الارشيف / اخبار اليمن

تقرير خاص- هل تتوج السويد الإخفاق الاممي في اليمن؟

اخبار من اليمن تقرير/ ليزا الجاندي

جولات مكوكية يقوم بها المبعوث الاممي الى اليمن السيد مارتن غريفيت لاقناع اطراف الصراع في اليمن بالجلوس على طاولة واحدة في ديسمبر المقبل، وبدء محادثات السلام، ورغم التفاؤل الذي يبديه غريفيت ازاء مواقف طرفي الصراع، واعلانه قبولهما بالمشاركة في مفاوضات السلام التي ستعقد في السويد مطلع الشهر المقبل، الا ان اشتراطات الاطراف قد تجعل آمال المبعوث الاممي تتبخر في الهواء، اذ ان تمسك الانقلابيين الحوثيين بشرط عدم انسحابهم من المدن ورفضهم تسليم ميناء الحديدة وكذلك الاسلحة، وتمسك الحكومة الشرعية بالمرجعيات الثلاث ، يضع مستقبل تلك المحادثات على المحك، وربما تعطيلها قبيل انعقادها.
سياسيون جنوبيون ، تحدثوا لـ "عدن تايم" عن مستقبل محادثات السلام المرتقبة في السويد ، وفرص نجاحها ، ومدى اعاقة تمترس كل طرف خلف اشتراطاته لها، وتأثير التقدم الميداني في جبهات الساحل الغربي ودمت على الحوثيين واخضاعهم للتسوية السياسية وتحقيق سلام شامل في اليمن.

دعم امريكي

وفي الوقت الذي لم تسفر فيه لقاءات المبعوث الأممي مارتن مع مسؤولي الشرعية، في الرياض عن اي نتائج تذكر بشأن خطة المحادثات أو تحديد موعد جولة جولتها المرتقبة في ستوكهولم، شهدت العاصمة السعودية تحركات نشطة للسفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر بهدف دعم جهود المبعوث الاممي ، وبالنظر الى حالة التعثر التي لا تزال تعتري الترتيب لهذه المحادثات ، تنبىء مؤشرات كثيرة ان الحوثيين عازمون على عرقلة الجهود السياسية الساعية للوصول إلى حل للأزمة اليمنية بالنظر الى افشالهم المتعمد للمحادثات السابقة التي في آب/أغسطس 2016 بالكويت، وجنيف التي كان من المقرر اقامتها مطلع سبتمبر الماضي.

اختراقات حوثية

المعارك على الارض هي الاخرى، كمقياس لجدية الاطراف في الدخول في عملية سلام، لم تتوقف ، ولا تزال جبهات كثيرة مشتعلة، ويستمر الحوثيون في شن هجمات متفرقة ، ورغم ان اعلان المليشيات من خلال رئيس ما يسمى اللجنة الثورية الحوثية انها توقفت عن اطلاق الصواريخ وايقاف اطلاق النار بالجبهات، إلا ان مليشياتها واصلت المعارك وحاولت استخدام بيانها للتخدير فيما تقوم عناصره باستعادة جبهات ومواقع خسرتها خلال الفترة الماضية، لكنها لم تتمكن نتيجة شدة المواجهات التي لاقتها من قبل المقاومة خاصة في الحديدة.

قناعة دولية بشأن الحرب

ويؤكد الكاتب والسياسي الجنوبي منصور صالح ان أمر إحلال السلام في اليمن لم يعد مرتبطاً بارادة اطراف الصراع اكانوا الحوثيين او الشرعية ،بل مرتبط بارادة دولية وصلت الى قناعة بأن هذه الحرب يجب ان تتوقف .
ناهيك عن ان الحوثيين بدأوا يستشعرون القلق من تقدم قوات التحالف والمقاومة في ولذلك ربما من مصلحتهم الحصول على تسوية تضمن لهم البقاء في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم والتي يبدو ان المجتمع الدولي يدفع باتجاه اعطائهم حكما ذاتياً فيها وتحديداً اقليم أزال.

معضلة التطبيق
واوضح "صالح" أن الاشكال الحقيقي لم يعد مرتبطا بالمشاورات ونجاحها فيمكن ان تنعقد وتخرج بمخرجات مقنعة تستوعب الواقع ،لكن تظل مسألة تطبيق أي مخرجات هي المعضلة وربما تتعثر عملية التنفيذ في حال استشعر الحوثيون انها لا تلبي مطالبهم او انه صار بامكانهم التنصل منها .
ولذلك يرى "صالح" أنه يبقى الاهم الحصول على ضمانات الالتزام بالتنفيذ بالتزامن مع ضمان انعقاد المشاورات.
العالم يهمه في الوقت الحالي اسدال الستار عن ازمة اليمن وضمان أمن خطوط الملاحة لكنه لن يكون معنياً بتفاصيل أي صراع داخلي بعيد عن ذلك.

الجنوب ضامن لنجاح المشاورات

ويرى الاكاديمي الجنوبي حسين بن لقور عيدان ان مفاوضات السويد المزمع انعقادها بين الاطراف اليمنية الشهر القادم ان كانت لانهاء الحرب دون حل يسقط الانقلاب فإنها تؤكد ان التحالف والشرعية قد خسروا الحرب .
وقال لقور في تغريدة له بموقع "تويتر" : سيتفاوضون في السويد على ماذا؟ إن كان على إنهاء الحرب دون أفق سياسي ومشروع حل دائم يسقط الانقلاب فذلك يعني ان الشرعية والتحالف قد خسروا الحرب.
ويؤكد بن لقور على اهمية حضور الجنوب في اي مفاوضات قادمة وذلك كأحد ضمانات نجاحها ، مشيرا الى ان المفاوضات المقبلة ان كان من اهدافها بحث حلول نهائية وسلام دائم فإن أطراف الحل ليست فقط الشرعية والانقلابيين الحوثة بل ان الجنوب طرف أساسي في اي مشروع حل سياسي.

فشل وانتصار

وفشلت جولة مفاوضات سابقة بجنيف في أيلول/ سبتمبر الماضي، إذ لم يشارك الحوثيون فيها بزعم عدم حصولهم على تطمينات بالعودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.
ويجزم المحامي والسياسي الجنوبي غالب الشعيبي أن كل المؤشرات تدل على عدم انعقاد مشاورات السويد وأن أنعقدت ستفشل.
لكنه يسرد اسباب ذلك الفشل مؤكدا ان الشرعية تعد الحلقة الأضعف في هذه الجولة ، وذلك كونها هزمت نفسها بنفسها حين خاضت صراعات داخلية ضد حلفائها وشركائها وتركت الحوثي يستثمردعم المجتمع الدولي سياسيا.
وقال في تغريدة له بموقع التدوين المصغر "تويتر" : "فشلت الشرعية بأستثمار نصر عسكري في الحديدة لعدم علاقتها بالنصر"، لافتا الى ان معركتها القادمة ستكون مع مجلس الأمن".
ويضيف الشعيبي قائلا : "ستذهب الشرعية الى السويد ذليله منكسرة هزمت نفسها بغبائها وحقدها الدفين مهدت الطريق للعدو واستعدت شركاء الانتصارات سلمت الانتصارات للحوثين بميناء الحديدة عبرغطاء الأمم المتحدة واشرافها ودورها الرئيسي على نطاق واسع كما قال جريفيث".وفي حال انعقدت مشاورات السويد ، فيؤكد الشعيبي ان نتائهجا انتصار سياسي للحوثي".
ويرى مراقبون ان من ابرز اسباب فشل المحادثات بين الانقلابيين الحوثيين والشرعية ، هي اختزال الاطراف المشاركة فيها، دون النظر الى بقية القوى على الارض وعلى المسار السياسي ايضا لا سيما في الجنوب الذي يعد جزءا رئيسيا في الازمة والحرب اليمنيتين.
عنوان

مفاوضات ومعارك
وعن قراءته لمستقبل المفاوضات المقبلة يقول رئيس تحرير صحيفة "يافع نيوز" ياسر اليافعي : "نتوقع ان تعلن الاطراف عن رغبتها في الدخول في مفاوضات جديدة، لكن المعارك ستستمر ولا توجد نية حقيقة لدى الكثير من القوى اليمنية الدخول في مفاوضات جدية، حتى الشرعية بنفسها لم تستوعب التغيرات الكبرى التي حدثت".
وعن الطرف المتعنت يوضح "اليافعي" ان المشكلة ليست في التحالف العربي ولكن في ميليشيا الحوثي فهي التي ترفض الانصياع للقرارات الدولية وانهاء الانقلاب، وهي من وضع الشعب اليمني امام خيارات صعبة واشعلت حرب مازالت مستمرة ودمرت اقتصاد البلد وادخلته في مجاعة .
مشيرا الى ان ميليشيا الحوثي تستخدم الملف الانساني للمتاجرة السياسية بمعاناة الشعب اليمني التي هي سبب فيه وذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية ويساعدها في ذلك بعض المنظمات الدولية والدول الداعمة لهم، لذلك نسمع دعوات ظاهرها انساني وباطنها انقاذ لميليشيا الحوثي .
ولا يستبعد "اليافعي" وجود اطراف لا تريد للحرب ان تنتهي في البلاد لذلك تسعى للحفاظ على ميليشيا الحوثي، اما بهدف ابتزاز دول التحالف العربي والضغط عليها لاستنزافها مادياً، واما خدمة لمشروع ايران في المنطقة، لذلك نلاحظ انه كلما ضاق الخناق الحوثي ترتفع الاصوات التي تطالب بإيقاف الحرب وهذا حدث في اماكن كثير ابتداءً من تحرير عدن .

أداة بيد إيران
وعما ذا كان سيسهم التصعيد العسكري، في اخضاع الحوثيين للعودة الى طاولة المفاوضات يقول اليافعي : "لا اعتقد ذلك ، ميليشيا الحوثي هي مجرد اداة ايرانية وايران تناور بها على ملفات اخرى في المنطقة، وبالتالي القرار ليس بأيديهم ولو كان القرار بأيديهم ما ادخلوا البلاد في هذا المنعطف الخطير، وعليه فإن قرار الحرب والسلم ليس بيد جماعة الحوثي ولكنه بيد ايران" .
ويؤكد اليافعي أن أي تجاوز لمطالب شعب الجنوب لن يساهم في صنع سلام بل يؤسس لجولة جديدة من الصراع وباشكال مختلفة.
ويرى مراقبون سياسيون ان مشاورات السويد لن تتم وان تمت لن تنجح، لعدم مشاركة اطراف سياسية فاعلة على الارض في تلك المشاورات وابرزها ( المجلس الانتقالي الجنوبي) الذي يمثل القضية الجنوبية والمدعوم بشكل كامل من الشعب في الجنوب.
ومايزال الغموض يكتنف جولة المشاورات التي كان من المتوقع انعقادها في الاسبوع الأول من ديسمبر القادم لمناقشة اطار للتسوية السياسية وخطوات لبناء الثقة ومنها الإفراج المتبادل عن الاسری والمعتقلين ومعالجة وضع مدينة وميناء الحديدة وكذا صرف المرتبات المتوقفة لنحو مليون و200 الف موظف منذ سبتمبر 2016م.
وفشلت جولة مفاوضات سابقة بجنيف في أيلول/ سبتمبر الماضي، إذ لم يشارك الحوثيون فيها بزعم عدم حصولهم على تطمينات بالعودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم ، في حين تجدد الحكومة الشرعية بين الفينة والاخرى التزامها بالمشاركة في مفاوضات السلام التي ستعقد في السويد.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي احداث نت
تقرير خاص- هل تتوج السويد الإخفاق الاممي في اليمن؟ ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر تقرير خاص- هل تتوج السويد الإخفاق الاممي في اليمن؟، من مصدره الاساسي موقع احداث نت.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى تقرير خاص- هل تتوج السويد الإخفاق الاممي في اليمن؟.

قد تقرأ أيضا