الارشيف / اخبار اليمن

"ريت المعلا وسط لندن" ياسر عوذلي.. طائر عدني في سماء لندن

اخبار من اليمن مختار مقطريهو ابن عدن، فاختارته ليكون فنانا، ملحنا ومطربا، وقد ارضعته حبها للتجديد الموسيقي والغنائي، وهيأت له الظروف، فجعلت والده فنانا، فاستشف هو النغمات ورشف الالحان وهو في المهد ولايزال، اينما حل، تجده منشغلا حتى الذوبان بنغمة او مازورا او جملة موسيقية، فكأنه كما يأكل ويشرب ويستنشق الهواء، لابد كذلك ان يسمع الموسيقى، درس بكلية الآداب في عدن، لقرب الصلة بين الادب شعرا ونثرا بالموسيقى، وهو في غمرة كل ذلك لم ينس يوما واحدا انه فنان، وانه لم يولد الا لكي يغني ويضع الحانا، ولو انه خرج عن كونه فنانا، لاحتاج لروح اخرى وقلب آخر، وربما جسد جديد، خلايا الفنان تختلف عن خلايا الانسان العادي، وقلبه ارحب.
وقد كان يشقى بكل ذلك، قبل سفره الى ابوظبي ثم الى لندن، واقامته فيها، ثم بعد مغادرته عدن، ففي عدن ليس للفنان اعتبار ولا قيمة، الا من رحم ربي، ورغم النجاح الذي حققه ياسر عوذلي في عدن، الا انه كان يأمل بنجاح اكبر، لكن الفنان لايزال يعاني في عدن من حركة تأميم الفن وتلحين الشعارات واغنيات لجان الدفاع والمرور والحزب الاشتراكي اليمني، فلا يزال اثر تلك الحركة باقيا الى اليوم، مع حفلات المناسبات وشركات الانتاج غير الفنية، ولذلك كان على ياسر عوذلي، واحدا من شبان عدن الموهوبين، الذين لم يعد متسع لترجمة مواهبهم الى انتاج فني، ان يهاجر، والهجرة معاناة وذل احيانا، وفي عدن لا يزال فنان الثمانينيات وما بعدها بعيدا عن الجمهور.
اما ياسر عوذلي فقد آمن بموهبته الكبيرة، وامكانياته الفنية المتميزة، لعل اهمها حضوره الفني، وتوهجه وغنائه المشرق، اكثر من10 سنوات في لندن، وهو يغني، فصار له جمهور كبير، اكثره من الجمهور اليمني الذي يعيش في لندن وبعض المدن الاوروبية، وفي كل مدينة يعلن الغناء فيها، يستعد جموره لملاقاته والاستماع اليه، واقامة عدة ليال من الف ليلة وليلة، بأغاني عدن، وشبوة ويافع وابين، وموهبة العوذلي تتفجر في غناء هذه المحافظات، رغم كونه من ابناء عدن، بل اكاد ادهش لنطقه السليم للهجة البدوية، وانسجامه مع الايقاع البدوي.. والايقاع البدوي حري ان يطرب له ابناء محافظات اخرى، لذلك يتنوع جمهور ياسر عوذلي.
وفي صوت ياسر عوذلي شيء حلو، لا استطيع تفسيره، صوت عذب، ناضج، يدل عن خبرة، وعن اصالة ريفية تجاوز بها ابن المدينة، الى الينابيع الدافئة للالحان، يحسن الاختيار بما يتفق مع امكانياته الفنية، فلا يبدو متكلفا، احيانا يغني لوحده، وهو امام الجمهور، من شدة الانفعال، يبني بصوته عالما خاصا به، يلونه بالألحان والمقامات، ويعجبه منها الراست والبياتي، يبتعد عن الالحان المنفعلة ويبحث عن ما يستريح له صوته ونطقه للحروف، يعشق التراث ويحب الغناء التجديدي للزيدي واحمد قاسم تحديدا.
وآخر اغنيات الفنان القدير ياسر عوذلي اغنية(ريت المعلا وسط لندن).وقد حققت نجاحا كبيرا في لندن، لا لشيء، الا لبساطتها، واثبتت التجارب الفنية، ان البساطة هي الثوب الجميل الذي يلف به العمل الفني، ليعطي جمالياته وسناءاته والوانه البديعة، وقد كتبها الشاعر احمد مطهش، فرقَّ فيها وكان فيها شاعرا تحكمه الفطرة والشاعرية والتلقائية، ووضع لحنها فنانا الجميل ياسر عوذلي، فكأنه عاد الى عدن والجنوب عموما، فرغم روح البيئة الريفية في مفاصل اللحن، الا انه وضع بعضا من اشراقاته التجديدية في اللحن.

وفي جلسة خاصة بلندن، اشتركا الفنانان القديران عبود الخواجة وياسر عوذلي، في غنائها، فلا اجمل ولا اروع ولا احلى، غناء يتحدى فيه المبدع زميله، وتكون النتيجة عملا فنيا بمنتهى الجمال.
ولعل ياسر عوذلي وهو يختار نص(ريت المعلا وسط لندن.. او ساحل ابين بليفربول) قد اختارها لانها كلمات ذكرته بعدن، فهزت كيانه فتدفق شوقه، مما دفعه دفعا كان رابضا فيه، الى ان يوجه عبارات ناقدة، كما كتبها الشاعر، لما آل اليه اوضاع الناس في الجنوب واحوالهم الاجتماعية والاقتصادية، نقد المحب والشفيق والخائف على عدن والجنوب عموما، فهو رغم سنوات البعد عن عدن، فإنها لاتزال تعيش في وجدانه، لا يقوى على نسيانها، ولا يستطيع تغيير قلبه الذي رضع شمسها وهواءها.. فهذه الاغنية اغنية احتجاج ورفض لما يحدث اليوم في الجنوب ودعوة للتصالح بين ابنائه، ورغم ذلك فالكلمات دمها خفيف.
اني التمس من الملحق الثقافي في كل سفارة لنا في الخارج، الاهتمام بفنانينا المقيميمين في الخارج، فهم بحاجة الى دعم ورعاية، وحسبهم هجرة الوطن، والبعد عن الاهل.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي احداث نت
"ريت المعلا وسط لندن" ياسر عوذلي.. طائر عدني في سماء لندن ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر "ريت المعلا وسط لندن" ياسر عوذلي.. طائر عدني في سماء لندن، من مصدره الاساسي موقع احداث نت.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى "ريت المعلا وسط لندن" ياسر عوذلي.. طائر عدني في سماء لندن.

قد تقرأ أيضا