اخبار من اليمن قالت صحيفة خليجية، "حسناً فعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. قرار شجاع وفي وقته تماماً. إنه قرار رجل يضع مستقبل بلاده فوق أي اعتبار. مصلحة الجزائر وشعبها أولاً، وأخيراً، وتعلو على أية مصلحة شخصية، أو فئوية".

وأوضحت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأربعاء - تابعها "اليمن العربي" - "قرار بوتفليقة عدم الترشح لولاية خامسة، وتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة يوم 18 إبريل/ نيسان المقبل، أنقذا الجزائر من فتنة لو حصلت، لا سمح الله، لكانت أعادت البلاد إلى سنوات «العشرية السوداء «، أو ربما ما هو أسوأ، خصوصاً أن هناك قوى خارجية كانت تتربص، وبعضها كان يجاهر بالتدخل بطريقة، أو بأخرى".

ومضت :"لذلك لاقت هذه الخطوة ارتياحاً واسعاً، وتنفس الشعب الجزائري الصّعداء لأنه كان يشعر بأن هناك غيوماً سوداء تتلبد في الأفق، وأن انقساماً سياسياً جدياً بدأ يلوح، قد يقوض الأمن والاستقرار، ويقضي على مقومات الدولة، ويفكك الوحدة الوطنية".

وتابعت:"انزاحت الغمة، وتبدد الكابوس، وبدأ الناس يشعرون بالأمل يتجدد في بناء جزائر جديدة تليق بأبنائها، وبتاريخها، وبمكانتها، وبديمقراطية حقيقية توفر للشعب حرية الاختيار، وتداول السلطة، وتعزز الحوار والوحدة الوطنية".

وتقول الصحيفة:"وفي رسالته إلى الأمة أكد أن حالته الصحية وتقدمه في السن لا يسمحان له سوى بإسداء هذه الخدمة للشعب، أي عدم الترشح «استجابة إلى الطلب الملح الذي وجهتموه إلي بأن لا محل إلى عهدة خامسة». وأشار إلى أن «الجزائر تمر بمرحلة حساسة من تاريخها»، وأنه «تابع المسيرات الشعبية الحاشدة التي شهدتها البلاد»، منوهاً ب»طابعها السلمي»، معرباً عن تفهمه للأسباب التي دعت الجماهير إلى هذا الحراك".

وبينت "لكن بوتفليقة لا يريد، على ما يبدو، أن يغادر موقعه من دون أن يترك بصمة تغيير في واقع الجزائر من خلال إصلاحات سياسية واجتماعية تؤدي إلى قيام «جمهورية جديدة» تكون بمثابة إطار لنظام جزائري جديد يسعى إليه الشعب الجزائري ، معلناً عن تشكيل «ندوة وطنية جامعة ومستقلة تضم كل أطياف الشعب الجزائري لإقرار الإصلاحات ووضع دستور جديد يعرض على استفتاء شعبي، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات، على أن تنتهي الندوة الوطنية من أعمالها قبل نهاية العام الحالي».

اللافت في رسالة بوتفليقة أنه يراهن على جزائر جديدة في «عهدة الأجيال الجديدة»، ولعله بذلك يدرك أنه لا بد من ضخ دماء في الجسد الجزائري كي تخرج البلاد من حالة الجمود، باعتبار أن جيل الثورة وهو منه، أدى دوره، ولا بد من دور يواكب العصر، وهذا لن يقوم به إلا جيل الشباب".

وذكرت:"من يقرأ رسالة بوتفليقة بتمعن، يشعر كأنها وصيته الأخيرة، بقوله إن حالتي الصحية وسنّي لا يتيحان لي سوى «الواجب الأخير» تجاه الشعب الجزائري، وهو العمل على إرساء جمهورية جديدة»، بدأها بقبول استقالة رئيس الوزراء أحمد أو يحيى، وتعيين وزير الداخلية نور الدين بدوي خلفاً له، بانتظار خطوات وقرارات لاحقة وسريعة لترجمة مضمون خطابه".

واختتمت:"المهم أن الجزائر تجاوزت مرحلة الخطر، وسلمت من أتون نار غرقت فيه دول عربية أخرى لم تخرج منه بعد".