معهم الرؤى".

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي الأمناء
دلالات وأبعاد انعقاد الدورة الثانية لجمعية الانتقالي الوطنية بحضرموت.. (الجنوب) يستعرض ويُذهل العالم بالمكلا ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر دلالات وأبعاد انعقاد الدورة الثانية لجمعية الانتقالي الوطنية بحضرموت.. (الجنوب) يستعرض ويُذهل العالم بالمكلا، من مصدره الاساسي موقع الأمناء.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى دلالات وأبعاد انعقاد الدورة الثانية لجمعية الانتقالي الوطنية بحضرموت.. (الجنوب) يستعرض ويُذهل العالم بالمكلا.