أرشيف

"الخليج": زيارة ترامب السرية لقاعدة بالعراق تعد انتهاكاً لسيادة دولة مستقلة

اخبار من اليمن قالت صحيفة خليجية، إن الزيارة السرية المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى قاعدة “عين الأسد” في غرب العراق، قبل يومين، تحمل في طياتها الكثير من الرسائل السياسية التي أراد ترامب أن يوجهها إلى العراقيين، وإلى غيرهم في المنطقة، والعالم.

وأضافت صحيفة “الخليج” الصادرة اليوم السبت – تابعها “اليمن العربي” – أنه من حيث المبدأ، ومن منظور العلاقات الدولية، تعتبر الزيارة انتهاكاً لسيادة دولة مستقلة، لأنها تمت من دون علم المسؤولين العراقيين، وعلى أرضهم، حتى إن قام السفير الأمريكي في بغداد بإطلاع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عليها قبل ساعتين، لأن هذا العِلم والخبر لا يتمّان فيما الطائرة الرئاسية الأمريكية تقترب من الأجواء العراقية، أي أنها زيارة بقوة الأمر الواقع.

وأوضحت أن الزيارة التي تمت، تعتبر تسللاً إلى العراق في ظلمة الليل، وإلى قاعدة عسكرية أمريكية داخل الأراضي العراقية، من دون إذن، أو إجراءات بروتوكولية متعارف عليها، الأمر الذي استفز كل المسؤولين العراقيين “رئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب” الذين رفضوا التواجد في قاعدة “عين الأسد” لاستقبال رئيس دولة عظمى انتهك سيادة بلدهم، واستخفّ بهم، كما أثار موجة استياء عارمة لدى معظم الأحزاب والقوى السياسية العراقية التي استفزتها الزيارة السرية، وما جاء فيها من مواقف أدلى بها الرئيس الأمريكي تعتبر استفزازاً للعراقيين، والدول المجاورة.

ولفتت إلى أن قاعدة “عين الأسد” هي واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية الـ 13 المتواجدة في العراق، حيث يقدر عدد الجنود الأمريكيين في هذه القواعد بثمانية آلاف جندي، وهؤلاء من المفترض أنهم يعملون كمستشارين، وخبراء، ومدربين، وفقاً للاتفاق الأمني الموقع بين البلدين بعد الاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية عام 2011 ..لكن ما أعلنه ترامب خلال هذه الزيارة يشير إلى عكس ذلك، فهو ينظر إلى هذا الوجود العسكري على أنه احتلال، وهو من هذا المنطلق قام بزيارة بلد يخضع للاحتلال الأمريكي، وبالتالي لا ضرورة لإبلاغ المسؤولين العراقيين مسبقاً بزيارته ..وهو عندما يؤكد على عدم وجود خطط لسحب هذه القوات فهو يؤكد على وجودها كقوات احتلال، ربما لأنه لا يزال يعتقد بإمكانية وضع اليد على النفط العراقي، انطلاقاً من قناعته التي كشف عنها خلال حملته الانتخابية، إذ قال في حوار مع محطة “إي بي سي” إن الولايات المتحدة “كان عليها أن تضع يدها على النفط العراقي” عندما احتلته العام 2003.

وذكرت الصحيفة أنه من هذا المنطلق أراد ترامب أن يحدد مهمة الوجود العسكري الأمريكي في العراق بالقول “إن الجيش الأمريكي قد يتخذ العراق قاعدة لشن عمليات داخل الأراضي السورية”، أي أنه يرى أن هذا الوجود يخضع لإمرة الولايات المتحدة وحدها، ولخدمة أهدافها، ولا علاقة للعراقيين بهذا الوجود على أرضهم، ورغماً عنهم ..هو ذروة الاستفزاز، والتحدي، والاستهتار بكل القيم، والعلاقات الدولية، واللياقات السياسية والدبلوماسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى