الارشيف / اخبار اليمن

#السعـودية "الجديدة" تكسب التحدي في مواجهة الحملات المضادة

اخبار من اليمن عدن تايم - وكالات :كانت الأحداث التي أعقبت مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والحملة الجماعية ضد المملكة العربية السعودية، بمثابة الاختبار للسعودية الجديدة التي سطرت ملامحها الأولى من خلال مواقف سياسية ضد سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما وعسكرية بإعلان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز عن عاصفة الحزم في اليمن (مارس 2015)، ثم جاءت رؤية السعودية 2030، التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما تبعها من أفعال تؤكد على جدية الأقوال. سببت هذه الصورة الجديدة للسعودية، التي أثبتت أنها على طريق التغيير فعلا بتحجيم دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والموقف من جماعات الإسلام السياسي، ما يعني القطع مع صورة المملكة المتشددة التي لطالما كانت الشماعة التي يسارع الكثيرون إليها لابتزاز السعودية. لذلك كان الأمير محمد محور الحملة في قضية مقتل خاشقجي التي حولها البعض إلى استهداف شخصي له ولرؤيته التي تتطلع إلى سعودية وفق معايير الشرق الأوسط “الجديد”، والنظام العالمي “الجديد”، وحتى تبقى السعودية قوة ومرجعا إقليميا ودوليا، وثبت ذلك خلال قمة مجموعة العشرين، والجولة العربية التي جاءت قبلها وبعدها، والتي فشلت الحملات المضادة في تحويلها إلى “مأزق” للأمير محمد بن سلمان، بل كانت فرصة للمواجهة والتحدي.
الرياض - كان توجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لحضور أعمال قمة العشرين في 30 نوفمبر الماضي، قرارا سياسيا حازما هدفه تأكيد مشاركته وتواجده داخل المحافل الدولية الكبرى بصفته تمرينا طبيعيا يتسق مع دور السعودية الأساسي داخل الدوائر الدولية السياسية والاقتصادية.
آثر الأمير محمد ألا يتوجه إلى بوينس آيرس، التي استضافت أعمال القمة على مدى يومين، إلا بعد المرور بعدد من العواصم العربية. كانت هذه الجولة ترمي إلى إرسال إشارات واضحة حول موقع السعودية وموقع ولي العهد داخل قيادة المملكة كما داخل البيئة العربية الواسعة. زار المسؤول السعودي الإمارات والبحرين ومصر وتونس ليعود بعد انتهاء أعمال القمة ويختم جولته بزيارة موريتانيا والجزائر.
وإذا ما كان لتجوال الأمير محمد بين عواصم العرب وصولا إلى عاصمة الأرجنتين رسائل لها أبعاد دولية ترد على الحملة المنظمة والمكثفة التي شنتها منابر تركية وقطرية وأميركية ضد الرياض، وضد الأمير محمد شخصيا، فإن غياب ولي العهد عن المملكة لمدة عشرة أيام عكس حالة الثقة التي يتمتع بها الرجل داخل بلده ضمن الدائرة القيادية العليا في المملكة إلى جانب والده، على نحو أطاح بكافة التسريبات التي كانت تروجها منابر التحريض ضد الرياض، والتي تحدثت عن وجود أزمة حكم وولاية عهد في السعودية.
أيا كانت أجواء هذه الزيارات داخل العواصم العربية والتي أسالت حبرا كثيرا وردود فعل مرحبة ورافضة، وأيا كان صدى الحدث، قبل، وأثناء وبعد، زيارته للعواصم العربية، فإن ولي عهد السعودية تعامل مع البيئة الخارجية، العربية والدولية، ببرودة وحكمة ودراية وتأنّ، واستطاع استعادة زمام المبادرة من خلال توجه هجومي مباشر قاده الأمير الشاب بشخصه وبأسلوبه.
سياسة واقعية
يعتبر المحللون أن الأمير محمد بن سلمان يمارس سياسة واقعية؛ ينطلق من حقيقة أن أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي هي حدث أساء إلى سمعة الرياض وقيادتها، وبالتالي كان عليه بصفته واجهة أساسية من واجهات القيادة بعد عاهل البلاد الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن يتولى بنفسه تحمّل مسؤولية الدفاع عن السعودية والعائلة المالكة وقيادتها الراهنة، كما الدفاع عن شخصه الذي لطالما تناولته التقارير التي بثّتها التسريبات التركية والقطرية، والبيئة الإعلامية الحاضنة، ناهيك عن تلك التي صدرت عن الإعلام الأميركي، والتي كان حافزها تصفية حسابات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من كونها تصفية حسابات مع الرياض.
انطلق ولي عهد السعودية نحو الخارج بعد أن تولّت الأجهزة القضائية الاهتمام بملف الجريمة التي ارتكبت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. لم توار الرياض مسؤولية من ارتكب هذه الجريمة فأخرجت إلى العلن نتيجة تحريات القضاء وتحقيقاته، وتم إعلان هوية المذنبين وطبيعة الأنشطة والأدوار التي تورطوا بها في هذه الجريمة. انطلق الأمير محمد وهو يدرك أن لأصداء الجريمة جانبا سياسيا مصدره خصوم الرياض أو من يرى في الأمر مناسبة لتصفية حسابات قديمة مع السعودية وأميرها الشاب.
لا يمكن لخصوم ولي عهد السعودية إلا الاعتراف بخيبة ما كانوا يعولون عليه في قمة العشرين في الأرجنتين. أدار الأمير محمد حضوره برشاقة كاملة جعلته نجم الإعلام الدولي. تصيدت الكاميرات كل حركة وهمسة ونظرة ومصافحة. كانت له لقاءات رسمية مع بعض قادة العالم كما لقاءات جانبية مع قادة آخرين. غير أنه في المحصلة تصرّف بصفته قائدا من قادة عالم هذه الأيام، وتصرف قادة العالم معه بنفس الصفة، بما يمثله وما تمثله السعودية من موقع ودور في العالم.
الدائرة العربية

 تجاوز الأمير محمد بن سلمان حدث قمة بوينس آيرس على نحو سهل لم يكن يتوقعه المراقبون. فعدا رئيس الوزراء الكندي، الذي أعاد التذكير بخلاف البلدين السابق على قضية خاشقجي، فإن المجموعة الدولية، التي تمثل 80 بالمئة من الاقتصاد العالمي، تعاملت بحيوية مع حضور ولي عهد السعودية بمستويات لم يحظ بها شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
غير أن المناسبة في شقيها العربي والأرجنتيني تستدرج تأملا لموقع السعودية والدور الذي تلعبه داخل الدائرة العربية. يبدو الأمير محمد مدركا لأهمية العالم العربي في تحصين المسارات التي تنتهجها الرياض في الداخل والخارج. ويلفت المراقبون إلى أن الجولة العربية للأمير محمد في عدد من العواصم العربية عكست توق النظام السياسي العربي إلى إبداء التضامن الكامل مع السعودية وتأكيد هذا النظام على عدم السماح لأجندات ملتبسة في استهداف واحدة من أهم الدول الأساسية في المنطقة، كما توق السعودية إلى التذكير بالبعد العربي الأساسي لأمنها الاستراتيجي.
وفّرت جولة الأمير محمد بن سلمان العربية مناسبة لبحث سبل التعاون بالمعنى العملي، ولتأكيد دور السعودية القديم الجديد في هذا المضمار. تحدثت البيانات المشتركة عن انخراط سعودي كامل داخل مشاريع التنمية داخل الدول العربية، لكنها لفتت في متن هذه البيانات إلى تمسك الرياض بثوابت لطالما شككت بها منابر الإعلام الخبيث. كان واضحا أن الأمير محمد يود من داخل الفضاء العربي التذكير بثوابت المملكة وقواعدها.داخل هذه البيانات أعيد التأكيد على التمسك بدعم حقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك تشكيل دولة مستقلة على حدود عام 1967 على النحو المتسق مع المبادرة العربية (وهي بالمناسبة مبادرة سعودية تقدم بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز). والأمر يطيح تماما بكل الغبار الذي أثير عن دعم سعودي مفترض لصفقة القرن الأميركية مجهولة الملامح حتى الآن.كشفت طبيعة التحركات المعارضة داخل بعض الدول العربية التي زارها عن طبيعة الأجندات التي ما زالت تجد في ولي العهد خصما لها وتهديدا لوجودها. قادت بعض الجماعات التي تدور حول جماعة الإخوان المسلمين حملات تهاجم تلك الزيارات، لكنها بدت مكشوفة من حيث أنها جزء من البروباغندا التي تمولها الدوحة منذ قرار الرباعية العربية مقاطعة قطر. كشف الأمر أيضا رتابة رد الفعل القطري على الفعل السعودي الذي يمثله محمد بن سلمان ومشروعه في السعودية.
أفصحت جولة ولي العهد السعودي عن متانة المشروع الاقتصادي السياسي الاجتماعي الذي يقوده الأمير محمد، وهو مشروع جريء يعول عليه السعوديون كما يعول عليه العالمان العربي والإسلامي. يبقى أن هذا المشروع ما زال يمثل تحديا للمشروع التركي الذي يقوده رجب طيب أردوغان، والذي تلتحق به قطر.
تسعى أنقرة والدوحة لإعادة إنعاش الإسلام السياسي والعمل على منع ما تمثله مفاعيل الانفتاح السعودي. حسمت الرياض الموقف بشكل صارم لصالح الدفاع عن استقرار المنطقة ومستقبل السلم داخلها وجاهرت بالعزم على مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة. هدف سيعارضه الخصوم وسيجعلون من ولي العهد هدفا دائما لهجماتهم وحملاتهم.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي احداث نت
#السعـودية "الجديدة" تكسب التحدي في مواجهة الحملات المضادة ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر #السعـودية "الجديدة" تكسب التحدي في مواجهة الحملات المضادة، من مصدره الاساسي موقع احداث نت.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى #السعـودية "الجديدة" تكسب التحدي في مواجهة الحملات المضادة.

قد تقرأ أيضا