اخبار من اليمن أكد محللون سياسيون أن إصرار مليشيات الحوثي التابعة لإيران على انتزاع مكاسب سياسية غير مقبولة، خلال المباحثات والمفاوضات التي تجري مع الجانب السعودي واليمني، يقلل من الرغبة السعودية في حسم الملف اليمن.

وقال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي، محمد القاسم، إن إصرار الحوثيين على انتزاع الكثير من المكاسب السياسية المبالغ فيها كان سبباً في خفض وتيرة الرغبة السعودية لحسم الملف اليمني، وفسح المجال أمام الوساطة العُمانية لإقناع الحوثيين بمستوى أقل مما يطمحون إليه.

وقال للعربي الجديد: "في تقديري، تزامنت هذه الإشكالية مع حرب غزة التي بالتأكيد جمّدت الكثير من الملفات العالقة في المنطقة، من بينها الملف اليمني، ولا أظن أنه ستكون هناك أي مستجدات على صعيد عملية السلام في اليمن في الوقت الراهن".

واعتبر أن "أي محاولة سعودية لاستئناف المباحثات مع الحوثيين ستصطدم باشتراطات أكثر، ولا سيما أن الحوثيين يمرون بحالة من الشعور بالتضخم، خصوصاً بعد الهجمات التي شنّوها باتجاه الأراضي المحتلة، بحسب زعمهم، وهذا ما سيعقد الحلول على الصعيد السياسي".

وبخصوص المشهد الميداني، يقول المحلل السياسي، إن "المشهد القائم سيستمر وستظل الجبهات في حالة ركود إلا من هجمات متقطعة للحوثيين، غرضها تحقيق اختراق، خصوصاً في جبهات مأرب، في محاولة لمضاعفة أوراقهم التفاوضية مستقبلا".

وأكد القاسم أنه "ستكون لحرب غزة تداعيات كثيرة على صعيد المنطقة، ومنها اليمن التي تصدرت مشهد الصراع القائم، وشكّلت منصة لمحاولة توسيع الصراع، بحسب الأميركيين الذين ينخرطون في جهود الوساطة".

يأتي ذلك، في ظل يجري حاليا النقاش حول "خارطة طريق" تقدمت بها المملكة العربية السعودية، للدفع بالأطراف اليمنية نحو السلام وإنهاء الحرب القائمة منذ العام 2014، التي أشعلتها المليشيات الحوثية إثر انقلابها على الدولة والتوافقات اليمنية.