الارشيف / اخبار اليمن

هادف الشامسي .. شهيد إماراتي لن تنساه عدن ( تقرير خاص )

اخبار من اليمن عدن تايم - خاص :في صباح الخامس عشر من شهر أكتوبر للعام 2015، جاءت الأخبار من شارع التسعين في المنصورة بعدن بإن شهيدا من أبناء الإمارات روى التراب بدماء طاهرة زكيةوما هي إلا ساعات من ضحى يوم السبت، حتى جاء الخبر اليقين، بأن هادف بن حميد بن ارحمة الشامسي، ابن الثلاثين ربيعاً قد ارتقى إلى ربه شهيداً .

ترجل فارس من فرسان الامارات و التحق بكوكبة من الشهداء الاماراتيين الذين سبقوه الى جنان النعيم .
جاء الشامسي الى عدن ليقدم العون والمساعدة لابناء المحافظة الذين انهكتهم الحرب فتخطفته ايادي الإرهاب والغدر قبل ان يتمكن من اتمامه ما جاء من اجله .
تناقل المواطنون الجنوبيون الخبر بصدمة متسائلين كيف لرجل العمل الإنساني والضابط الاغاثي ان يغتال على ايدي مسلحين متطرفين اغرقوا المدينة وقتها بعبثهم .

وصباح سبت اسود اغتال مسلحون مجهولون ضابطا اماراتيا في الإغاثة مستخدمين سيارة صغيرة , أطلق المسلحون النار على الموظف الإماراتي أثناء تواجده بشارع التسعين بالمنصورة قبل ان يلوذوا بالفرار .
.
ولاحقا، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية :”استشهاد أحد جنودها البواسل النقيب هادف حميد الشامسي المشاركين ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية إعادة الأمل باليمن” بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية وام.

شكلت جريمة اغتيال الشهيد هادف تعبيرا صادقا على صدق توجه قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو عدن والمناطق المحررة وثباتها لتجاوز كل التحديات.
هادف الشامسي جريمته بحسب المحامي يحيى غالب الشعيبي كانت بنظر القتلة انه يوزع القمح والارز ولقمة العيش لابناء المدينة المكلومة باحزانها التي حاصرها الغزاه ودمروها..وذلك يعني اصرار الغزاة على جريمتهم في قتل ابناء عدن وقطع عليهم اي اغاثه تسد رمقهم .
ويمضي الشعيبي في حديثه عن الشهيد قائلا : هادف الشامسي رحمه الله جريمته ان قلبه وضميره كان مشبع بالانسانية فلابد من ايقاف نبض اي قلب ينبض بالخير والانسانية هكذا هو شعار اعداء الحياة .
ارتقى الشهيد النقيب هادف الشامسي، إلى علياء ربه مؤديا واجبه ضمن طاقم الهلال الأحمر و قوات عاصفة الحزم وإعادة الأمل على أرض عدن ، ووراء كل شهيد قصة وحكاية وتفاصيل:
في الحادي عشر من أغسطس من العام 1984، صاح الطفل الوليد هادف ، معلناً قدومه لتلك الدنيا، التي لم تكن يوماً بالنسبة له إلا محطة نحو المجد والعليا والكبرياء.

اختار له والده اسم هادف تيمناً بأسماء قبيلته , و عاش هادف طفولة مرحة، نشطة، كان فيها فتى مقداماً، شعلة من الحيوية والنشاط بين أقرانه، فحبه للرياضة جعلها جزءًا هاماً من حياته اليومية، حتى يوم استشهاده.
وفي العام 2001 التحق في الدفعة 17 بكلية الشرطة في أبوظبي، وتخرج فيها برتبة ملازم، واستطاع خلال فترة عمله أن يحصل على ماجستير في القانون العام من جامعة الشارقة، ليعزز خبراته وكفاءاته المهنية والعلمية.
وبقرار من القيادة الاماراتية اختير للالتحاق بالقوات المسلحة الاماراتية التي تلقى فيها تدريبات خاصة، وترقى فيها إلى أن وصل إلى رتبة نقيب، كان خلالها بمثابة الرجل الشجاع المقدام الحريص على وطنه الامارات.
وكان هادف رحمه الله، شاعراً مرهفاً، يكتب الشعر بكافة أشكاله، وإن كان الشعر لوطنه الامارات ميزته الأولى، تعبيراً عن حبه وولائه للوطن، فكانت كلماته وأحاسيسه، تعبر بصدق عن مكنونات مشاعره، وقد علقت آخر قصيدة كتبها قبل استشهاده في مدخل خيمة عزاءه يقول في مقدمتها:
يا وطن بلغ من على الجبهات
لمن قدم عياله فدالك الوعد عز النهار
بالرجال نقيم دولة.. وبالرجال نصون الدار.

دفعت دولة الإمارات العربية المتحدة فاتورة باهظة هي الاغلى في تاريخها السياسي ... دفعت الامارات وقدمت ولازالت دعما عسكريا وماديا ومعنويا في معركة عاصفة الحزم والامل .
كانت الامارات تعلم بان هناك تضحية ستكون وهي كانت على اتم الاستعداد للتضحيات وبدرجة عالية من الجهوزية القتالية لخوض المعركة بشكل احترافي متميز وهو ما اثبتته وقائع سير المعارك.
وعندما بدأت امارات الخير تضع لمسات وضمادات الجروح لمدينة عدن للتعافي وتتشافى من ضربات ودمار الغزو الحوثي العفاشي ودشنت مرحلة اعادة البنى التحتية والخدمات ..تفاجأت القوات الاماراتية ومعها صفوة ابطال المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي بظهور عناصر الارهاب وفرق الموت والسيارات المفخخة والاغتيالات وتحولت عدن الى ساحة رعب ليصل الحال باجرامها الى استهداف طواقم الإغاثة والعاملين بها .
يقول المحامي الشعيبي ان جريمة قتل الشامسي تمثل القبح الاخلاقي والانحدار القيمي في نفوس مرتكبي الجريمة وموجهييهم والتي تجاوزا فيها قيم القانون الانساني الدولي الذي يجرم الاعتداء على موظفي الاغاثة والمساعدات الانسانية اثناء الحروب وغيرها من الظروف.

ويؤكد الشعيبي بإن عدن لم ولن تنسى الشهيد هادف حيث خرجت بقيادتها وناشطيها الى حيث سال دم هادف في تراب عدن ليضعوا اكاليل الورود تعبيرا عن الوفاء وتبادل قيم النبل واخلاق الثورة الحقيقية .
وكان محافظ عدن ان ذاك اللواء عيدروس الزبيدي، ورئيس المجلس الانتقالي الحالي قد وضع ، إكليلاً من الزهور في موقع استشهاد موظف بالهلال الأحمر الإماراتي، وذلك بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاده.

اراد منفذو جريمة قتل الشهيد الشامسي ان ينشروا رسالة ان جهود الإمارات وجنودها وطواقمها الطبية مستهدفون علاوة على رسائل سياسية ارادوا منها ان يؤكدوا ان عدن واقعة تحت سيطرة القاعدة وداعش .
تيخرت وتلاشت واحترقت تلك الرسائل كما يقول الشعيبي ولم يبقى سوى دم الشهيد هادف حاضرا يسجل حضور قوي في الذاكرة الانسانية الجنوبية وفي ذاكرة زملائه في القوات والقيادة الأمنية الجنوبية التي لم تهداء وتشكلت القوى المشتركة امنيا لمطاردة واعتقال قتلة هادف وكل الشهداء الجنوبين الذي اغتالتهم تلك العصابات الإرهابية التي منيت بهزيمة ثقيلة ...وانتصرت الارادة المشتركة الجنوبية الاماراتية للحق وللانسانية..
ستبقى عدن تكتب رسالة الوفاء للدماء الغالية لشهداء الامارات والتحالف العربي تكتبها بكل شرف واعتزاز ومبادلة الوفاء. بالوفاء ..
رحم الله الشهيد هادف الشامسي وكل شهداء التحالف العربي..

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي احداث نت
هادف الشامسي .. شهيد إماراتي لن تنساه عدن ( تقرير خاص ) ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر هادف الشامسي .. شهيد إماراتي لن تنساه عدن ( تقرير خاص )، من مصدره الاساسي موقع احداث نت.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى هادف الشامسي .. شهيد إماراتي لن تنساه عدن ( تقرير خاص ).

قد تقرأ أيضا