اخبار من اليمن استمرارا لسعي تنظيم الحمدين في قطر فرض نفسه على الساحة في أفغانستان وإعادة "الإمارة الإسلامية المزعومة" على يد طالبان الإرهابية من جديد، طالب المتحدث باسم الحركة الاعتراف بمكتبها في الدوحة. وأكد سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان أن حركته تركز على الاعتراف الدولي بمقرها في العاصمة القطرية، مضيفًا "مطلبنا واضح بشأن وجود مكتب سياسي رسمي لنا. نريد أن يعترف المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمكتبنا في الدوحة". تصريحات المتحدث باسم طالبان، التي جاءت تعليقا على إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني اعتزامه توفير مكتب للحركة داخل الأراضي الأفغانية، تشير إلى ارتياح الجماعة الإرهابية في الحاضنة القطرية. وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني، عرض في تصريحات الأحد 10 فبراير، على طالبان إمكانية فتح مكتب لها في أفغانستان، لكن الحركة سارعت برفض العرض وبدت مصممة على إبقاء الحكومة بعيدة عن محادثات السلام. وقال غني لدى زيارته لإقليم ننكرهار، أحد بؤر التوتر والذي يشهد أعمال عنف من جانب المتمردين والواقع على الحدود مع باكستان: "إذا أرادت طالبان مكتبا، سأمنحهم إياه غدا في كابول أو ننكرهار أو قندهار". إلى ذلك‘ حذر الرئيس الأفغاني من إصرار طالبان على إبعاد حكومته عن المفاوضات مع الولايات المتحدة ومنعها من حضور محادثات في الآونة الأخيرة مع سياسيين من المعارضة الأفغانية في موسكو. وكان غني قد كرر عروضا سابقة بمنح الحركة مقرا رسميا آمنا لدعم أي جهود دبلوماسية بين الجانبين في المستقبل. ورغم الانتقادات الدولية الواسعة، لا تزال تلعب الدويلة الصغيرة، دورا رئيسيا في إيواء إسلاميين متشددين، بمن فيهم جهاديون يحرضون على للعنف، سواءً كانوا من قادة الإخوان، أو عبر سفارة غير رسمية لحركة طالبان الأفغانية. ففي 28 يونيو 2013، شكلت قطر علامة فارقة في علاقاتها مع التنظيمات والحركات الإرهابية، عندما أزاحت الستار عن مكتب حركة طالبان في الدوحة، في دعاية روجت لها كإنجاز سياسي لدعم السلام. وتأمل كل من قطر وطالبان الاعتراف الدولي بمكتب الحركة في الدوحة، فالمكتب لقب باسم "إمارة أفغانستان"، في دليل جديد على الأجندة المخفية الحقيقية، التي يصر تنظيم الحمدين على تمريرها، والتي تبدأ من إضفاء الشرعية بطرق ملتوية على المنظمات الإرهابية وعناصرها. وكان مسؤولون في طالبان قد أكدوا في تصريحات الأسبوع الماضي، أهمية وجود مكتب رسمي للحركة معترف به، ضمن مجموعة من المطالب التي تضمنت رفع عقوبات الغرب عليها وإلغاء القيود على سفر أعضائها وإطلاق سراح سجناء وإنهاء "الدعاية" المناهضة للحركة. ولأن التاريخ يعيد نفسه والحقائق الخبيثة لتنظيم الحمدين تكشف تباعا، تؤكد الأخبار من جديد، صحة التحذيرات السابقة كما اللاحقة، حيث كان آخرها ما أعلنته حركة طالبان قبل أيام عن إطلاق سراح أحد أبرز قادتها وهو الملا عبد الغني بارادار من السجن بعد 8 سنوات من اعتقاله من قبل السلطات الباكستانية. وجاء إطلاق سراح بارادار بناء على طلب ووساطة قطرية، وهي وساطة تبعتها محادثات قالت طالبان إنها أجرتها في الدوحة مع ممثل الولايات المتحدة في أفغانستان للمصالحة زلماي خليل زاد، حيث تخطط إمارة الدوحة من خلال هذه الخطوات إلى إضفاء شرعية مشبوهة تسعى لتكريسها لصالح من يرتدي ثوب الإرهاب علنا. وكان برادار يقود العمليات العسكرية لطالبان في جنوب أفغانستان وألقى فريق من المخابرات الباكستانية والأمريكية القبض عليه عام 2010، وكان أحد مؤسسي الحركة، وديقاً مقرباً لزعيم طالبان السابق الملازم، الملا محمد عمر، الذي أعطاه اسمه الحركي "بارادار" أو "الأخ". الدوحة لم تكتفي بوساطتها في الإفراج عن بارادار، لكنها وفرت المأوى والملاذ له كما وفرت من قبل لقادة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، حيث كشفت مصادر من حركة طالبان إنه من المتوقع مشاركة القائد الجديد للحركة، في اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين تُعقد في قطر فيما دخلت مفاوضات تهدف لإنهاء الحرب المستمرة في أفغانستان منذ 17 عاما يومها السادس