اخبار من اليمن تقرير مصور - صدام اللحجي :بات صباح مدينة الحوطة بلحج أشبه ما يكون بإعلان حالة الطوارئ في المدينة، فما أن تشرق الشمس ، وتبدا الحياة تدب في شوارعها حتى يبدأ الباعة المتجولون بمزاولة أعمالهم محدثين حالة من الفوضى والإزعاج للساكنين دون مراعاة للاماكن المحددة مزاولة النشاط التجاري .

ينتشر الباعة في ازقة المدينة الضيقة و تجدهم يفترشون بسطاتهم في وسط الشوارع العامة وعلى أرصفتها ويعود ظهور هذه المشكلة في مدينة الحوطة إلى سنين عدة ولكنها كانت تقتصر على شغل حيز بسيط من الشوارع التي يرتادها الناس بشكل مستمر.
مؤخراً تحولت هذه المشكلة إلى ظاهرة بعد أن أصبح الباعة المتجولون هم الاغلبية الكاسحة من ممارسي النشاط التجاري في المدينة وهو الامر الذي تسبب بحالة اختناق وشلل تام في حركة الناس ووسائل النقل والمواصلات.

محرر "عدن تايم" رصد أهم ما تشكو منه مدينة الحوطة وما تعانيه من جراء هذه الظاهرة وتجولت في شوارعها وحاراتها.. وخلص بالآتي :

عشوائية

رغم ان الأسواقهي الأماكن المعتادة لحركة البيع والشراء لمختلف السلع وهي مقصد جمهور المستهلكين لتلبية احتياجاتهم من السلع والاطعمة إلا ان هناك قوانين تضبط عملية الانتفاع بها وهو امرا لا يكاد يكون حاضرا في حال مدينة الحوطة .
أسواق عشوائية بدأ انتشارها مؤخراً في شوارع مدينة الحوطة في ظل غياب الجهات المعنية وقد زادت هذه الأسواق من زحمة شوارع المدينة ونشوب المشاجرات بين الباعة وأصحاب المحلات التجارية حيث تمكن هولاء الباعة من بسط سيطرتهم على الأرصفة والممرات ومداخل الأحياء السكنية ما أدى إلى انتشار الفوضى والعشوائية في كل ميادين وشوارع المدينة هذا ما يعكسه الواقع كصورة غير حضارية لمدينة الحوطة .

باعة

توسع بائعو الخضروات والفواكه وغيرهم من أصحاب البسطات العشوائية بشكل كبير واحتلوا مساحات واسعة على مداخل مدينة الحوطة وشوارعها الرئيسة والفرعية حتى أصبح المواطنون يعانون من التزاحم والمضايقات أثناء التجول في شوارع المدينة على قارعة الطريق استوقفنا أحد المارة في الشارع ليعبر عن رأيه حيث باشر بالقول " إن الباعة الجائلين قد سيطروا تماماً على شوارع مدينة الحوطة ومداخل الأحياء السكنية الأمر الذي وضع المدينة في موضع لا يليق بها وهذا امر يعكس صورة سلبية لمدينة الحوطة بلحج ".
واشار الى أن مخلفات هولاء الباعة تتجمع و تشكل أكوام من القمامة لتوضيع على الأرصفة ومداخل الأحياء السكنية وأمام المحلات التجارية, مما أدى إلى نشوب مشاجرات بين الباعة المتجولين وأصحاب المحلات التجارية والاهالي ".

واضاف الى ان مخلفات الباعة ايضا ة من الخضروات والفواكة الفاسدة والمشروبات تتسبب بتلوث بيئي وتؤدي الى انتشار الذباب وجلب الأوبئة وانتشار العدوى.

الى ذلك سألنا المواطن غسان عن رأيه في شارع مدينته فتساءل بدوره : عن أي شارع تريد ان أتحدث .؟ ومضى بتساؤلاته .. هل هذا الوضع المزري الذي يؤلم كل أبناء الحوطة يمكن ان نسميه شارع ؟ لم يهتم أحد بهذا الأمر أكان المحافظ أو غيره من الجهات المعنية الواجب عليها إصلاح حال الشارع من خلال فتح ممرات المشاة التي استولى عليها أصحاب المحلات التجارية وحولوها إلى محلات أخرى حتى ماسحو الأحذية منتشرين وسط الشارع .
وعبر المواطن عن امله من الإخوة المسؤولين أن يقوموا بواجبهم تجاه الشارع الرئيسي الذي يمثل وجه المدينة، وتمنى أن يرى هؤلاء المسؤولين وهم يتجولون في الشارع ليروا وضعه الحالي الذي لا يشرف المحافظة اطلاقا.

أصوات مزعجة

خنق الشوارع، وشل حركة السير والمواصلات من قبل هؤلاء الباعة ليست هي المشكلة الوحيدة التي يعاني منها المواطنين لاسيما الساكنين في هذه الشوارع التي تعج بالمتسوقين بل تطورت عملية البيع باستخدام الميكرفونات ومكبرات الصوت للترويج عن بضائعهم، الأمر الذي يحدث حالة من الفوضى والإزعاج بطريقة مستمرة خصوصاً للساكنين في هذه الأماكن القريبة من الشارع الرئيسي .

يقول المواطن العسيري لقد بتنا نعيش حالة من الطوارئ، وأصبحت أصوات الباعة المتجولين كأذكار دينية كتب علينا أن نسمعها كل يوم، إن البيع وطلب الرزق ليس حراماً بل حثنا عليه ديننا الحنيف، ولكن ليس بهذه الطريقة المزعجة، فهذه الشوارع ليست شوارع تجارية وحسب، بل هي شوارع سكنية تجارية سكانها فيهم الأطفال، والمرضى، والنائمون، يجب على هؤلاء الباعة مراعاة حياة الناس وعدم التضييق عليهم .