الارشيف / اخبار العرب والعالم

موقع فرنسي: أموال قطر تروي باريس لغسل سمعة تنظيم الحمدين السيئة

اخبار من اليمن أثار تمويل نظام الحمدين مشروعا لإنشاء 6 نافورات في العاصمة الفرنسية باريس، انتقادات محلية واسعة، خصوصا من المعارضة الفرنسية التي رأت في ذلك إهانة للدولة الأوروبية، وتأصيلا للتوغل القطري فيها.

موقع "ميديا بارت" المحلي الفرنسي، كشف أن قيمة مشروع النافورات الست الجديدة في "روند بوان" بالشانزليزيه الذي افتتحته عمدة باريس، آن هيدالجو الخميس الماضي، بلغ 6.3 مليون يورو، تكفلت قطر بدفع 4 ملايين يورو منها.

وأوضح الموقع الفرنسي أنه تم العمل على إعادة بريق بعض النافورات في مدينة باريس لجذب المزيد من السائحين مثل الشانزليزيه وميدان الكونكورد وقوس النصر، كما حلت الست نافورات الجديدة المصنوعة من الكريستال والبرونز، والتي يصل ارتفاعها 13 مترًا محل النافورات القديمة التي صممها المهندس المعماري جان تشارلز أدولف ألفاند، والتي لم تكن مستخدمة منذ 20 عامًا.

وكشفت وثائق نشرها الموقع عن تمويل الصندوق السيادي القطري لمشروعات في باريس، حيث وجه "ميديا بارت" انتقادات للسماح لتنظيم الحمدين بالتوغل في الأراضي الفرنسية ورعاية مشروعات قومية، في الوقت الذي يتم اتهامه بارتكاب أنشطة إرهابية.

ولفت إلى أن الأمر لم يكن عشوائيا، وإنما محاولة قطرية لغسل سمعتها السيئة بتمويل الإرهاب للتفاخر بتمويل مزارات سياحية براقة في عاصمة الأنوار، إذ تم اشتراط أن يتم وضع النافورات في أماكن رمزية سياحية، في الشانزليزيه، بين ميدان كونكورد وقوس النصر، الساحة الأجمل بالعالم..

وهذه النافورات التي صممها الثنائي إروان ورونان بوروليك، مرصعة بـ3060 قطعة من الكريستال، و258 قطعة من اللؤلؤ، بطول 13 مترا، وكل هذه التكلفة الباهظة من المحفظة القطرية التي تمول منشآت سياحية في باريس لهدف التفاخر وإبعاد صفة الإرهاب عنها.

وأوضح الموقع الفرنسي أن تكفل الدوحة بدفع تكاليف النافورات الست، يعد تمويل باذخ وحد غضب معارضين فرنسيين من اليمين واليسار، خصوصا أنه جاء من دولة مثيرة للجدل، كما اعتبروه إهانة لتمويل أماكن عامة في باريس، متسائلين: "كيف يتم تمويل أماكن عامة حيوية للفرنسيين بتمويل أجنبي؟".

الموقع استعرض مسيرته في التوصل للحقائق المذكورة، مشيرا إلى أن بلدية باريس أعلنت منذ 3 سنوات، عزمها إطلاق المشروع بقيمة 4.2 ملايين يورو، ممول 3.9 ملايين يورو من صندوق باريس للهبات، الذي أسسته هيداليجو، لجمع الأموال من المانحين الذين يرغبون في تمويل المشرعات الثقافية والخيرية بالعاصمة.

يضاف إلى ذلك 200 ألف يورو من هيئة المياه في باريس، وباقي المبلغ مسؤولية المدينة، وفق صحيفة "لو باريزيان" في تقرير صدر عام 2016.

وكان من المفترض أن يقوم مستثمرون فرنسيون - كما هو معهود - بتقديم منح لصندوق باريس للهبات بنظام الرعاية الذي ابتكرته عمدة باريس، على أن يتم تمثيل الممولين كأعضاء مجلس إدارة للمشروع الممول مقابل التمويل.

لكن في 2017، فوجىء الجميع بوجود شريك أجنبي في التمويل لصندوق باريس للمانحين، وهو صندوق الاستثمارات القطرية، الذي يديره أحمد محمد أحمد السيد.

ولفت الموقع إلى أن أحمد السيد يمتلك في باريس عدة فنادق وعقارات ومبنى مسرح "ليدو" في الشانزليزيه وغيرها.

وبحسب المستندات المحاسبية لصندوق باريس، التي اطلع عليها الموقع، ثبت بشكل قاطع أن هذا الصندوق السيادي القطري أسهم في تمويل مناطق حيوية حساسة بباريس، الأمر الذي يسمح لهم بمعاملتهم كرعاة وأعضاء مجلس إدارة لتلك المشروعات.

الموقع انتقد السماح للنظام القطري بالتوغل في أراضيه ورعاية مشروعات قومية، في الوقت الذي يتهم فيه برعاية الإرهاب، حيث اعتبر أنه كان من المفترض اتخاذ الحذر قبل هذه الخطوة، متسائلا باستنكار: "إن كان سبب هذا السخاء القطري هو الرغبة في نيل شرف الوصول إلى الأماكن المرموقة في باريس لتحسين صورة الدوحة السيئة؟".

ويتعارض هذا التمويل الأجنبي مع القانون الإداري الخاص بصندوق باريس، المسؤول عن تمويل المناطق الأكثر رمزية في العاصمة، والذي من المفترض أن يتلقى دعما فقط من قبل فرنسيين وليس أجانب، بحسب الموقع.

ولم يقف هذا التمويل القطري عند حد النافورات، إنما شمل مشروعات أخرى أكثر حساسية يمولها صندوق باريس، بينها زراعة حوض التيوليب في العاصمة، وتجديد إضاءات في قوس النصر، ومشروعات أخرى.

وفي تغريدة عبر "تويتر"، وجهت هيدالجو الشكر لـ"الرعاة من القطاع الخاص الذين تولوا تمويل هذه النافورات الجديدة"، دون ذكر اسم الممول.

غير أن الموقع، أشار إلى بأنه كان بإمكان هيداليجو التأكيد على أن التمويل من مجموعة "داسو وقطر" ولكنها لم تفعل لحساسية الموضوع، متسائلا: "كيف يمكن لصندوق سيادي أجنبي تمويل مرافق عامة في باريس؟".

وفي إحدى التغريدات والمشتركة مع "داسو سيستيم فرانس"، "لافاييت آنتيسيباسيون " و"سفارة قطر" في فرنسا، أعلن نائب رئيس بلدية باريس للثقافة عن سعادته بافتتاح ست نافورات ضخمة جديدة مثبتة في الشانزليزيه.

وسخر "ميديا بارت" من وسائل الإعلام التي لم تهتم سوى بافتتاح النافورات وروعة تصميمها وبعدم دفع تكاليف كبيرة للقيام بتلك التحديثات، فهي منحة كريمة!.

كما سلط الموقع الفرنسي الضوء على السفير القطري في باريس علي بن جاسم بن ثاني بن جاسم آل ثاني، الذي عُين في أكتوبر الماضي سفيرا لقطر لدى فرنسا، مشيرة إلى أنه يتحرك كثيرًا ويلتقي العددي من المسؤولين.

وذكر "ميديا بارت" أن بن جاسم التقى في بداية شهر مارس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ، ثم أوليفييه ديكوتيني مستشار شمال إفريقيا والشرق الأوسط لوزير الخارجية الفرنسي بوزارة الخارجية، كما اجتمع مع إيمانويل لينين المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء، وأخيرا مع لوسي مينيسا مديرة مكتب وزير الثقافة.

يذكر أن العلاقات المشبوهة لقطر مع سياسيين فرنسيين متشعبة، وتعكس حجم فساد النظام القطري الذي اعتاد على تأسيس علاقاته الدولية وفق قاعدة الصفقات المشبوهة، حيث كشفت تقارير صحافية فرنسية عن قيام مسؤولين قطريين بتخريب الداخل الفرنسي بطرق مختلفة، بينها تقديم رشاوى لسياسيين ودبلوماسيين وإعلاميين فرنسيين خدمة لمصالحها وأجندتها، إلى جانب عقد اتفاقات قذرة للتأثير على صناع القرار في فرنسا.

وبرز اسم السفير القطري السابق في باريس محمد الكواري، كهمزة وصل بين النظام القطري والحكومات الفرنسية المتعاقبة، إذ اعتبرته صحف فرنسية أحد المفاتيح الأساسية للعلاقات القطرية الفرنسية.

كما رصد مراقبون فرنسيون إصرار قطر على مواصلة ضخ أموال طائلة في مشروعات رياضية بالعاصمة الفرنسية "باريس"، على رأسها نادي باريس سان جيرمان، كمحاولة لغسل السمعة السيئة المرتبطة بتنظيم الحمدين.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي اليمن العربي
موقع فرنسي: أموال قطر تروي باريس لغسل سمعة تنظيم الحمدين السيئة ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر موقع فرنسي: أموال قطر تروي باريس لغسل سمعة تنظيم الحمدين السيئة، من مصدره الاساسي موقع اليمن العربي.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى موقع فرنسي: أموال قطر تروي باريس لغسل سمعة تنظيم الحمدين السيئة.