الارشيف / منوع

جزيرة يمنية تتقاذفها الأعاصير وعبث الإمارات (تقرير خاص)

اخبار من اليمن اقراء ايضاً :

�رزح جزيرة سقطرى (أقصى شرقي اليمن) على وقع تغيرات مناخية واسعة، حيث تضربها الأعاصير والمنخفضات الجوية بشكل متواصل، إلى جانب تعرضها لموجات رياح عاتية موسمية، إذ تخلف كل هذه الزوابع والكوارث الطبيعية أضرارا بالغة في التنوع البيولوجي الفريد في أرخبيل سقطرى. بالمقابل تشهد سقطرى كوارث بفعل دولة الإمارات، حيث يتعاظم العبث الإماراتي ساعة بعد أخرى في جزيرة سقطرى، وبدأ من إحكام الإمارات عبر أدواتها على الجانب السياسي بفعل "الانقلاب" في 19 يونيو 2020، ومن ثم الانتقال إلى تهديد الهوية البيئية، من خلال عسكرة الطبيعة السقطرية , من خلال بناء الثكنات, وإنشاء القواعد والمطارات العسكرية . وفي حديثه لموقع "المهرية" يقول المواطن السقطري الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن "ما تقوم به دولة الإمارات في جزيرة سقطرى من عبث وممارسات لا يخفى على أحد". وأضاف السقطري، أن "أبوظبي تتحرّك في سقطرى وتعبث بها كيفما تشاء، وتستقدم عناصر أجنبية إليها، وتقوم باستحداث مواقع عسكرية وشراء الأراضي، وسرقة الأشجار المعّمرة، وكميات من الشعاب المرجانية والطيور النادرة وغير ذلك من المكونات الفريدة بالجزيرة". تتقاذفها المنخفضات لم يكن إعصار "تيج" الأول الذي يضرب جزيرة سقطرى ويخلف دمار كبير في الجزيرة، فمنذُ سنوات والجزيرة تتلقى المنخفضات والرياح العاتية، فقد كان إعصار "تشابالا" في عام 2015، ثاني أقوى إعصار مسجل في بحر العرب، إذ اجتاح بقوة جزيرةَ سقطرى الساحلية أقصى شرق اليمن، والتي ضربها إعصار "ميغ" بعد أقل من أسبوع، مخلفا دمارا هائلا امتد لمناطق واسعة في السواحل الشرقية لليمن، في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ سنوات. قدّرت السلطات المحلية التابعة للحكومة المعترف بها، الخسائرَ الشديدة والأضرار التي تركها "تشابالا" و"ميغ"، وفيما بعد "فونو" في المناطق الشرقية من اليمن، خصوصاً في أرخبيل سقطرى ومحافظتَي المهرة وحضرموت، بنحو 1.5 مليار دولار، إلى جانب الخسائر البشرية الذين جرفتهم الفيضانات، الذين قُدر عددهم بما يزيد على 300 حالة وفاة". في السياق، تسبّب إعصار "تيج" الذي ضرب الجزيرة في أكتوبر الماضي /2023، بأضرار بالغة في الأحياء السكنية وانقطاع التيار الكهربائي، وقطع الطرق في أماكن عدة، وتحطم العشرات من قوارب الصيد، وأضرار في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية وفقاً لتقرير أممي والسلطة المحلية في المحافظة. وتميزت سقطرى بموقعها الفريد الذي وفر لها تنوعا كبيرا في الحياة النباتية، وصنفت عام 2008 ضمن مواقع التراث العالمي، وأطلق عليها لقب أكثر مناطق العالم غرابة، كما اعتبرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 2010 أجمل جزر العالم, لكنها ايضا تقع في موقع معرض دائما للأعاصير والمنخفضات الجوية, مما يشكل تحدي للجزيرة إلى جانب غياب الدولة, وسيطرة الإمارات وادواتها عليها. العبث مستمر لم تكن العوامل الطبيعية من منخفضات ورياح المؤثر الوحيد في جزيرة سقطرى، ولكن يوجد العامل البشري ذو النزعة الاستعمارية، الذي تقوم به دولة الإمارات منذ احتلال الجزيرة عبر مليشيا الانتقالي، حيث عمدت الإمارات على تدمير معالم بيئية في الجزيرة، ببناء المعسكرات، وتجريف أطنان من أحجار الشعاب المرجانية. ففي منتصف العام الجاري، كشف الصحفي والناشط في محافظة سقطرى "عبدالله " على صفحته في موقع "الفيس بوك"، "عن قيام دولة الإمارات عبر مستثمرين محليين وإماراتيين بنقل مئات الأطنان من أحجار الشعاب المرجانية والتي لفضتها البحر إلى سواحل سقطرى خلال مراحل سابقة مرت بها سقطرى من الأعاصير وحالات المد والجزر". وكشفت منصة "إيكاد" للتحقيقات في مارس من العام الجاري, أن الإمارات تسارع الخطى لاستكمال بناء القاعدة العسكرية في جزيرة عبد الكوري، الواقعة في محافظة سقطرى الخاضعة لسيطرة قوات الانتقالي الانفصالي. وأوضحت المنصة المهتمة بنشر الحقائق الاستقصائية من خلال المصادر المفتوحة، أن صور الأقمار الصناعية الجديدة تظهر البدء في وضع طبقة الأساس بمدرج القاعدة، تمهيداً لتعبيده. كما أظهرت الصور تطورات طالت مصف الطائرات الرئيسي الجديد، الذي جرى تعبيد منطقة بجانبه، تمهيداً لبناء ما يرجح أن يكون مخازن عسكرية أو مباني لوجستية، إضافة إلى إنشاء مناطق عمال ومبان حديثة شرق القاعدة. التغير المناخي وسقطرى هناك تغيرات مناخية قوية تحدث حاليًّا على المستوى العالمي، ويتصاعد تأثيرها بشكل واضح من يومٍ إلى آخر، كارتفاع حرارة الطقس، وهطول أمطار تتخطى المعدلات الطبيعة في بعض مناطق العالم، في مقابل حدوث جفاف وحرائق غابات في مناطق أخرى، وجزيرة سقطرى تقع في قلب التغيرات المناخية بفعل موقعها، حيث تقع في نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلى الشرق من القرن الإفريقي. في السياق، يؤكد الخبير والباحث اليمني في مجال المناخ والبيئة، جميل الحاج، في تصريح لـ"المهرية"، أن أعراض التغير المناخي في اليمن بدأت بالظهور، منذ قرابة عقد من الآن، تمثلت ملامحها في الارتفاع القياسي في غزارة الأمطار، التي تؤدي إلى أضرار واسعة في التنوع البيئي, بفعل السيول الجارفة". إضافة -وفق حديث الحاج- إلى المنخفضات التي تخلف سيولًا وفيضانات في بعض المناطق، إلى جانب الزيادة في حدوث الأعاصير، فمنذ سنة 2010 إلى الآن، ضربت اليمن أكثر من 8 أعاصير، مثل مع إعصار "تشابلا"، إعصار لوبان، تركز نطاقها في أرخبيل سقطرى ومحافظات شرق اليمن". وأدت الأعاصير المتلاحقة التي تضرب سقطرى، إلى تغيّر بعض من أوجه الجزيرة، مثل القضاء على بعض الغطاء النباتي النادر الذي تتفرد به، فسقطت نسبة كبيرة من شجرة دم الأخوين، وحدثت انهيارات في التربة، وتشققات في الأرض، واختفت العديد من العيون والمجاري التي كانت غنية بالمياه، وسط غياب السلطة المحلية والهيئات الإغاثية في احتواء الأضرار الطبيعية أو الحد منها, وبجانب التغيرات المناخية في جزيرة سقطرى، العبث الإماراتي في الجزيرة، الذي فاقم من التأثير على خواص الأرض الطبيعية والحيوية، وفرض واقع ينذر بالخطر على الجزيرة , التي تُعد واحدة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي، وموطناً لآلاف النباتات، والحيوانات، والطيور المستوطنة.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي العين اونلاين
جزيرة يمنية تتقاذفها الأعاصير وعبث الإمارات (تقرير خاص) ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر جزيرة يمنية تتقاذفها الأعاصير وعبث الإمارات (تقرير خاص)، من مصدره الاساسي موقع العين اونلاين.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى جزيرة يمنية تتقاذفها الأعاصير وعبث الإمارات (تقرير خاص).