الارشيف / اخبار اليمن

عبد الرحمن عبد الخالق: بين الخذلان ومرارة الجحود

اخبار من اليمن عبد الرحمن عبد الخالق: بين الخذلان ومرارة الجحود

2018/12/15م الساعة 04:15 PM (الأمناء نت / رصد ومتابعة)

عام يمر على فاجعة وفاة الأديب والأكاديمي عبدالرحمن عبدالخالق، وهو عام يشعر فيه زملاؤه ومحبوه بالفقد والحسرة لاسيما بعد الإهمال والجحود والظلم الذي تعرض له حيّاً وميتاً من رفاق الوسط الأكاديمي بجامعة عدن، ففضلا عن فاجعة ذكرى الرحيل تضاف هذا العام إليها فاجعة منع صرف مستحقات الراحل من الجامعة ونقابة أعضاء هيئة التدريس فيها دون أسباب سوى لأنه عبدالخالق وكفى.
يعتبر عبدالرحمن عبدالخالق محمد عثمان (28 يوليو 1956- 14 ديسمبر 2017) أحد مؤسسي قسم الصحافة في جامعة عدن، وأحد أبرز كادرها الأكاديمي الذي منح جل وقته وصحته وطاقته للعمل أستاذاً وباحثاً وأديباً جليلاً فيها، إلى جوار كونه من ألمع النقاد في مجال أدب الأطفال في اليمن، وأحد أبرز أعضاء الأدباء والكتاب اليمنيين الفاعلين حتى وفاته، وله إصدارات أدبية متعددة، لم يكلّ ولم يمل منذ حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه من روسيا الاتحادية، بل ضاعف جهوده وأنشطته حتى عُدَّ أحد أهم الذين يُعتدّ برأيهم في شئون اتحاد الأدباء وفي قسمه العلمي أيضاً.
جحود
لكن ذلك كله لم يشفع له حيّاً ولا ميتاً، فكما لاقى من التهميش والخذلان حياً لاقى أضعافه ميتاً، فجامعة عدن العريقة لم تقبل صرف مستحقات دفنه ولا فوارق مرتباته منذ تعيينه أستاذاً مساعداً حتى وفاته، برغم متابعات زوجته المتكررة لرئيس الجامعة ورئاسة نقابة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة التي لم تمنحه حقوقه أيضاً بناءً على أعذار واهية كما تؤكد زوجة الراحل حنان ناصر، التي تقول في تصريح خاص بـ«العربي»:
«لقد طالبنا النقابة بحق التعويض الذي يُمنح بعد وفاة الدكتور، وتكلمت مع رئيس الجامعة عن حاجتنا إلى المبلغ، لكنه يحيلنا إلى النقابة، والنقابة تتحجج بالظروف، مع أن المبلغ يُدفع من رواتب الأكاديميين، وقد سبق أن قدموه لأسرة الدكتورة التي قُتلت في حي إنماء، لكنهم يتحججون لنا»، وأضافت «في مرض الراحل لم يوقفوا على إعطائه منحة علاجية، وفي موته يتحججون»، وتساءلت «لماذا المواقف الإنسانية تتحرك لناس وناس لا؟»، وأكدت «كان يفترض أن تتكفل الجامعة عند موته بحقوق الدفن، ومع ذلك لم تتكفل الجامعة بل الدكتور عبدالعزيز بن حبتور هو من تكفل بذلك».
وأوضحت أنها طالبت أيام مرض عبدالخالق بصرف مبلغ التسوية له كأستاذ مساعد، لكن رئيس الجامعة رفض «صرف فارق الراتب منذ تاريخ صدور القرار واستلام أول راتب كأستاذ مساعد، ورد قائلا: أول مرة في العالم حد يطالب بذلك»، وتساءلت «كيف أول مرة وهذا موجود في قانون الجامعات اليمنية وهو حق من حقوقنا، وليس هبه منهم؟»، وأوضحت أن الفارق «مخصصات سنتين»، مؤكدة أن رئيس الجامعة يحيلها «من واحد إلى آخر وهو قادر على فصل هذا الأمر»، وأضافت «أن القرار مُنح في 25 نوفمبر 2014 وصرفوا لنا في مايو 2017 أول راتب دكتور وصرفوا فوارق خمسة أشهر فقط من يناير إلى مايو 2017، طيب والسنتين الماضيتين من نوفمبر 2014 إلى ديسمبر 2016 أين هي؟ نحن نطالب بحقنا، وأنا لن أسكت لهم؛ لأنهم قد ظلموه حيّاً، وكان متسامحاً وساكتاً لكنّا لن نترك حقه».
تميز
لقد تميز عبدالرحمن عبدالخالق كثيراً في تحصيله العلمي، كما تميز في تقديم العلم لطلبته، وفي البحث والإبداع، منذ تخرج من كلية الصحافة، وحصل على الدكتوراه، فقد عمــل بعــــد التخرج بشهادة الماجستير 1985 حتى ديسمبر 1987م، مـــــديرًا لدائرة المعلــــــومات والـــــتوثيق الصحفي بـــوزارة الثقافة والسياحة بعدن. وعضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لثلاث دورات. واُنتخب عام 1993 عضوًا في سكرتارية اتحاد الأدباء والكتَّاب اليمنيين فرع عدن، كما اُنتخب لدورتين انتخابيتين رئيسًا للفرع، وهو قاص وباحث وكاتب في مجال أدب الأطفال.
تنوع
يقول الأديب أحمد ناجي أحمد في حديث خاص مع «العربي»: «عبد الرحمن عبد الخالق عالم متنوع من الإبداع والإنسانية، فهو الذي قاد إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن بعد عام 1994 في أحلك الفترات التي تهرب فيها كثيرون عن تحمل المسئولية»، وأشار إلى مشاركته معه «في الدفاع عن أرضية الاتحاد ومقر الأمانة العامة للإتحاد في خورمكسر»، قائلا «لقد كنت معه ممثلاً الأمانة العامة في المتابعة وكان هو ممثل لاتحاد الأدباء فرع عدن»، وأكد أنه «كان كتلة من النشاط والحيوية لا ينام ولا يكل ولا يتعب من التواصل مع السلطة المحلية في عدن، وقد كللت جهودنا بالحفاظ على أرضية ومقر الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين» وأشار إلى أن الراحل «كان يقود الفرع ويقود الأنشطة الثقافية في الفرع ويحافظ على الدور الريادي لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن»، وشدد على أنه «كان يساعد زملائه في التحصيل الدراسي، كما كان يساعد الأدباء على تطوير مهاراتهم العلمية»، ولم ينس ناجي الحديث عن الدور الإبداعي في الكتابة لأدب الأطفال الذي اضطلع به عبد الحالق قائلا «لقد كان أحد المؤسسين الكبار لأدب الأطفال في اليمن وكان اسما مشهورا على مستوى الوطن العربي فيما يخص أدب الأطفال»، كما نوه بدوره الإعلامي والمعرفي والأكاديمي قائلا «لقد كان عَلَمَاً كبيراً، واسماً تعلم على يده كثيرون وفوق هذا كله كان قاصاً وكاتباً وإعلاميّاً وتربويّاً وأحد أبرز الوجوه الأكاديمية في المجال الإعلامي، ويصدق عليه مقولة أنه الرجل المتنوع المواهب والمعارف والإنسان قبل كل شيء».
هي رسالة لرئيس جامعة عدن، وللزملاء في نقابة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، ونحن على ثقة أنهم لن يخذلونا، كما لن يخذلوا الراحل الذي لم يثقل عليهم حيا لكنه ترك أهله أمانة في أعناقهم، ولن ينسى لهم ذلك طلاب عبدالخالق وزملاؤه ولا الأجيال القادمة.. إنه عبدالرحمن عبدالخالق ولا بد أن نقف إجلالاً واحتراماً له حينما يذكر اسمه وحينما نقف على جهوده الفكرية والأكاديمية والإبداعية العظيمة باعتباره قامة لن تتكرر، وله مكانته وقيمته التي لا ينبغي أن نتجاهلها أو نسيء إليها أو نقصيها أو نمنع عن أهله الحقوق التي ينبغي أن تمنح إليهم دون لف أو دوران أو لبس، فهي حقوقهم المنصوص عليها في القانون، وليست هبة من أحد، ولا فضلاً من متفضل.. فهل نعي!.

telegram-news.jpg
whatsapp-news.jpg

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي الأمناء
عبد الرحمن عبد الخالق: بين الخذلان ومرارة الجحود ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر عبد الرحمن عبد الخالق: بين الخذلان ومرارة الجحود، من مصدره الاساسي موقع الأمناء.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى عبد الرحمن عبد الخالق: بين الخذلان ومرارة الجحود.