اخبار من اليمن تقرير/ مبارك الحيدريتعددت الأسباب والموت واحد، هذا ما يعانيه المدنيين في تعز جرى ما تمارسه مليشيات الحوثي من جرائم ضد الإنسانية في مختلف الأشكال ، وتعد زراعة الألغام هي الأكثر فتكاً بالمدنيين والتي تستمر على المدى البعيد إلى جانب الحصار والقنص والقذائف التي تطلقها المليشيات يومياً على المدينة دون التفريق بين كبير أو صغير وتحت قانون القتل للجميع .
وتتعمد مليشيات الحوثي زرع الألغام والمتفجرات في مختلف المناطق الريفية والجبلية في تعز والتي راحت ضحيتها المئات من المدنيين والأطفال والنساء .

ضحايا

خرجت فاطمة أحمد محمد ابنة ال 28 ربيعاً كعادتها لترعى الأغنام لكنها لم تكن تعلم أنها ستعود محمولة على الأكتاف وقد بترى إحدى رجليها وأصيبت بشضايا وجروح في أجزاء متفرقة من جسمها بسبب لغم أرضي خلفتة مليشيات الحوثي في قرية القوز مدرية جبل حبشي في محافظة تعز جنوبي غرب البلاد .
وظهرت فاطمة في فيديو نشر في مواقع التواصل الاجتماعي تقول فيه : خرجت أرعي الغنم والّغم انفجر بي والأن بيتم بتر الرجل الثانية .. اريد ان أحافظ على رجلي المتبقية .. انا لا انام من الألم .

السفر للعلاج

يقول الطبيب المعالج لفاطمة د. فهمي العريقي: وصلت المصابة فاطمة إلى مستشفى الصفوة بتاريخ ٨/٩/٢٠١٨ حيث تعاني من إصابة باترة للطرف الأسفل الأيسر مع فقدان جلدي للرجل اليمنى وظهور العظم من الركبة إلى الكاحل ، كذلك إصابة باترة بأصابع اليد اليسرى مع تمزق تماماً للرسغ ، أُجريت لها عملية تصحيح البتر للطرف السفلي الأيسر مع ترميم لأصابع اليد اليسرى.
ويضيف العريقي : المريضة تحتاج إلى المزيد من الجراحات الميكروسكوبية في مركز متخصص خارج البلاد وإذا لم تسافر خارج البلاد للعلاج فانه سوف يتم بتر رجلها الأخرى.

فاكهة دون علاج

فاكهة أحمد محمد ضحية أخرى من مئات ضحايا ألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في تعز ،خرجت لجمع الأحطاب داست لغم أدى لفقدانها عينيها وبتر رجلها اليمنى وكسرت رجلها اليسرى ..وبحاجة إلى عملية جراحية وزراعة عدسات خارج البلاد لعدم توفر الكادر المتخصص في البلاد حسب تقريرها الطبي.
ويعاني والدها ضروف مادية صعبة لا يستطيع أن يفعل شيء غير الدعاء ومناشدة رجال الخير ومن يهمة الأمر من سلطة محلية ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية أن ينقذوا ابنته قبل أن يفقدها .

سميرة في غيبوبة

ضحية أخرى المواطنة سميرة كانت في إعداد الطعام لأولادها لكن رسالة الحوثي تعجلت قبل تقديم مائدة الطعام ، وكان نصيبها شضية لقذيفة هاون على إثرها سقطت من سطح المنزل مغشياً عليها ومنذُ ذلك الحين فقدت وعيها وتعيش في غيبوبة مستمرة .

تصدر الألغام

وتعد محافظة تعز أحد المدن اليمنية التي تحتل الصدارة في ألغام الحوثي ، حيث أنها لم تترك مكاناً إلا وزرعت فيه الألغام ولم تسلم من جرائمها حتى المواشي والابقار.
يقول الصحفي أديب الجناني ل عدن تايم : تقوم جماعة الحوثي بزراعة الألغام في المناطق بشكل عشوائي ولم تسلم من ألغامهم مزارع المواطنين ومطابخهم وأماكن تواجد المياه وفي الجبال ..
ومع وجود الأمية في هذه المناطق التي لا تستطيع تفرق بين أشكال ونواع الألغام سقط عدد كبير من الضحايا المدنيين وما تزال هناك مناطق كثيرة ملغمة ومهددة بالإنفجار في أي وقت .
ويضيف الجناني : أن أكثر المديريات في تعز شهد زراعة ألغام مؤخراً وبشكل مكثف هي مديرية مقبنة وجبل حبشي والشقب ..

700 مدني قتلوا جراء الألغام

بحسب إحصائية لمكتب الصحة والسكان بتعز ومركز الأطراف الصناعية والتأهيل الطبي ، أن هُنام ما لا يقل عن 300 حالة تم بتر أطرافهم بسبب الألغام بينهم أطفال ونساء .
وبحسب تقرير لمركز المعلومات والتأهيل لحقول الإنسان ، أن مايقارب 700 مدني قتلوا جراء ألغام الحوثي في محافظة تعز، بينهم 32طفلاً، و14 امرأة وإصابة 1100 مدني بينهم 38 طفلاً و17 امرأة .
وطبقاً لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان أن ما يقارب 2345 حالة بشرية تضررت من ألغام مليشيات الحوثي خلال الثلاث السنوات الماضية في 11 محافظة يمنية ، بينها 684 حالة قتل جراء حوادث انفجار الألغام المضادة للأفراد والدروع، و110 حالة قتل تعرض لها أطفال دون سن 17 عامًا، إلى جانب 35 حالة قتل تعرضت لها النساء .