الارشيف / اخبار اليمن

إخوان اليمن .. ذراع قطر وإيران في مواجهة السعودية

اخبار من اليمن كيف تحاول الصحافة القطرية الدفع بـ"الإخوان" ليحل بديلا عن الحوثيين ؟

إخوان اليمن .. ذراع قطر وإيران في مواجهة السعودية

أخذت الحرب الدائرة في اليمن، منذ أربعة أعوام، مسارًا آخر بالتزامن مع ذكرى انطلاق العمليات الحربية ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، والتي انقلبت على سلطة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي في أواخر مارس آذار من العام 2015م.

"المسار الجديد"، تمثل في تصعيد حزب الإخوان اليمني الموالي لقطر ضد المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، التصعيد الذي وصل إلى حد دعم عمليات عسكرية في المهرة واختطاف جنود سعوديين، والتهديد بالتحالف مع إيران، احتجاجا على عرقلة سيطرة الإخوان على الجنوب المحرر.

وقد نفذت مليشيات مسلحة مدعومة من قطر عمليات عسكرية ضد القوات السعودية في محافظة المهرة في أقصى الشرق الجنوبي ونتج عنه سقوط قتلى وجرحى من القوات المحلية والقوات السعودية، قبل أن يعلن ساسة من الإخوان اعتزامهم قتال السعودية وإخراجها من المهرة، بدعوى أن ما تقوم به في المحافظة الجنوبية هي عملية احتلال وانتهاك لسيادة اليمن.

ولم تمر أيام على العمليات التي نفذت ضد قوات التحالف في المهرة، حتى اختطف مسلحون من مليشيات الإخوان، جنودًا سعوديين في محافظة الجوف اليمنية والخاضعة لسيطرة تنظيم الإخوان الموالي لقطر، لكن عملية الخطف جاءت في أعقاب تهديد مسؤول بارز في حكومة الشرعية وعضو قيادي في تنظيم الإخوان اليمني الموالي لقطر، بالتحالف مع السعودية، مبررًا أن طهران ليست شرًا، الأمر الذي فسر نية الإخوان الانقلاب على السعودية التي تصنف التنظيم اليمني في قوائم الإرهاب في المنطقة.

هذا ويسعى تنظيم الإخوان إلى استباق أي تحرك دولي تجاه تنظيم الإخوان الذي يعد الراعي الرسمي للإرهاب في اليمن.

وتؤكد تقارير أمريكية قرب فرض عقوبات على قياداته فضلاً عن ضم قيادات جديدة إلى قوائم الخزانة الأمريكية التي وضعت الكثير من قادة الإخوان في قوائم ممولي الإرهاب في اليمن.

وقد بدأ التحرك الأمريكي ضد إخوان اليمن منذ انتقال الزعيم الديني لإخوان اليمن عبدالمجيد الزنداني للإقامة في السعودية، وهو التحرك  الذي يوصف بالرسمي الذي أسفر عنه انزعاج الدوحة؛ حيث ذهبت وسائل إعلامها إلى مهاجمة واشنطن، وعملت على نسب تصريحات لمسؤولين سعوديين من أن إقامة الزنداني في السعودية إنسانية وأنه لن يقوم بأي أنشطة إرهابية عدائية ضد المصالح الأمريكية، لا سيما وأن واشنطن ترى أن الزنداني يعد  واحداً من أبرز المخططين للهجوم على المصالح الأمريكية في اليمن خلال العقدين الماضيين من بينها الهجوم على المدمرة الأمريكية يو اس اس كول.

وقد راهن إخوان اليمن والحوثيون ومن خلفهما قطر وإيران، على موقف مجلس النواب الأمريكي الذي دعا لإيقاف الدعم الأمريكي للسعودية التي تقود التحالف العربي لدعم شرعية الرئيس الانتقالي هادي المنقلب عليه، وقبل أن تعلن واشنطن على لسان وزير الخارجية، مواصلة الدعم الأمريكي للتحالف العربي باعتبار أن الحرب في اليمن تعد هامة واستراتيجية  ضد إيران والتنظيمات الإرهابية.

اعتقد الإخوان أن بالإمكان اللعب على جميع التناقضات في اليمن، بدءًا من الحفاظ على علاقة وثيقة بالحوثيين بدأت بتوقيع اتفاقية السلام والتعايش في صعدة، منتصف العام 2014م، وتلاها وثيقة السلم والشراكة في صنعاء أواخر العام ذاته، والحفاظ على العلاقة مع السعودية الداعم الرئيس لبناء قوات عسكرية إخوانية في مأرب.

كما حاول الإخوان الانقسام إلى صقور بمخالب تنهش في السعودية بشكل قوي فقد غدوا يتمركزون في قطر وتركيا، وفي الوقت نفسه حمام سلام لمجاملة الرياض، التي يقيمون فيها وتصرف عليهم أموال طائلة، لكن القرار الأخير يخضع للصقور الذين يعتقدون أنهم من يجبرون السعودية على عدم اتخاذ أي موقف مناهض للجماعة في اليمن.

مارست السعودية ضغوطا على حزب الإصلاح في اليمن، بالتزامن مع إعلان المقاطعة الخليجية لقطر المتهمة بالتورط في دعم الحوثيين الموالين لإيران والتنظيمات الإرهابية، الأمر الذي دفع فرع الإخوان في اليمن الى تقديم البراءة من علاقته بالتنظيم الدولي الإخواني، وهو الموقف الذي أثار غضبا واستياءً لدى صقور الإخوان في الدوحة وانقرة.

هذا ويقر حزب الإصلاح اليمني بأنهم فرع للتنظيم الدولي للإخوان في اليمن، فحتى وسائل إعلام قطر أكدت على أنهم فرع الإخوان وأنهم يقاتلون في صف السعودية، وذلك بعد بيان أصدره التنظيم اليمني أعلن فيه تأييده لعاصفة الحزم التي انطلقت في أواخر مارس 2015م. هذا وقد نشرت الصحافة القطرية في 2015م، تقارير إخبارية أكدت فيها على أن "إخوان اليمن والسعودية في "خندق واحد" لمواجهة الحوثيين"، حيث بررت الدوحة السبب في إعلان التأييد هو رفض إخوان اليمن للتهديدات الحوثية باجتياح السعودية واحتلالها، مبررة على لسان بيان الإخوان ان تحالفهم مع السعودية هو الدفاع عن المقدسات.

لكن المتحدث باسم إخوان اليمن، عبدالملك شمسان، أكد حينها أن على السعودية دعم حزب الإصلاح بشكل قوي لمواجهة ما وصفه بالفكر الحوثي، مقللا من أهمية الحرب التي تقودها السعودية ضد الجماعة المرتبطة بإيران، واقترح أن على الرياض فقط دعم الإخوان لمواجهة الحوثين فكريا، وليس عسكريا.

الصحافة القطرية بدورها حاولت الدفع بالإخوان ليكونوا بديلا عن الحوثيين في اليمن، فقد صرحت بذلك في مارس 2015م، على لسان الكاتب السعودي جمال خاشقجي وذلك  بقوله صراحةً "إنّ القوة اليمنية الأقدر على مواجهة الحوثيين هي (التجمع اليمني للإصلاح)، فهو الأكثر تنظيماً وتوازناً في اليمن الشمالي، ومقوماتهم تمكنهم من الوقوف في وجه المشروع الحوثي"؛ غير أن ذلك لم يحدث خلال عامين من الغارات الجوية والدعم العسكري المتواصل للقوات الإخوانية في مأرب وساحل ميدي وتعز، قبل أن ترفع المقاطعة العربية والخليجية للدوحة الغطاء عن الموقف الحقيقي للإخوان والمناهض للسعودية.

كما حاول الإخوان بشتى الوسائل كسب ود السعودية، التي تتعامل مع التنظيم بحذر، غير أن التنظيم يتهم الرياض بالسعي لإقحامه في حرب خاسرة مع الحوثيين بهدف استنزافه، وهو المبرر وبموجبه تم تحييد مأرب من أي معارك بين الطرفين، فيما ذهب الإخوان الذين يتحكمون في القرار اليمني ساسة سعوديين من بينهم الدكتور صالح السعدون أكدوا على أنّ "جماعة الإخوان هم التوأم الثاني لإيران في المنطقة، فهم امتداد لنهج الخميني"، حيث قال السعدون في تصريحات نشرت في الـ30 من مارس 2015م، "أن ما يسمي به الخميني نفسه بمرشد الثورة الإيرانية ما هو إلا متأثر بحسن البنا مؤسس ومرشد جماعة الإخوان".. مؤكدا أن "من يستجير بالإخوان ضد الحوثيين فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار".

السعدون في تصريحاته تلك والمنشورة في الصحافة القطرية حينها، بدت وكأنها تحذيرا للإخوان من مغبة الاعتقاد أن الرياض قد منحت الإخوان ثقة مطلقة، حيث استبعد وجود تقارب بين إخوان اليمن والسعودية، مقللا من أهمية البيان الذي أصدره الإخوان، وأعلنوا فيه تأييدهم لعاصفة الحزم حينها.

وسائل إعلام قطر بدورها أرادت أن تدفع بمصالحة أو ما أسمتها بإعادة التقارب بين الإخوان كتنظيم دولي والملك سلمان الذي كان قد وصل إلى الحكم حينها، لكن السعدون يؤكد أن ذلك مستبعدا قائلا: "لا أعتقد ذلك مطلقاً، لأنّ الملك سلمان هو ابن الملك المؤسس ومبدأه الإسلام، وفق ما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام ومنهج أبي بكر وعمر، الجدير أيضاً أن الملك عبد العزيز رفض فتح مركز لجماعة الإخوان بالسعودية، ونعلم بأنّ الملك سلمان مقتدٍ بوالده في ذلك".

وقد أفصح السعدون عن سياسة الرياض تجاه الإخوان في المملكة العربية السعودية قائلا: "سياسة الملك سلمان تجاههم هي أنّهم مكون صغير، عيشوا بأمان واتركوا كل ما هو ليس من شأنكم، وحافظوا على الوحدة الوطنية، واجعلوا ولاءكم للملك وللوطن، لا لأردوغان ولا المرشد، ولن يضركم أذى"؛ لكن ذلك لم يكن كافيا فقد انضم إخوان السعودية إلى صف التنظيم الدولي في أعقاب المقاطعة العربية والخليجية للدوحة، قبل أن تشن السلطات السعودية حملة واسعة ضد قيادات التنظيم وزجت بهم في السجون، وحاولت أيضاً احتواء الكثير منهم، لكن الكثير منهم، اختط طريقا آخر للدفاع عن مشاريع الإخوان ومنهم سليمان العقيلي الذي أصبح يقود خطابا رافضاً  لحلفاء التحالف العربي في الجنوب، والذين حققوا انتصارا وحيدا ضد الحوثيين، حيث تحولت قنوات إخوان اليمن وقطر إلى منصات لتصريحات العقيلي الإخواني بات اليوم يتحدث عن مصالح إخوان اليمن، تحت ذريعة دفاعه عن مصالح السعودية.

وحقيقة يبدو أن الإخوان في اليمن قد أصبحوا بفضل السياسة القطرية والأموال والدعم المالي السعودي قوة كبيرة بيد حلفاء الحلف المضاد للتحالف العربي، وهو ما يبدو جليا..

وها هو صالح سميع قد أكد ومن داخل العاصمة السعودية عن رغبتهم في التحالف مع إيران، بدعوى أنها ليست شرًا، وهو التصريح الذي جاء متزامنا مع شروط وضعها سميع من أبرزها تسليم الجنوب للإخوان مقابل مواصلة قتال الحوثيين، وهي الشروط التي تنعكس على موقف الحكومة اليمنية الشرعية من اتفاق السويد الذي أقر أن يسلم الحوثيون ميناء الحديدة لطرف ثالث، فمع كل عملية رفض من قبل الحوثيين على الموافقة على الانسحاب ونشر قوات محايدة. وعلى ما يبدو أن الحكومة الشرعية التي يتحكم فيها الإخوان بزعامة نائب الرئيس علي محسن الأحمر، تعمل على تبرير أو التضليل على الرأي العام من موقف الحوثيين الرافض لتسليم ميناء الحديدة الذي مر عليه أكثر من 100 يوم.

فعلى الرغم من تأكيد صحف عربية وسعودية على تنصل الحوثيين ورفضهم تنفيذ مخرجات اتفاق السويد، إلا أن وزير الخارجية اليمنية خالد اليماني ذهب إلى نفي ذلك بالتأكيد على التزام الحوثيين تنفيذ الاتفاق الذي ينص على انسحاب الحوثيين من ثلاثة موانئ أبرزها ميناء الحديدة الاستراتيجي.

وقالت لصحيفة الرياض السعودية، إن التصعيد الحوثي والخرق المتواصل للهدنة في الحديدة، وإطلاق التصريحات، مؤشرات لا تخطئ على تمهيد الحوثيين لجولة جديدة من الصراع في الحديدة.

وقالت الصحيفة إن منع الحوثيين رئيس فريق المراقبين الدوليين ورئيس لجنة التنسيق الجنرال مايكل لوليسغارد من زيارة ميناء رأس عيسى، حلقة جديدة في سلسة طويلة من الانتهاكات الحوثية، إلى جانب مواصلة الحشد والتجنيد، ما يعني أن الحوثيين يصرون على الخيار العسكري، ولا يراهنون على الحل السلمي في الحديدة، أو في اليمن بأسره.

التنصل الحوثي نفاه وزير خارجية حكومة هادي، خالد اليماني الذي قال في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، حاول فيها إيجاد مبررات للرفض الحوثي "إن خطة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، المتعلقة بانسحاب الميليشيات الحوثية من ميناءي الصليف ورأس عيسى ومثلث الكيلو 8، في مدينة الحديدة تعتمد على حل خلاف تأمين المناطق التي تجري فيها الانسحابات في المرحلة الأولى من خلال فريق رقابة ثلاثي يضم: الحكومة اليمنية، والأمم المتحدة، والحوثيين".

موقف "إخوان اليمن" بشأن اتفاق السويد الخاص بالحديدة، تبين من خلال قيامهم بفتح جبهات أخرى في الجنوب، فيما تتحدث وسائل إعلامهم على أن موقف الإخوان من اتفاق السويد يتمثل في أن يظل الميناء في قبضة الحوثيين على أن لا يذهب إلى قبضة قوات طارق صالح.

لكن وسائل إعلام مصرية ذهبت للحديث عن ما هو أبعد من ذلك، حيث أكدت أن التنظيم الدولي للإخوان ناقش بجدية موقف السعودية المناهض للإخوان، وهو ما جعل التنظيم الدولي يفكر جديا بالاعتماد على إخوان اليمن في تنفيذ انقلابا على السعودية، وهو الموقف الذي جاء في أعقاب الهجوم السعودي الشرس على جماعة الإخوان الإرهابية، والذي كان آخره ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أكد أن جماعة الإخوان هي المنبت الرئيسي للتنظيمات الإرهابية المسلحة الحالية سيان القاعدة أو داعش، يدرس التنظيم الدولي للإخوان مطالبة إخوان اليمن بعدم التعاون مع التحالف العربي في اليمن والذي تقوده السعودية.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي الأمناء
إخوان اليمن .. ذراع قطر وإيران في مواجهة السعودية ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر إخوان اليمن .. ذراع قطر وإيران في مواجهة السعودية، من مصدره الاساسي موقع الأمناء.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى إخوان اليمن .. ذراع قطر وإيران في مواجهة السعودية.