الارشيف / اخبار العرب والعالم

الأمير بندر بن سلطان يكشف تاريخ قطر المظلم وعلاقة الدوحة مع الأخوان

اخبار من اليمن كشف الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية السابق وأمين مجلس أمنها الوطني وسفير المملكة لدى واشنطن لقرابة ربع قرن، حقائق وأسرار عديدة عن قطر والحمدين وعلاقتها بجماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة في سوريا.

وأعرب الأمير السعودي، في حوار مع موقع "إندبندنت" البريطاني بنسخته العربية، عن اعتقاده بأن الحمدين (حمد بن خليفة أمير قطر السابق وحمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق)، هما من يتوليان إدارة الشأن العام والسياسي في قطر حتى الآن، بينما يضعان الأمير الحالي تميم بن حمد في الواجهة فقط.

وشدد الأمير بندر بن سلطان على عدم تأييده المصالحة مع قطر حتى تلتزم بتعهداتها السابقة، في إشارة إلى اتفاق الرياض 2013 واتفاق الرياض التكميلي نوفمبر/تشرين الثاني 2014، مشيرا إلى أنه "من الخطأ إعادة الأمور إلى ما كانت عليه مع الدوحة إذا لم تلتزم بما اتفق معها عليه"، كما نصحها بـ"ألا تغتر بالوجود الأمريكي أو التركي على أراضيها".

وأعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 يونيو/حزيران 2017 قطع علاقتها مع الدوحة؛ بسبب إصرار الأخيرة على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.

وفي ردّه على سؤال ما إذا كان يؤيد عودة العلاقات مع قطر؟، قال الأمير بندر: "أعتقد أنه من الخطأ إعادة الأمور إلى ما كانت عليه مع قطر إذا لم تلتزم بما اتفق معها عليه، وأتوقع أن قطر إن طارت أو وقعت هي قطر".

واعتبر الأمير بندر أن "أزمة قطر قبل كل شيء هي أزمتها مع نفسها وأزمتها هي أزمة انفصام في الشخصية".

وأردف: "مما لا شك فيه ومن المؤلم أن نرى الوضع يصل إلى ما هو عليه مع دولة خليجية مثل قطر؛ ندعو لها بالهداية، لكن الهداية ليست بأي ثمن، لأن ما يقومون به ليس جديداً، ولأننا تفاءلنا بالعهد الجديد الذي أكده تميم لكن النتيجة جاءت مختلفة".

ويكمل بندر بن سلطان حديثه عن قطر، مؤكدا أن حساباتهم خاطئة فيقول: "القطريون يعتقدون أن 3 أشياء تجعل من قطر صاحبة شأن عظيم، الأول والأهم الوجود العسكري الأمريكي فيها، والثاني الدعم واستخدام المصالح المتبادلة مع التنظيمات الإخوانية في العالم، والثالث الإعلام".

وتابع: "أعتقد أن الحمدين هما مَن يحكمان حاليا، وأمير قطر الحالي لا يوجد لديه خباثة والده، لكنه ورث منه العناد، وأن تكون عنيداً دون دهاء فلا قيمة من ذلك".

وأردف: "لدي إحساس ما.. أرى أنه ليس مسيطرا على الأمر بشكل كامل، وأن حمد بن خليفة وحمد بن جاسم خلفه وهما من يتوليان إدارة الشأن العام والسياسي في قطر، وكأنهما يقولان نفعل ما نفعل، وتميم في الواجهة".

ونصح الأمير بندر قطر بألا تغتر بالوجود الأمريكي عندهم، مشيرا إلى أن "أكبر قاعدة في الشرق الأوسط كان اسمها ويلس في ليبيا، وحين حدثت الثورة والانقلاب في ليبيا، ذهب أحد الضباط الذين قاموا بالثورة إلى القاعدة الأمريكية، وحين همّ بالاقتراب حذّره الأمريكيون من ذلك فردّ الضابط الليبي بأنه جاء ليخبرهم أنهم نفذوا انقلاباً على الملك الليبي، فقال الأمريكيون لهم هذا شأن داخلي المهم ألا يقترب أحد من القاعدة".

واستدرك: "القصد هنا، أن تضخم الوهم لدى الدوحة أن القاعدة الأمريكية هي لحماية قطر، ولا يعرفون أنها لحماية مصالح واشنطن والتحرك من أجلها، ولهم فيما حدث بليبيا عبرة".

ودعا الأمير بندر القطريين إلى "التفكير بأن السعودية باقية في مكانها وقطر كذلك، أما الأمريكان ووجودهم العسكري فقد يبقى في المنطقة أو لا يبقى، ولا يوجد ضمانة لدى القطريين إذا كانوا يربطون الضمانة بالقاعدة الأمريكية".

وتوجد في قطر قاعدة العديد الجوية الأمريكية التي تقع على بُعد 30 كم جنوب غرب الدوحة، ويتمركز بها نحو 11 ألف عسكري أمريكي، وتعد أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج.

كما دعاهم إلى عدم التعويل على تركيا، قائلا: "يضخمون مثلاً من دور تركيا في الدوحة، والحقيقة أن تركيا ليس لديها المقدرة والصلاحية العسكرية والسياسية كعضو في الناتو إلا إذا أخذت بعين الاعتبار التزاماتها واتفاقاتها مع الناتو، ووجود تركيا في قطر هو وجود أمني".

وتابع: "الوجود التركي أمنيا وليس عسكريا، وما يحاولون التلويح به من ضمانات أمريكية لهم بوجود القاعدة أو وجود تركيا هو وهم".

وإضافة إلى القاعدة الأمريكية، توجد قاعدة عسكرية تركية بقطر، ضمن اتفاقية تعاون عسكري وقعها البلدان في 19 ديسمبر/كانون الأول 2014، وصادق البرلمان التركي عليها في 7 يونيو/حزيران 2017، بعد يومين فقط من مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للنظام القطري.

ونشرت أنقرة في يونيو/حزيران 2017 مئات من جنودها في قطر بطلب من الدوحة، وسط غضب شعبي بسبب تجاوزات الجنود الأتراك بحق القطريين.

وروى الأمير بندر كيف وسوس حمد بن جاسم لحمد بن خليفة للانقلاب على والده بعد أن رفض الشيخ خليفة طلب ابنه حمد (حين كان وزيرا للدفاع) ميزانية إضافية لوزارة الدفاع.

وقال الأمير بندر إنه "بعد إزاحة الشيخ حمد لوالده من الحكم، جاء حمد بن جاسم إلى السعودية، وطلب منها عدم استقبال الشيخ خليفة، فرفضت الرياض ذلك، بل إن الملك فهد قال إنه سيستقبله اسقبالاً رسمياً ويسكنه في قصر الضيافة، وقال لمن كانوا موجودين بمن فيهم حمد بن جاسم: قبل أسبوع كان أمير قطر والآن أصبح عدواً؟".

فرد بن جاسم بأنه لا مانع، لكن عدم إظهار ذلك في الإعلام، فكان الرد من الملك فهد بالاستقبال الرسمي وإسكان الشيخ خليفة في قصر الضيافة وبث الاستقبال على القناة السعودية الرسمية.

وكشف الأمير بندر عن محاولات الحمدين منذ وقت مبكر التمرد على البيت الخليجي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

وفي هذا الصدد يستذكر الأمير بندر بن سلطان، قصة مع حمد بن جاسم، حين كان الأمير سفيراً لبلاده لدى واشنطن في عهد الرئيس جورج بوش الأب، ذهب بن جاسم إلى واشنطن وطلب من جيمس بيكر (وزير الخارجية آنذاك) رأيه في استعداد الدوحة لاستضافة القوات الأمريكية في الخليج بعد انتهاء حرب تحرير الكويت، وقال له إن قطر مستعدة لاستضافة قواتكم وتجهيز قاعدة عسكرية وندفع مبلغاً سنوياً لكن بشرط لا تخبروا السعوديين.

ويبين الأمير بندر أن "بيكر" أخبره بالقصة على الفور، ويكمل: "كان تفكير القطريين أن أي مكان فيه تواجد أمريكي لا يمكن المساس به، وإذا كان هناك ضمانة مثل هذه، يمكن تنفيذ أي سياسة خارجية نريدها، واستغرب بيكر وقال: لا أعرف كيف يفكر هؤلاء؟

ويستشهد الأمير بندر بقصة بين الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز حين بدأت قطر بزيادة تصرفاتها المناوئة لسياسات مجلس التعاون لدول الخليج، فيقول: "الملك عبدالله في إحدى المرات قال لبن جاسم، ما بكم دائماً تخالفون آراء الإخوة والأشقاء؟ أنتم مثل القزم الجالس على كرسي أكبر منه، فأجابه بن جاسم: معك حق، ولو لم نصرخ لن ينتبه أحد أننا على الكرسي الكبير".

كما كشف الأمير بندر، عن علاقة قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، موضحا أنه ليس متأكداً من أقنع الآخر، لكن إما الشيخ حمد بن جاسم أقنع الشيخ حمد بن خليفة أو العكس بالشيخ يوسف القرضاوي، الداعية الإخواني الشهير، والقرضاوي هرب قديماً من مصر إلى السعودية، ثم أخرجته السعودية، ويبدو أن حمد بن جاسم بدأ يتساءل لماذا لا يستضيفون القرضاوي وتستفيدون منه ويصبح حلقة الوصل مع جماعة الإخوان في كل أنحاء العالم؟

وتوقع الأمير بندر أن تكتوي قطر بدعم الجماعات الدينية مثل الإخوان وغيرها، في أي لحظة.

قطر وتركيا ودعم الجماعات الإرهابية
وفيما يتعلق بالشأن السوري، كشف الأمير بندر بن سلطان دعم قطر وتركيا للجماعات الإرهابية، وهو ما جعل السعودية تسحب ضباطها من غرفة تنسيق مشتركة في أنقرة.

يقول في هذا الصدد: "ما حدث باختصار هو أن العالم كان يريد دعم السوريين، وقطر وتركيا كانتا تريدان دعم فصائل معينة وتحديداً الإرهابيين، في اعتقاد منهم أن جماعة الإخوان ستحكم سوريا بعد سقوط الأسد".

وأردف: "واجهنا الموجودين في غرفة التنسيق في أنقرة بهذا الشيء وفي كل اجتماع نحذر أن هناك دعماً يذهب لفصائل إرهابية، وحذرنا مراراً وتكراراً، وكان هناك ممثلون من أكثر من دولة غربية ومنها الولايات المتحدة في جميع الاجتماعات، وأتحدى أن ينكر مكاشفتنا لهم أحد".

وتابع: "لاحظنا وتأكدنا من وجود تهريب أسلحة، وأخلينا مسؤوليتنا بسحب ضباطنا من غرفة أنقرة، وتركنا قطر وتركيا يمولان المتطرفين، ونشرت الصحافة الغربية ذلك وتستطيع العودة لتقرير مفصل في نيويورك تايمز في 2013، وبعد ما حدث حصرنا المساعدات والتنسيق عبر الأردن الذي تحمل كل ذلك مشكورا على الرغم الحمل الذي تتحمله في استضافة اللاجئين".

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي اليمن العربي
الأمير بندر بن سلطان يكشف تاريخ قطر المظلم وعلاقة الدوحة مع الأخوان ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر الأمير بندر بن سلطان يكشف تاريخ قطر المظلم وعلاقة الدوحة مع الأخوان، من مصدره الاساسي موقع اليمن العربي.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى الأمير بندر بن سلطان يكشف تاريخ قطر المظلم وعلاقة الدوحة مع الأخوان.