شهدت عديد المناطق التونسية في الفترة الأخيرة، تفشي ظاهرة الانتحار وبالتحديد حرقا، حيث أقدم العديد من الأشخاص على اضرام النار في أجسادهم، في محاولة منهم لانهاء حياتهم، وذلك بالرجوع إلى عديد الأسباب التي تتعلق بهم.

وتطرق العديد من الخبراء في علم الاجتماع، والنفس إلى ظاهرة الانتحار حرقا، معددين أسبابها وخلفياتها، مؤكدين أن الحل يكمن في تشخيص الأسباب الحقيقية وراء اقدام شباب تونس على الانتحار حرقا، وإيجاد حلول جذرية لمشاكلهم، وتطبيقها على أرض الواقع.

ولا يمكن تناول هذه الظاهرة بمعزل عن المقاربة الدينية وذلك لما تكتسيه من أهمية في الحدّ من انتشار الظاهرة، وتقديم النصح والارشاد لشباب فاقد للامل، في ظل ما تعيشه البلاد من مشاكل البطالة والفقر والتهميش والهجرة غير النظامية وغيرها من الظواهر السلبية.

وضمن هذا الصدد أكد الدكتور المحاضر بجامعة الزيتونة الأستاذ منير بنجمور، في تصريح لموقع قناة نسمة، أن ظاهرة الإقدام على حرق الجسد كطريقة من طرق الاحتجاج على أوضاع مادية أوتعبير عن اليأس التام من تحقيق الأهداف ليست إلا شكلا من أشكال الانتحار والنتيجة واحدة وهي إزهاق نفس بشرية بغير حق.

وأضاف قائلا ''الانسان لا يجوز له الاعتداء على شيء وهبه الله له، خلق الانسان جسدا وعقلا وسواهما، ونفخ فيه من روحه، ''، معتبرا أنه ''حين يحرم نفسه من حق الحياة فذلك تعد على أقدس الحقوق في الكون وعدم ايمان بقدرة الخالق الذي يجعل بعد العسر يسرا وبعد الشدة فرج، والذي يبتلي عبده بالجوع والمرض والفشل.''

هذا وشدد الأستاذ منير بن جمور على ضرورة أن يسعى الانسان دوما للتغيير والتفاؤل والتحلي بالصبر والاكثار من الدعاء، والتي اعتبرها من ''صفات المؤمن''، ''المؤمن القوي الذي يقترن باطنه بما يمارسها، مستشهدا بالآية القرآنية، ''ولا تقتلوا انفسكم إن الله كان بكم رحيما''.

كما أكد الأستاذ المحاضر بجامعة الزيتونة أن ''السنة النبوية شنعّت بقاتل نفسه من ذلك أنه يعذب يوم القيامة بالوسيلة التي قتل بها نفسه''، وفق كلامه.