اخبار من اليمن كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن منتدى الدوحة القطري الذي عقد مؤخرًا يومي 15 و16 من ديسمبر الجاري، تعرض لانتقادات بسبب تزويده النظام الإيراني بمنصة لعرض أجندته، بما في ذلك انتقاده لسياسة الولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أنه في لقاء جمع بين وزراء خارجية إيران وتركيا، والزعماء القطريين، والأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي، ومجموعة كبيرة من الأصوات الأخرى، وفر المنتدى مكانًا للمناقشات حول الشرق الأوسط مع تحول المنطقة من تهديدات داعش إلى مواجهة أمريكية - إيرانية.وأشارت الصحيفة، إلي أن المنتدى شارك فيه نحو 800 مشارك من 70 دولة، بالإضافة إلى 100 متحدث، إلا أنه لم يتضمن أصواتًا أمريكية عالية المستوى على الرغم من أهميته، فيما سعت إيران لاستغلال المنتدى، إذ قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن العقوبات لن تنجح، وهدف إلى تصوير إيران على أنها بلد مسئول وضحية لسياسة الولايات المتحدة، كما تفاخر بالتهرب من العقوبات. وأوضحت "جيروزاليم بوست"، أن قطر أرادت - باعتبارها الدولة المضيفة - استخدام المنتدى لتحدي العزلة التي شعرت بها منذ بداية الأزمة الخليجية مع الدول الجوار وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات.وأشار التقرير، إلى أن المنتدى أظهر كيف نمت قطر تحالفها مع تركيا، وكذلك علاقاتها مع إيران، لافتًا إلى أن هذا تحالف فريد من نوعه ويعد نظام تحالف ثالث في الشرق الأوسط، والذي يختلف عن التحالف الذي تقوده إيران للدول التي تعارض الولايات المتحدة، والتحالف الآخر المؤيد لواشنطن بقيادة المملكة العربية السعودية.وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن قطر وتركيا لديهما أجندتهما الخاصة، وهي مرتبطة بشكل أوثق بالأحزاب السياسية الإسلامية، وأكثر انتقادًا لدور الولايات المتحدة في المنطقة.لكن المنتدى نفسه صور قطر على أنها نوع من واحة الاستقرار في منطقة تتعافى من الصراع، إذ وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين لدعم الأمم المتحدة بمبلغ 16 مليون دولار، وهو رقم صغير، ولكن مساهمة رمزية تظهر أن قطر ترغب في تصوير نفسها على أنها مساعدة اللاجئين. كما وقعت قطر اتفاقية لمدة عامين مع الأونروا تظهر التزامها تجاه الفلسطينيين، ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف".وقالت "جيروزاليم بوست"، إن المنتدى سعى إلى ترسيخ نوع من اللقاء بين بعض الأصوات السياسية اليمينية المتطرفة، والأصوات الأكثر انخفاضًا في القضايا المتعلقة بالمنطقة، كما كان داعمًا للقضايا الفلسطينية. وأشار التقرير، إلى أنه خلال منتدى الدوحة، تم تصوير إسرائيل على أنها معزولة، في حين أن دول مثل تركيا وإيران التي تنتقد إسرائيل بشدة، كانت تحت الأضواء، إذ قال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات، إن الفلسطينيين فعلوا كل شيء لتحقيق السلام "حتى أننا اعترفنا بإسرائيل كدولة".وأضاف، أن قطر سعت من خلال منصة منتدى الدوحة أن تظهر نفسها وتتواصل مع الدول القوية، مثل الصين، كما سعت قطر إلى تسليط الضوء على القضايا الإنسانية، داعية نادية مراد، الناجية من الإيزيدية إلى الإبادة الجماعية، واستضافة المناقشات حول الجفاف في منطقة الساحل، بالإضافة إلى أوضاع اللاجئين.كما سعت قطر للتواصل مع الديمقراطيين في الكونجرس، حيث شعرت أنه بعد الانتخابات الأمريكية سيحصل الكونجرس الآن على أغلبية ديمقراطية في مجلس النواب، وهو ما يمكن أن يفيد قطر، لاسيما أنه - وفقًا لتقارير – حضر ما لا يقل عن ستة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين. ونوهت "جيروزاليم بوست" في تقريرها، إلى أن البعض قد انتقد هذا على اليمين في الولايات المتحدة، مثل مجلة Conservative Review التي وصفتها بأنها "رحلة سرية في نهاية الأسبوع"، على الرغم من أنه لم يكن واضحًا كيف كان الأمر سريًا إذا عرضوا صورًا أثناء وجودهم هناك.