أرشيف

#عدن_تايم تفتح ملف: دويلة الاخوان في #مـأرب

اخبار من اليمن عدن تايم/ قسم التحقيقاتتتسع دويلة الاخوان في مأرب شرقي اليمن وتتمدد يوما اثر يوم، فيما يتكئ سلطانها “العرادة” على تلميع اعلام الجماعة، لإنجازات الرجل الذي يتكئ أيضا على ما يصفها بالتوجيهات الرئاسية التي منحته حق تبديد الأموال، وارسال مادة الغاز المنزلي لميليشيات الحوثي بصنعاء، كي تسوم به السكان في مناطق سيطرتها سوء العذاب .
يخطط “الإصلاحيون” لتاسيس دولية تمنحهم صلاحيات لا محدودة دون رقيب او حسيب، من مأرب شرقا وحتى تعز جنوبا، ففي الاولى الغنية بالنفط، يمتنع الإصلاح عن توريد إيرادات الغاز الى البنك المركزي في عدن، في حين يصرف مبالغ كبيرة على ما يسمى بالجيش الوطني، “افراد الجماعة وانصارها وعناصرها”، وبميزانية مفتوحة، يمّنُ محافظها على الحكومة الشرعية وعلى ثلاث محافظات بانه يمولها من عائدات الغاز، دون ان يدرك ان الميزانية التي تصرف على قوام الجيش المتواجد في مأرب كفيلة بالنهوض بالمحافظات الثلاث دون منٍّ او استكثار او اذى.
يطمح “الاخوان” لالتهام محافظات كاملة باسم الشرعية والحفاظ عليها، بل يجزمون انهم الشرعية، والشرعية بدونهم لا شيء، هكذا هي احاديثهم في الكواليس.
في عام 2012 م وظّف الإصلاحيون آلاف من انصارهم والمحسوبين عليهم، حتى وصل عدد من تم استيعابهم في الرئاسة فقط اكثر من 150 عنصرا من المحسوبين على الجماعة والموالين لها، ناهيك عن القطاعات الأخرى، كالتربية، والدفاع والداخلية، والقضاء، وهاهم اليوم يعيدون الكرة، ولكن بشهية اكبر وبأعداد اضخم، هذه المرة في مأرب وتعز، حيث يستحوذون على معسكرات كاملة وعلى ميزانيات ضخمة باسم الجيش الوطني والمقاومة في المحافظتين، مأرب، وتعز.

هيكلة الاستخبارات في تعز
ففي تعز كشفت مصادر أمنية عن عملية هيكلة يجريها حزب الإصلاح، للسيطرة على قيادة أجهزة الاستخبارات في تعز، بالتوازي مع إحلال المئات من عناصره ضمن قوام الأجهزة الاستخباراتية.
وأفادت مصادر وثيقة أن شبكة أمنية موالية لحزب الإصلاح، عمدت مؤخراً إلى إحلال عناصر تنتمي لجماعة الإخوان في تعز، في حين تقوم بتسريح العناصر المدربة في شعبة الاستخبارات، وان الحزب يعمل على إحلال 70 عنصراً من أنصاره مكان موظفين رسميين في الاستخبارات.

صفقات تبادل مشبوهة
في أواخر ابريل من العام 2017 نفذت سلطات مأرب الاخوانية عملية إفراج غامضة لأسرى من مليشيا الحوثي وصالح بينهم قيادات عليا، ما دفع مصادر عسكرية في قيادة القوات المسلحة والأمن في مأرب للتحذير من الاستمرار في الإفراج عن قيادات وعناصر حوثية، كان بالإمكان عقد صفقات تبادل أسرى مقابلهم، للإفراج عن قيادات موالية للشرعية ممن هم معتقلين لدى الميليشيات.
حيث تم الإفراج عن قيادي حوثي يدعى نجيب الكشري ويكنى بـ”أبو لقمان”، ويعد من أبرز القيادات الميدانية الحوثية، بل يعد من أهم وأبرز قيادات الصف الأول في جماعة الحوثي، ويعتبر بحجم أبو علي الحاكم ويوسف المداني.
وبحسب المصادر فقد تم الإفراج عن 55 من قيادات وعناصر ميليشيا الحوثي دون أي مقابل، بينهم قيادات رفيعة مقربة من زعيم الجماعة، وتلزم سلطات مأرب الصمت إزاء هذه القضايا.

مصير غامض للأموال المضبوطة
في مطلع شهر أكتوبر الماضي أعلنت السلطات الأمنية في مأرب انها ضبطت اموال مهربة الى الحوثيين، تبلغ مليونين و610 الف دولار امريكي و9 ملايين ريال سعوي كانت على متن سيارة هايلوكس.
وحسب مصادر وثيقة كشفت لـ “عدن تايم” انه سبق وان ضبطت 2مليون دولار في مطلع مايو من العام 2017م، كانت بحوزة قيادي حوثي كبير من سنحان، لكن وبمساومات غامضة تم الافراج عن القيادي الحوثي، ومصادرة المبلغ، دون معرفة الجهة التي ورد اليها، ودور وزارة الداخلية والبنك المركزي في ذلك، وكيف تم التعامل مع تلك الأموال وخصوصا الغير معلن عنها وهي كبيرة.

استغفال للحكومة

العرادة يعتزم تدشين مشروع الصرف الصحي لمدينة مأرب والذي قدرت مصادر اقتصادية تكلفته بـ “مليار ونصف المليار” دولار، رفض العرادة ان تتولى شركة عربية انجاز المشروع، ويصر على ان تنفذه شركة تركية، او صينية، يجري ذلك دون علم الحكومة بالتفاصيل الدقيقة، وان كانت مصادر مقربة من الرجل تزعم انه عرض الامر على التحالف العربي حتى نال الموافقة على تنفيذه، وفي حال نجح فلن يكون هذا المشروع الوحيد، بل مشاريع كثيرة نفذها المحافظ العرادة دون الإعلان عن مناقصات لها او اخضاعها للمنافسة ويتم الامر بالتكليف.
يروج اعلام حزب “الإصلاح” للعرادة صانعا منه بطلا قوميا، في حين يغفل الأموال التي تحت تصرفه، دام انه يغدق على فعاليات الحزب وانشطته السرية، فهو صانع المنجزات، حتى وان كانت بحيرة الغاز هي من صنعت ذلك .

سلطات سلطان النموذجية
يرى الكاتب عبدالله فرحان: ان عملية تسويق نجاحات مأرب الى مصاف العواصم الاوروبية بهدف تقزيم ونسف المحافظات الاخرى خلافا للحقيقة والواقع .
ويضيف في مقال له عن “سلطات سلطان النموذجية “!! : تواصل معي بعض الاصدقاء والمتابعين ممن يعملون في محافظة مارب وخصوصا العسكريين منهم ليخبروني عن حقيقة وضعهم هناك، ليترجاني بعضهم ان نتبنى وبقوة قضية المطالبة بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ نصف عام حيث جاء في احدى الرسائل بان اخر راتب تم صرفه من قبل قيادة الجيش كان في شهر يونيو 2018 ليعقبه توقف الصرف 6 اشهر حتى اليوم باستثناء صرف نصف مكرمة لمرة واحده بقيمة 500 ريال سعودي.
ويشير “فرحان” إلى أن نموذج الدولة في تعز والذي يحاربه الاخوان يظل متقدم بالنظر الى نظيره في مأرب التي مازالت تعمل وفق نظام المقاولات والتبديل المزاجي دون تثبيت رسمي لعناصر الجيش حد قوله.

دولة المقاولات والقبيلة
وهو ما يؤكد – بحسب فرحان – عدم حضور الدولة بعملها المؤسسي في الجيش والامن بمأرب والحال نفسه ايضا بعدم حضور الدولة المؤسسية في التعامل المالي ايضا لعمليات الايراد الضريبي والموازنة المؤسسية وربط العمليات المالية الحكومية لدى فرع البنك المركزي في المحافظة بوزارة المالية ورئاسة الوزراء والبنك المركزي بالعاصمة عدن لتستمر سلطات مارب المحلية تعمل بطريقة عشوائية قبلية بعيدة عن المؤسسية وتجسيد استعادة بناء الدولة المنعدمة تماما في مارب ..
ويرى “فرحان” انه ورغم حضور الدولة والدعم الكبير الذي يفوق ميزانية دولة الذي تقدمة الحكومة ودول الخليج لمأرب الا انها لم تستكمل التحرير منذ 4 سنوات حتى اليوم فجبال هيلان ومناطق صرواح ومديريات اخرى هي نفسها عند وضعية التقاسم العسكري قبل ثلاث سنوات ومازالت مأرب تحت نيران الحوثيين … !!

ترقيات حزبية

يقول احد منتسبي الجيش في مأرب من المنتمين لـ “الاخوان” انه يتسلم ما بين (200 الى 250) الف ريال مرتبا شهريا، لكنه يقول ان هذا الراتب قد لا يأتي بوقته لكنه منتظما في الصرف، ولميفصح عن المعايير المتعبة في اعتماد رواتب عالية لا يتحصل عليها نظرائه في بقية الوحدات والتشكيلات العسكرية في بقية المحافظات المحررة.
ولم يقف عبث دولة مأرب الاخوانية عند هذا الحد، بل تعداه الى العبث بالرتب العسكرية والترقيات، ليس وفقا لمعايير وشروط عسكرية معمول بها ومتعارف عليها، في وحدات الجيش اليمني، والاكاديميات العسكرية، بل وفقا للانتماء الحزبي، والانقياد لتوجيهات “تنظيم الاخوان”، يقول أحدهم اخي يعمل منذ اكثر من عشرين عاما في الجيش اليمني، بينما شقيقي الذي لم يمضِ في “مأرب” اكثر من ثلاث سنوات اصبح برتبة نقيب، وراتبه ثلاثة اضعاف لراتب اخي الذي شاب رأسه وهو في الجيش اليمني، وعن المعيار، قال ذلك التحق بتشكيلات “الاخوان” بمأرب، بينما شقيقي الاكبر منضبط بالتراتبية العسكرية وقوانين الترقيات العسكرية لايزال دون تلك الرتبة بمستويات.

تلاعب وفساد وخيانات
هذ الامر دفع الخبير الامني محمد الولص بحيبح إلى كتابة بلاغ الى مفتش عام القوات المسلحة اشار فيه الى هناك تلاعب وفساد كبير ونهب مستمر في دوائر الجيش الوطني في التأمين الفني وفي التسليح وفي الإمداد والتموين في الاستخبارات العسكرية في العمليات في شئون الأفراد في الاتصالات العسكرية ووصف بحبيح ذلك ذلك بانها خيانات واضحة لصالح الحوثيين.
وفي حديث لمسؤولين عسكريين في مأرب لا ينتمون لـ “الاخوان” أشاروا الى ان من اسباب الخيانات التي تحدث في بعض الجبهات والمواقع، تعود بدرجة أساسية الى اتباع معايير غير عادلة في الترقيات والتعيينات العسكرية، تقوم على الانتماء للجماعة، والواسطات، والمعرفة بالمقربين من الجنرال علي محسن، دون وعدم مراعاة الاقدمية، والكفاءة والانضباط، وهوما يدفع البعض الى الانتقام بطريقته من هذا السلوك، ليصبح الشك سائدا في اطر هكذه.
ذلك غيض من فيض عن دولة الإصلاح “الاخوان” في مأرب، المح اليه بشكل غير مباشر بيان المؤتمر الشعبي العام في المحافظة الصادر في نوفمبر الماضي، والذي حذر فيه من الاستمرار في سياسة الاقصاء والتهميش، لمن لا ينتمون الى الجماعة، التي تتوسع في طموحها ونفوذها كأخطبوط في مأرب وفي الحكومة الشرعية، وهو ما يستدعي تدخلا مباشرا من مؤسسة الرئاسة والحكومة وإخضاع إيرادات المحافظة لرقابة مالية من قبل البنك المركزي والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، والقيام بغربلة شاملة لقوام الجيش والامن هناك، ومطالبة محافظة مأرب بالكشف عن الذمة المالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى