اخبار من اليمن رغم الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات ،  هل مازال اليمنيون يتذكرون جيدًا تلك ”الجمعة السوداء“، التي شكلت منعطفًا حاسمًا، وعجّلت  بانهيار النظام  الذي كان يحكم اليمن نظام علي عبدالله صالح

لم  ينسى بعض  اليمنيون، وهم يفجرون ثورتهم ضد نظام ذلك اليوم المشهود الذي حصل في يوم  18 مارس 2011، والذي مثل يومًا مفصليًا في مسار الانتفاضة الشعبية اليمنية، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام الرئيس الراحل على صالح بعد 33 عامًا قضاها في السلطة.

ورغم مأساوية المشهد  الحالي وكثرة أعداد الضحايا من اليمنيين  ما زال الكثيرون يستحضرون تفاصيل تلك الظهيرة، التي تعرض فيها المعتصمون في ساحة التغيير بصنعاء عقب أدائهم شعائر صلاة الجمعة، للقنص على مدار ثلاث ساعات، ما أسفر عن مقتل 45 شابًا وإصابة العشرات بالرصاص بينهم طفل فقد عينيه.. في ذكريات أليمة لم تندمل جراحها بعد.

وهذا العام، تمر الذكرى التاسعو  لمجزرة ”جمعة الكرامة“، واليمن يعيش مجازر يومية ضد الأبرياء ترتكبها جماعة الحوثي  المجرمة الارهابية ووسط هذه المآسي يحرص بعض اليمنيين على استذكار تلك المجزرة بتفاصيلها الدقيقة.

وتتذكر الناشطة اليمنية المقيمة بالولايات المتحدة الامريكية ماجده الحداد ذلك اليوم جيدًا، حيث قال في تغريدة لها : ”خسروا حياتهم ليمنحونا الكرامة فقدناهم وفقدنا الكرامةوفقدنا الوطن المجد لهم والعار لنا لن انسى هذا اليوم ماحييت

”مذبحة بلا عقاب“

ورغم تداعي نظام المخلوع صالح بعد تلك المجزرة، إلا أنه حاول إبعاد التهم عنه، عندما خرج مقربون منه حينها إلى العلن، متهمين ساكني الأحياء المجاورة لمكان الاعتصام بارتكاب المجزرة، وهي تهمة نفاها السكان تمامًا جملة وتفصيلًا.

وفي تقرير لمنظمة ”هيومن رايتس ووتش“، تحت عنوان“ مذبحة بلا عقاب“ صدر في  12 فبراير 2013، أكد صدور أمر قضائي من إحدى المحاكم اليمنية بالتحقيق مع الرئيس الراحل  ”علي عبد الله صالح“ و 11 من أركان نظامه بينهم ابن أخيه يحيى صالح، قائد قوات الأمن المركزي في ذلك الوقت.

ولكن تلك التحركات القضائية أجهضها النظام حينه ، حيث كانت أجهزة الأمن والقضاء تدار من أركان نظامه.

وعلى مدى السنوات الماضية، حاولت جماعات حقوقية يمنية ودولية الدفع بملف مجزرة ”جمعة الكرامة“ إلى مجلس الأمن الدولي، عن طريق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولكن الوضع السياسي والعسكري المتأزم واحتدام الصراع الداخلي وحدوث قضايا حقوقية أخرى، أفشل أي تحرك لهذا الملف.