أرشيف

: كيف تنظر القيادات والقوى الجنوبية إلى دعوات الحوار التي أطلقها المجلس الانتقالي؟ "تقرير خاص"

اخبار من اليمن كيف تنظر القيادات والقوى الجنوبية إلى دعوات الحوار التي أطلقها المجلس الانتقالي؟ “تقرير خاص”

2018/12/23م الساعة 08:37 PM (الأمناء / استطلاع / يوسف الحزيبي :)

تناولت وسائل إعلام وأوساط سياسية وثقافية جنوبية في الفترة الأخيرة موضوع الدعوة إلى حوار (جنوبي –جنوبي) الذي  أطلقته قوى سياسية جنوبية كثيرة من بينها “المجلس الانتقالي الجنوبي ، والمجلس الأعلى للحراك السلمي ، ومجلس الحراك الثوري الجنوبي”. إلا أن  هناك تساؤلات حول ماهية وطبيعة هذا الحوار والأفكار التي سيدور حولها الحوار ، والأطراف التي ستشارك في الحوار الجنوبي؛ وماهي الأسقف السياسية التي ستشكل محددات الحوار الوطني الجنوبي..

لذلك يرى الكثير أن دعوة الحوار الجنوبي هي دعوة سياسية تخلو من أي مضامين سياسية أو أهداف وطنية عامة للمستقبل القادم ، في الوقت الذي لم تتلقَ الدعوة  أي تفاعل أو اهتمام  من  الأطراف الجنوبية التي وجهت لها الدعوة..

مما يتطلب الأمر معرفة المواقف من تلك الدعوة ومدى الاستجابة مع تلك الدعوة، وهل هناك وجهات نظر سياسية متباينة مع تلك الدعوة؟، وماهي الضرورات الوطنية اللازمة لتلك الدعوة؟ وماهي آفاقها المستقبلية القادمة؟!..

 

الجميع يحمل على عاتقه قضية وطن

اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي أدلى برده على بعض التساؤلات التي أثيرت مؤخراً  حول الدعوة التي أطلقها المجلس الانتقالي سابقاً ؛حيث قال: “لقد كثرت التساؤلات اليوم حول الدعوة التي  أطلقناها مسبقاً بخصوص الحوار الجنوبي  والدعوة المتكررة له ؛ أي الدعوة للحوار من قبل قيادة المجلس الانتقالي ، كما أنه أول من نادى  به بعد تشكيل مؤسسات المجلس المكون من هيئة الرئاسة للمجلس والأمانة العامة للمجلس وأخيراً الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي ، وقد التقينا بمن هم صادقون وجادون في القضية الجنوبية   لتلك الدعوة”. وأضاف برده  : إن أبوابنا مفتوحة لاحتضان الجميع من أبناء الجنوب حتى وإن  اختلفنا معهم في الرؤى والأسلوب والشروط ، فالهدف الذي نمضي من أجله يجمعنا جميعاً من المهرة شرقاً  إلى باب المندب غرباً  وهو تحرير واستقلال الجنوب وذلك هو الهدف الذي ضحى من أجله آلاف الشهداء فإننا لن نتراجع عن هدفنا المنشود في حق تقرير المصير باستعادة الدولة الجنوبية مهما كانت أمامنا التحديات والله المستعان لمن يغرد خارج السرب الجنوبي ، فنحن فاتحين الأبواب لكل أبناء الجنوب ولا عزاء لمن يغرد خارج السرب الجنوبي ويسعى لإفشال تحقيق هدفنا الجنوبي المنشود في حق تقرير المصير لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة”.

 كما تابع بالقول أن “الجميع  يحمل على عاتقه  قضية وطن، قضية الشعب الجنوبي في الاستقلال وفك الارتباط من هذه الوحلة المزعومة ورفع الظلم والتهميش الذي فرضته علينا منذُ 22مايو 1990إلى اليوم”.

 

كلنا أمل في التقدم بشأن الحوار الجنوبي

أحمد عمر بن فريد أدلى في حديثه حول الحوار الجنوبي الذي دعا إليه الانتقالي الجنوبي  قائلاً : “المجلس الانتقالي الجنوبي يؤمن بقوة بأن الجنوب الدولة هو ملك لجميع أبناءه،  وهو قد عبر عن ذلك حتى في تسميته بـ (الانتقالي) ؛ أي أنه حدد مهمته الانتقالية وليس المستمرة ، وهي مرتبطة بمرحلة التحرير والفترة الانتقالية فقط. ومن هذا المنطلق هو أبعد ما يكون عن الدعايات المغرضة التي تشن عليه من قبل خصومه الذين لا مشروع جنوبي لهم بل مشاريع يمنية وحدوية ، بقولهم أننا نكرر مرحلة (كل الشعب جبهة قومية). هذا غير صحيح،  نحن نؤمن بحوار من أجل الجنوب وليس من أجل ترسيخٍ أو تشريعٍ للاحتلال ، ولهذا نتحاور مع القوى والشخصيات التي لديها موقف واضح غير ملتبس من قضية الجنوب وليس القضية الجنوبية كما يعرفها الاحتلال،  وأساس ذلك هو تلبية إرادة وحق شعبنا في استعادة دولة الجنوب ما قبل ?? مايو ???? م ، ونحن في نفس الوقت نعلم أن الحوار مع الآخر ليس بالمسألة  السهلة كما يعتقد البعض،  فهي تتطلب الكثير من الصبر والحكمة وهي من أصعب الحوارات باعتبار الحوار هو يتعلق بقضية وطن لا تقبل التنازلات،  وأعتقد أن اللجنة المكلفة من قبل قيادة المجلس في هذا الملف قد أنجزت الكثير ، وشخصيا  أعتقد بأهمية أن تنجز المهمة على أكمل وجه ، لأنه من الواضح جدا عطفا على مفاوضات السويد وعلى إطار العمل المعد من قبل جريفيث،  أن هناك من يريد لهذه القضية أن تحل بطريقة لا ترقى إلى تطلعات شعبنا ، ومن هنا تأتي أهمية تقديم قوى الجنوب نفسها للعالم بشكل متماسك وموحد”.

ثم تابع في قوله :” وبالمناسبة يطيب لي أن أحيي الجهود العظيمة التي تبذل بكل مصداقية ونبل من قبل الدكتور محمد حيدرة مسدوس الذي أنا على تواصل معه في محاولة لتقريب وجهات النظر، كلنا أمل في التقدم في هذا الشأن”.

 

سينجح الحوار متى ما تجردنا من الذاتية

 المهندس/ علي المصعبي أمين عام حزب جبهة التحرير رئيس اللجنة الفنية للوفاق الجنوبي في حديثٍ مختصر معه حول الحوار الجنوبي ، إذ وجه له سؤالاً حول الحوار الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي سابقاً جاء فيه:

 “أخي المهندس / علي المصعبي  بعد ما أعلن المجلس الانتقالي عن الحوار الجنوبي مسبقاً ومازال يوجه تلك الدعوة إلى كل المكونات الجنوبية ولم تكُن هناك أي استجابة صادقة من بعض القوى الوطنية الجنوبية التي تنضم تحت إطار مكون جنوبي آخر  فيما أن بقية المكونات الجنوبية تدعو لحوارٍ (جنوبي – جنوبي) ولم نرَ هناك أي استجابة فعلية لأي طرفٍ كان .. ما هو ردك باختصار بخصوص ذلك  الحوار الذي  ينتظره الشعب الجنوبي اليوم بين الحين والآخر؟”.

– أجاب : “لقد حددنا إجابتنا بشكل معلن عن ترحيبنا به ولكن على أن يكون حواراً جاداً  حقيقيا يخرج بممثلين عن شعبنا للتفاوض في المرحلة  القادمة  ووثيقة ، إذا لم ننجح في ضم كل الكفاءات تحت سقف الانتقالي أو الاتفاق على عقد مؤتمر جنوبي”.

مضيفاً بقوله :” إن قيام أي حوار يجب أن يكون له مرتكزات وأسس وإدارة مستقلة ، وكنا نأمل من الانتقالي أن يختار لجنة  يرأسها مسدوس لإدارة ذلك  الحوار حتى يخرج بنتائج عمليه تخدم الجنوب وتخرجه الى بر الأمان”.

 وتابع بالقول: “سأكون صريحا بالرد  حتى ما نشهده حاليا ، لا يمت للحوار بصلة ؛ بل هي لقاءات وللأسف يقعون في أخطاء عدة من ضمنها لقاءهم ببعض المناضلين الذين ليسوا ضمن قيادة حزب جبهة التحرير التي نمثلها كأمين عام لها باسمنا ، وهذا تصرف لا يليق رغم أن لديهم قاعدة  بيانات  وشخصيات يعرفون المكونات وقياداتها ، هذا فقط نموذج استوجب أن نتحدث  بالقول أن المشاورات شيء والحوار شيء آخر حسب ما حددت أعلاه.

لقد أنشأنا منذ حوالي ما يزيد عن عام واحد   لجنة فنية للوفاق الجنوبي مكونة من عدد من القيادات تضم مكونات وناشطات وأكاديميين ، ودعونا الانتقالي لتبني الحوار وللأسف ظروفهم وقتها وربما قد لا يعلمون قيمة ذلك ، ومازالت تلك اللجنة تنتظر أن ينخرطوا في صفوفها لإدارة أي حوار جنوبي فإن كان لديهم الرغبة في جعلها لجنة تدير الحوار لا مانع لدينا بإشراف الوالد المناصل محمد حيدرة مسدوس”.

 كما أكد برده : “سينجح الحوار باعتقادي متى ما تجردنا من الذاتية أو أي قيود دولية بوهم الحلف مع أي منا فلا توجد أي دولة في العالم تدعم قضيتنا ، ومن يظن ذلك فهو ليس إلا واهم أو لا يفقه في السياسة شيئا أن ما يمكن المراهنة عليه لا يجد فارق وانتزاع حق هو لحمتنا كجنوبيين حاملي هدف إرادة شعبنا ، ومتى ما تلاحمنا حينها نستطيع أن نملك إرادة قادرة على إحداث ذلك الفارق وتركيع العالم أجمع بدافع المصالح ليكيفها وفق هدف شعبنا”.

 

 خطابات إعلامية لن نعيرها أي اهتمام

أبو مشعل الكازمي النائب الأول لمدير أمن العاصمة عدن أدلى بردٍ مختصر عن موقفه من دعوة الحوار الجنوبي الذي دعا إليه الانتقالي الجنوبي وبقية المكونات الجنوبية الأخرى ، جاء في رده : “إن ما نراه اليوم بخصوص ذلك الحوار هي خطابات إعلامية لا غير سواء من المجلس الأعلى للحراك أو من المجلس الانتقالي الجنوبي أو من أي مكون كان، لذلك لا نعيرها أي اهتمام”.

وقال: “لم تأتينا أي دعوة صريحة رسمية من قيادات كبيرة لها ثقلها من أي مكون جنوبي دعا إلى ذلك الحوار ولكنها جميعها خطابات إعلامية، وإننا نتمنى أن تكون هناك دعوات رسمية وفعلية على واقع الساحة الجنوبية  ليست خطابات في الإعلام فقط. فنحن جادين بذلك الحوار فقط  نريد من أي دعوة أن تكون رسمية وصريحة من قيادات سياسية لها ثقلها من أي مكون كان سواء من المجلس الانتقالي أو من الحراك الجنوبي أو غيره ، وأنا مسؤول عن كلامي هذا ، والتوفيق للجميع بإذن الله”.

 

 ندعم فكر الحوار الجنوبي وبكل قوة

اللواء محمد مساعد الأمير وكيل وزارة الداخلية يؤكد بدعم فكر الحوار (الجنوبي – الجنوبي) الذي به تتوحد الصفوف  الجنوبية ، وبه تظهر القضية الجنوبية برقمٍ قوي يصعب تجاوزه من أي طرفٍ كان. إذ قال  ” إننا ندعم فكر الحوار الجنوبي بكل قوة ، ونتمنى أن يتوحد الجنوبيون وأن يسارعوا بعقد مؤتمر (جنوبي – جنوبي) يجمع كل الأطراف الجنوبية ليقودهم معاً إلى بر الأمان ولن تنجح القضية الجنوبية إلا بتوحيد الصف الجنوبي وتكاتف كل القوى الوطنية الجنوبية عن بعضها وأن استمرار كل مكون جنوبي في طريقه الخاص سيولد الفشل من تحقيق أهداف القضية الجنوبية العادلة، كما أدعو كل القوى الوطنية الجنوبية في الداخل والخارج إلى عقد مؤتمرات جنوبية تجمع كل القوى الوطنية  السياسية والعسكرية تحت سقفٍ واحد ليخرجوا برؤيا موحده توصلهم إلى بر الأمان”.

إن الحوار (الجنوبي – الجنوبي) هو مفتاح لخارطة طريق الحرية والاستقلال، فهل يا ترى ستنظم كل القوى الجنوبية إلى طاولة الحوار الجنوبي الذي يدعو إليه الانتقالي الجنوبي منذُ أن بدأ تأسيسه ، وتكون الدعوات رسمية والاستجابات فعلية ، أم أن  كل القوى الجنوبية ستظل تدعو إلى حوارٍ جنوبي وتصبح الاستجابة حلماً ينتظره كل جنوبي ليفرح بالتوافق والتكاتف (الجنوبي – الجنوبي) الذي سيولد فجراً جديدًا يلوح أفقه بتحرير واستقلال الجنوب؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى