الارشيف / اخبار العرب والعالم

كيف واجه الشيخ زايد التغير المناخي وتأثيراته السلبية ؟

اخبار من اليمن كشف تقرير نشرته صحيفة "الإتحاد" الإماراتية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، كيف تمكن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من مواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية التي كانت تؤرق كل دول العالم .

وذكر التقرير أن الشيخ زايد أرد مبكراً تأثيرات التغيرات المناخية التي بدت على نحو غير قابل للتفسير بعيدة المنال بالنسبة للمجتمع الدولي .. مشيراً إلى أن خير مؤشر على ذلك قوله "لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض، وتعايشوا مع بيئتها في البر والبحر، وأدركوا بالفطرة وبالحس المرهف الحاجة إلى المحافظة عليها، وأن يأخذوا منها قدر احتياجهم فقط، ويتركوا فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء".

يشير التقرير إلى أن المتتبع لمقولة الشيخ زايد يجد إصراره على المضي قدماً نحو استشراف المستقبل وبناء الإنسان وتمكينه وإرساء ركائز صلبة له، عبر توفير مناخ صحي آمن يضمن له النمو والازدهار في ظل التحديات والتهديدات الراهنة، وتعاظم تأثير المتغيرات على أوضاع المناخ، ومع تطور العلوم والتقنيات، تحولت النظرة لمستقبل المناخ نحو الإيجابية، وأصبح المستقبل ليس ذلك الشيء المقرر سلفاً والمفروض قهراً، ولكنه شيء يمكن التأثير فيه، بل يجب المساهمة في بنائه وتشكيله وصياغته ليكون مواتياً للإنسان وليس معرقلاً له.

ويؤكد التقرير أن فكر الشيخ زايد، رحمه الله، في استشراف مستقبل المناخ، ودعم اتخاذ القرار في الانتقال النوعي من الخضوع للأحداث المستقبلية، إلى المشاركة في صنع وصياغة هذه الأحداث، وتحقيق التغيير المرغوب فيها .

وركز الشيخ زايد بن سلطان على توفير المعلومات والمؤشرات والخيارات المتاحة لفهم أعمق وتعامل أفضل لمستقبل التغير المناخي، كما بادرت المؤسسات الحكومية بتنفيذ رؤية الشيخ زايد على استشراف المستقبل في هذا المجال من خلال المبادرة والتحرك المسبق للسيطرة على تحديات المناخ، وتعزيز مفهوم الأمن المناخي، وإعادة توزيع المدخلات بالطريقة التي تحقق لمناخ دولة الإمارات أفضل استعداد ممكن لمواجهة التغير المناخي والتحديات المستقبلية له، الأمر الذي يعزز القدرة على التنافسية والإبداع والتميز.

ونقلت صحيفة الإتحاد، عن طيف الأميري، مدير إدارة الاتصال الحكومي في وزارة التغير المناخي والبيئة قولها أن دولة الإمارات كانت واحدة من أولى الدول الرئيسة المنتجة للنفط المصادقة على بروتوكول كيوتو لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي، وكان لها أيضاً دور تاريخي في المصادقة على هذا البروتوكول تحديداً، حيث لم يستطع سوى عدد قليل من الدول مجاراته في نشر مصادر الطاقة المتجددة .

وأضافت "وبالعودة إلى تتبع دور أبوظبي في مجال الطاقة الشمسية والوصول إلى مضخات المياه التجريبية التي طورها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وفرق من طلاب الهندسة من جامعة الإمارات في العين في ثمانينيات القرن الماضي، تظهر أن تلك الأيام كانت الأولى للطاقة الشمسية، ولكن مع تقدم التكنولوجيا، قام المغفور له الشيخ زايد بتطبيقها في مشاريع لتوليد الكهرباء في الدول النامية، وأدخل نظم الري في إريتريا، ومضخات المياه في تشاد وغيرها".

وأكدت الأميري أن هناك أمثلة أخرى مهمة تشير إلى الاهتمام طويل الأمد الذي أولاه الشيخ زايد، رحمه الله، لمصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك مشروع حقق نجاحاً ملحوظاً في مدينة باندونغ بمقاطعة جاوة الغربية في إندونيسيا، والذي تم من خلاله إدخال محطات الطاقة الحرارية الأرضية التي تستخدم البخار الذي تنتجه خزانات المياه الساخنة الموجودة على بعد بضعة أميال أو أكثر تحت سطح الأرض لتوليد الكهرباء، حيث قدم صندوق أبوظبي في العام 1977، قرضاً ميسراً لتطوير وتوسيع شبكة توزيع الكهرباء، الأمر الذي أسهم في يومنا هذا عن نمو باندونغ لتصبح ثالث أكبر مدينة في البلاد.

ولفتت طيف الأميري إلى أن مشاريع سدود الطاقة الكهرومائية في الأردن ومصر والسنغال والمغرب وتونس وباكستان، على سبيل المثال لا الحصر، هي أمثلة أخرى على التزام أبوظبي بالسعي لإيجاد حلول متجددة لاحتياجات الدول النامية .

وسردت الأميري "ففي العام 1988، أتاحت منحة من الشيخ زايد لمنغوليا، إجراء دراسة جدوى لواحد من أكثر مشاريعها الطموحة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والطاقة المستدامة والمتمثل بمشروع الطاقة المائية الذي يقع على بعد نحو 1,100 كيلومتر غرب عاصمتها أولان باتور، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عانت البلاد تعثر الاقتصاد ومحدودية توليد الطاقة، حيث أقيم مشروع تايشير للطاقة الكهرومائية على نهر زافخان، وفي العام 2002 قدم صندوق أبوظبي قرضاً ميسراً لتغطية ربع تمويله تقريباً، وتألف المشروع من بناء سد، تبلغ قدرته الإجمالية المركبة 11 ميغاوات، ولبى عند اكتماله نحو 90 في المئة من الطلب في مقاطعتي غوفي ألتاي وزافخان".

وأكدت الأميري أن أصداء المشروعات وغيرها ترددت في هذه المجتمعات والدول، كما ارتكزت مشاريع الشيخ زايد أيضاً على استصلاح الصحراء لما تصب في خدمة المناخ بالمقام الأول، ومن هذه مشروع مدينة النوبارية التي تقع شمال غرب مصر، وتبعد 47 كيلومتراً جنوب الإسكندرية، وتحظى بإمكانات وافرة لاستصلاح الأراضي. وفي هذه البقعة، أطلق الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ما يعد على الأرجح أكبر جهوده التنموية الخارجية، وهي خطة اقتضت جر مياه النيل إلى الجزء الشمالي الغربي من الدلتا من خلال قناتين رئيستين، بما في ذلك تطوير قناة النوبارية البالغ طولها 150 كيلومتراً، بدعم من شبكات القنوات المائية ومحطة ضخ هائلة في قرية زاوية البحر.

وأكدت أن هذا المشروع الاستثنائي الذي من شأنه تطوير أراض زراعية، حظي باستحسان فوري في دولة الإمارات التي قدمت منحة ضخمة وقروضاً ميسرة من صندوق أبوظبي، حيث تمتد منطقة النوبارية على أربع محافظات هي البحيرة والإسكندرية والمنوفية والجيزة، وتنقسم إلى ست مناطق إدارية، تحتوي كل منطقة على عدد من القرى الصغيرة التي يُعد أحدها التجمع الحضري المركزي للمنطقة، وغدت قناة النوبارية التي تمولها أبوظبي مصدراً رئيساً للري بقدرة إنتاجية تبلغ 23 مليون متر مكعب من المياه يومياً، ويتم في بعض الحالات استخدام المياه الجوفية المرتبطة كلها بنظام كبير وفعال يغذي الأرض عن طريق الري بالتنقيط أو الرش من أجل ضمان أقصى قدر من الكفاءة. كانت نتيجة المشروع مذهلة، فعلى مدى سنوات عدة، وبعد الانتهاء من القناة الرئيسة، تم إيقاف زحف الصحراء، وبدأ الناس يتوسعون في الزراعة، وباتت الأرض تنضح بالمحاصيل الزراعية، إذ تضم المنطقة اليوم 16 بلدة وقرية جديدة، ومساحة قدرها 120 كيلومتراً مربعاً من البيوت البلاستكية، وأكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية، وألفي كيلومتر مربع من المحاصيل الدائمة، و52 كيلومتراً مربعاً من الغابات وأشجار السياج (المساعدة في وقف التصحر)، و10 كيلومترات مربعة من البحيرات ومياه البرك، و28 كيلومتراً مربعاً من المياه المستخدمة لتربية الأسماك.

وتصدر التغير المناخي والبيئة والحفاظ عليها وحمايتها من الضرر والتلوث أولويات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أولاها كل الاهتمام.. والتاريخ يشهد بذلك، فإنجازات زايد، رحمه الله، في مجال البيئة عديدة، لقد صنع زايد المعجزة الخضراء التي استطاع من خلالها قهر الصحراء وتحويلها إلى جنات خضراء، حيث كان أول رئيس دولة في العالم تشهد الأمم المتحدة والعالم أجمع على ما سطره من ملحمة خضراء، عجز عنها الخبراء والمتخصصون بالزراعة، حيث قام (طيب الله ثراه) بزراعة الصحراء، فتحوَّلت الأراضي القاحلة في مختلف مناطق الدولة إلى غابات من الأشجار مختلفة الأنواع، والتي ساهمت في الحفاظ على البيئة وتحسين المناخ.

وتستذكر الصحيفة قصة فريق الخبراء الذي جاء إلى الإمارات في بداية قيام الاتحاد، وأكد أنه لا يمكن زراعة الصحراء، فقال لهم المغفور له الشيخ زايد: «إذا كان هذا جوابكم دعونا نجرب متوكلين على الله».. وقد حققت التجربة بالفعل نتائج مثيرة، حيث تم تشجير آلاف الهكتارات، وتحولت الرمال الصفراء إلى جنات خضراء.

وبحسب الصحيفة، أصدر زايد مع بداية قيام الدولة العديد من القرارات حول حماية البيئة والحياة الفطرية، حيث شهدت الإمارات في عهده زيادة قياسية في أعداد الحيوانات، خاصة المهددة بالانقراض، وأسهمت رؤية وجهود الشيخ زايد ببروز اسم الدولة في المجال البيئي.

وحصل المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، على عدد من الجوائز الإقليمية والدولية التي تجاوزت 25 جائزة رسمية من المنظمات الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى والجامعات والدول، نظراً إلى الدور الأساسي الذي قام به، رحمه الله، في حماية البيئة، وصون الحياة الفطرية، وإقامة المحميات الطبيعية.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي اليمن العربي
كيف واجه الشيخ زايد التغير المناخي وتأثيراته السلبية ؟ ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر كيف واجه الشيخ زايد التغير المناخي وتأثيراته السلبية ؟، من مصدره الاساسي موقع اليمن العربي.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى كيف واجه الشيخ زايد التغير المناخي وتأثيراته السلبية ؟.