اخبار من اليمن عدن تايم/ وائل قباطييوم غد الخميس تطوى محادثات اليمن بنسختها الخامسة، والتي لم تشرق عليها شمس السويد، البلد الأوروبي الأكثر برودة والذي لا يتجاوز نهاره ٧ ساعات في مثل هذا الوقت من العام، فحتى اللحظة كل تصريحات أعضاء الوفد الحكومي وكذا مليشيا الحوثي، ومكتب المبعوث لا تبعث اي تفاؤل بإمكانية اعلان اي اتفاق ايجابي.
وعكست برودة السويد نفسها على الاسبوع المنصرم من المباحثات، حيث لم تتمكن الجهود الاممية من تحقيق اختراق حقيقي او القدرة على إذابة جليد ٤ اعوام من الحرب اليمنية.
 ورغم تفاؤل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث على الروح الإيجابية التي اظهرها الطرفان في مشاورات السويد، عاد لاحقا ولوح بابلاغ مجلس الأمن حول أي عرقلة من قبل أحد الأطراف، حيث لم يحسم بعد مصير ورقة حول الإطار السياسي قدمها غريفيث بانتظار تعديلات الطرفين عليها.
ووسط زخم الختام، يصل اليوم وزراء خارجية عدد من الدول الراعية للسلام في اليمن إلى السويد للقاء المتشاورين، كما من المقرر أن يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المحادثات الختامية غدا دعما لجهود مبعوثه للسلام في اليمن، كما انضم سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، للمحادثات في رمبو.
وأمس كشف مسئول في مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث ان الإعلان عن مكان انعقاد المشاورات المقبلة، والنتائج النهائية للمشاورات في ملفات الحديدة والملف الاقتصادي ومطار صنعاء وتعز، يوم غد الخميس، لكن عضو وفد الحكومة وزير الثقافة مروان دماج لم يبدو متفائلا باكثر من تحقيق اخترق انساني بسيط في تعز لتخفيف الحصار عن المواطنين.
في الجانب الآخر، توقع جمال عامر عضو وفد الحوثيين اعلان هدنة في الحديدة قبل المشاورات المقبلة، مشيرا الى أنه تمت بلورة أفكار معينة في اجتماع امس الذي حضره غريفث لتوقيع الاتفاق قبل المشاورات المقبلة لكن هذا خاضع لمدى تعاطي الطرف الاخر مع ما تم طرحه.
وباستثناء تسليم الكشوفات الخاصة بالأسرى والذين وصل عددهم بحسب قوائم الطرفين إلى أكثر من ١٥ الف أسير ومعتقل خلال لقاء حميمي بين ممثلي الوفدين المعنيين بالأسرى، حيث ينتظر موافقة الطرفين خلال ١٥ يوم لاتمام عملية التبادل منتصف يناير المقبل كحد اقصى.
وما يزال النقاش مستمرا حول ملف الحديدة بين طرفي التفاوض في مشاورات ستوكهولم حيث تباينت مواقف طرفي التفاوض، عقب عرض الأمم المتحدة مبادرة لوقف النعارك في مدينة الحديدة تقوم على انسحاب الحوثيين مقابل وقف القوات الحكومية تقدمها ثم تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة، ونشر مراقبين امميين في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
ويبدو ملف الحديده الأكثر تعقيدا في ملفات الأزمة اليمنية و من المتوقع في حال تحديد مشاورات قادمة أن ينتقل الملف بكامل تعقيداته إليها.
كما شكّل ملفّ مطار صنعاء الدولي المغلق منذ أغسطس 2016 نقطة خلاف كبيرة بين وفدي التفاوض في مشاورات السلام بالسويد رغم تعبير الطرفين عن الرغبة في استئناف المطار لرحلاته.
وقدّمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مقترحا بشأن اعادة فتح المطار يتمثل في البدء بتسير رحلات داخلية بين مطار صنعاء و مطار عدن و سيئون، بانتظار رد الجانب الآخر لتخفيف معاناة المواطنين في السفر".
و في نفس الاتجاه اعتبرت رنا غانم عضو وفد الشرعية ان الحكومة "اصبح لها تواجد قوي في عدن و انها تسيطر على اهم المرافق الحيوية و منها المطار" ما يؤهّلها لتسيير رحلات داخلية بين المطارين، وفيما يتعلق بأسعار التذاكر فلن يطرأ عليها أي تغيير حسب مصادر من الحكومة المعترف بها حيث ان الوضع سيكون كما كان عليه في مطار بيشة السعودي، لكن على ما يبدو أن الطرف الحوثي يريد عرقلة هذا الملف لممارسة ضغوط على الحكومة فيما يتعلق بالحديدة.
ورغم الحميمية التي أظهرها وفدي الطرفين، الا أن مراقبين قللوا من أهمية ما حققته المشاورات في جانب بناء الثقة، أو وضع أسس المشاورات القادمة، التي يزمع غريفيث عقدها في منتصف الشهر المقبل، دون تسمية مكانها بعد، حيث استبعد بليغ المخلافي عضو الوفد الإعلامي الحكومي في السويد اي تمديد مع وصول وزراء خارجية الدول الراعية وترقب وصول أمين عام الأمم المتحدة لاختتام المشاورات غدا.