اخبار من اليمن عدن تايم_فارس الشعبيعقب حرب 2015م استعادت مؤسسة كهرباء عدن المنظومة الكهربائية في ظروف صعبة للغاية وخسائر كبيرة، كان يفترض على المواطنين الوقوف إلى جانب المؤسسة بتسديد ما عليها من قيمة الاستهلاك والكف عن سرقة التيار الكهربائي والربط العشوائي لاستمرار الخدمة، لكن الموطن استمر في مخالفته بعدم التسديد فكادت المؤسسة أن تعلن إفلاسها بعد أن ارهقت خزينة الدولة وعجزها بالإيفاء بما عليها من التزامات تجاه موردي الوقود.

وبلغت مديونية المؤسسة قرابة 44 مليار ريال، فيما تعد تعرفة التيار الكهربائي في بلادنا من أرخص التعريفات في العالم فتوليد كيلو وات ساعة يكلف ما يقارب 100 ريال بينما مؤسسة الكهرباء ببيعه للمواطن ب17 ريال بعجز يصل إلى 83%، ورغم ذلك إلا أن عدد المسددين للفواتير وسرقة التيار الكهربائي يزيد انهيار المؤسسة حتى وصل انخفاض إيرادها إلى 30%؛ بالإضافة إلى تعرض الكثير من المولدات وخطوط الضغط العالي للإتلاف جراء سرقة التيار وتحميل المؤسسة ملايين الدولارات.

وبلغ عدد المشتركين بكهرباء عدن 166281 مشترك، منهم 137018 مشترك منزلي و 28018 مشترك تجاري و 1175 مشترك من كبار المستهلكين, هذه الأرقام بعد حملات قامت بها المؤسسة لمحاربة الربط العشوائي وإدخال العدادات للمنازل ذات الربط العشوائي إلا أن الكثير مايزال التيار الكهربائي يسرق، حيث يصل الفارق كبير بين التوليد وبين ما يصرف في فواتير المستهلكين.

وتقول قيادة كهرباء عدن أن العلاقة بين المؤسسة والمواطنين علاقة مجتمعية تكاملية لا يمكن لأي طرف الاستغناء على الآخر، فالمستهلك يتزود بخدمة الكهرباء وتسديده لفواتير الاستهلاك يعني استمرار لهذه العلاقة ومواصلة لديمومة عمل المؤسسة، ولفتت إلى خسائر فادحة تكبدتها المؤسسة جراء سرقة التيار والربط العشوائي بالإضافة إلى ارتفاع المديونية والتي بسببها مرت كهرباء عدن بظروف مالية صعبه، لولا لطف الله وتدخل الحكومة كادت أن تعلن الإفلاس وتوقف الخدمة.

وأطلقت المؤسسة العامة لكهرباء عدن خلال الأيام الماضية دعوات عاجلة للمواطنين إلى سرعة التوجه لتسديد فاتورة شهر نوفمبر حتى تتمكن من الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه الغير وتوفير مستحقات العمال وقطع الغيار.

وحذرت المؤسسة الممتنعين عن السداد شهريا وذلك إبتداءًا من فاتورة شهر نوفمبر، مالم ستضطر لفصل التيار عن كافة المتخلفين خلال الأيام القادمة وعلى المشتركين الالتزام بسداد الفواتير اولا بأول من الآن قبل أن تطالهم اجراءات الفصل.

واعلنت المؤسسة مساء اليوم الجمعة إلى أن صباح الأحد القادم سوف تدشن المؤسسة حملة القطع على الممتنعين عن السداد ابتداء من القطع على الجهات والمرافق الحكومية التي لم تسدد.

فيما منحة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية للجمهورية اليمنية المخصصة للكهرباء وضعت شروط من شأنها تستقر خدمة التيار الكهربائي، وهذه الشروط هي تكمن في تفاعل المواطنين مع المنحة في تسديد الفواتير ومحاربة الربط العشوائي .

ويرى مراقبون المنحة السعودية بتقديم الوقود للكهرباء في المناطق المحررة خطوة تعد مهمة في الحد من استنزاف العملة الصعبة التي كانت تصرف لشراء الوقود، موضحين أن قيمة الكيلو وات أقل تكلفة على مستوى كثير من دول العالم ومع ذلك هناك من لا يقوم بتسديد الفواتير.

ودعا المراقبون كافة المواطنين الى استشعار المسؤولية التي تقع على عاتق المؤسسة خصوصا في هذا التوقيت الحساس، عقب تكفل المملكة العربية السعودية بتزويد محطات الكهرباء بالوقود لمدة 3 أشهر تجريبة في حال التزام المشتركين بسداد الفواتير، مالم ستنسحب المملكة من دعم وقود الكهرباء عقب الأشهر الثلاثة إذا لم يلتزم الناس بالسداد الشهري، كما نجدد الدعوة إلى كافة الأهالي الاستشعار بأن هناك حقوق ومستحقات والتزامات تشل أداء مؤسسة الكهرباء في العاصمة عدن.