لماذا يستميت الحوثيون للتخلص من سلطان العرادة وكيف أدخلهم سيادة اللواء تحت التقريع والتأنيب الإيراني؟
اخبار من اليمن لم تكن محاولة اغتيال عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظ محافظة مأرب، اللواء سلطان العرادة، بعبوات ناسفة شديدة الانفجار يجرى تفجرها عن بعد صبيحة عيد الأضحى المبارك هي الأولى ولن تكون كذلك الاخيرة فقد سبقها محاولة عام 2019 بعد استهدف الحوثيون منزل اللواء العرادة، بالصواريخ والطيران المسير وكذلك الحال عام 2021 بعد قصف منزله بالصواريخ عشية ذكرى ثورة 26 سبتمبر والتي اسقطت النشروع الامامي – السلالي .
وبعد سؤال المشهد اليمني لقيادي حوثي كبير : لماذا الاستهداف المتكرر للواء العرادة ؟ أجاب بأن العرادة أسقط المشروع السلالي الامامي فعدم سقوط مأرب جعل المليشيا الحوثية تفشل في إعلان الانفصال مع الميشيات الجنوبية الانفصالية المدعومة من إيران وإعلان الجمهورية العربية اليمنية .
وأضاف القيادي الحوثي، – نتحفظ على ذكر أسمه – ، أن المليشيا الحوثية تلقت توجيهات مرفقة بالتقريع والتأنيب، من إيران أكثر من مرة، تأمرهم بإسقاط محافظة مأرب والتخلص من اللواء العرادة، وتم وضع الخطط العسكرية من قبل خبراء إيرانيين وضباط عراقيين ولبنانيين شيعة لتنفيذ ذلك، لكن دون جدوى .
وأكد القيادي الحوثي أن المليشيا الحوثية خسرت 70 ألف عنصرا من أتباعها، بينهم قيادات ميدانية على أطراف محافظة مأرب خلال الفترة 2018 – وحتى الآن والمدرجين ضمن قوائم قتلى المليشيا الحوثية في ما تسميها المليشيا “مؤسسة الشهداء !” بالإضافة إلى سبعة آلاف آخرين تم ادراجهم ضمن قوائم المفقودين وليس القتلى حتى تقلل المليشيا الحوثية من تكاليف الدفن التي تدفعها – 500 ألف لكل أسرة بالإضافة إلى إعادة سلاحه الشخصي – لذلك تم دفن السبعة الآلاف جثة الأخيرة في صحاري مأرب للتنصل من الأعباء المالية ومحاولة رفع معنويات مقاتليهم ومحاولة التقليل من الخسائر الفادحة .
اقرأ أيضاً
واتهمت القيادات الحوثية “العرادة” بالتسبب بانهيار مؤسسة القتلى التابعة لهم بعد عجزها عن دفع مرتبات قتلاهم والتي وصلت إلى أكثر من 270 الف قتيل وأكثر من 300 ألف جريح ومعاق وفقا لتصريحات ادلى بها القيادي الحوثي “طه جران” احد ابرز المسؤلين عن مؤسسة القتلى الحوثية خلال إجتماع سري للمؤسسة بعد عجزهم عن صرف مرتبات قتلاهم والتي تسببت بتخوف المقاتلين الحوثين من الموت وخسارة أبنائهم كون المليشيا ستتنصل عن دفع مرتباتهم .
وبحسب المصدر الحوثي نفسه، فإن المليشيا بعد أن عجزت عن السيطرة على مأرب وفشلت خطط الخبراء الأجانب، تلقت تعليمات بالاستعانة بضباط الجيش اليمني كونهم على دراية أكبر بالبيئة اليمنية وتم الطلب من ضباط أغلبهم حاصلين على شهادات القيادة والأركان -الماجستير العسكرية-، يتواجدون بمناطق سيطرت المليشيات الحوثية ، لوضع خطط لإسقاط محافظة مأرب، وتم وضع أكثر من خطة شملت تصورات ميدانية للدخول إلى مأرب عبر بوابات أخرى غير محافظة صنعاء وتم التركيز على محافظة البيضاء والجوف .
تنظر القيادات الحوثية لمحافظة مأرب بأنها محراب المقاومة ونموذج للتعايش، استطاع العرادة ورجال مأرب وقادة الجيش والأمن، تحويلها إلى أراض للمقاومة يجتمع فيها جميع الأحزاب السياسية، لا فرق فيها بين إصلاحي ولا مؤتمري ولا سلفي ولا اشتراكي ولا ناصري، ولا مستقل، ولا فرق فيها بين اليمنيين على أساس حزبي أو مناطقي، فمنتسبو المؤسسة العسكرية والأمنية فيها، من أبناء مأرب وعدن وحضرموت والضالع وصنعاء والجوف والبيضاء وريمة وإب وتعز، وعمران وذمار والمحويت وصعدة وأبين وشبوة والمهرة ولحج وكل محافظات الجمهورية.