أرشيف

تقرير خاص- 2018 عام انهيار الريال والمفاجئات السياسية

اخبار من اليمن تقرير/فاطمة العبادي :
مر اليمنيين خلال عام 2018 بالعديد من المصاعب والعقبات على المستوى السياسي و الاقتصادي والصحي , بالنسبة للعام التعليمي فقد كان عام 2018 عام دراسي مهدد بالتوقف بين الحين والاخر , ولعل الفترة الأصعب في مطلع العام الدراسي الحالي عندما طالبت نقابة المتقاعدين الجنوبيين, ببعض حقوق تحفظ للمعلم العيش الكريم في ظل الوضع الاقتصادي المزري الذي مرت به البلاد , ولم تلقى النقابة أي تفاعل ايجابي من الحكومة على جملة المطالب التي وضعتها النقابة , مما أدى إلى إعلان الإضراب الشامل في كافة المدارس الحكومية .
وشهد التعليم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وضعا كارثيا، فهناك أطفالا حرموا من مقاعد الدراسة بسبب الفقر والحاجة وكان النصيب الأكبر من الحرمان للنازحين من مناطق الصراع الذين تركوا منازلهم ومدارسهم باحثين عن مأوى امن يحتضنهم .
وشكلت أزمة انقطاع رواتب المعلمين في بعض مناطق الصراع ازمة حقيقة للكادر التربوي والتعليمي , حين خلفت تشريد مئات العاملين والاسر، فوفقاً لمنظمة “يونيسف”، فإن توقف رواتب المعلمين يهدد بحرمان 4.5 ملايين طفل في اليمن من الدراسة، ويعرض 13 ألف مدرسة تمثل حوالي 78 % من إجمالي المدارس في اليمن، لخطر الإغلاق.
وحلت السعودية والإمارات بعض من تلك الأزمة حين أعلنتا عن تبرعهما 70 مليون دولار أمريكى لتقليص فجوة رواتب المعلمين بالتنسيق مع منظمة اليونسيف، مما سوف يسهم فى توفير رواتب 135000 من الكوادر التعليمية.

اقتصاد منهار:

لقد مرت اليمن بأكبر أزمة اقتصادية في حياتها , حين تهاوى احتياط البنك المركزي , وإيرادات البلاد من النقد الأجنبي
وحذّرت الأمم المتحدة، في 29 سبتمبر الجاري، من مجاعة حقيقية تهدد اليمن على خلفية تهاوي الريال، وقالت في تقرير إن “تكلفة المواد الغذائية الأساسية باتت في غير متناول العديد من الناس”.
ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي أمام ريال اليمني في سبتمبر , إلى 760 ريال في العاصمة المؤقتة عدن وكما وصل صرف الريال السعودي إلى 200 ريال يمني.
وفي أغسطس، ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير له أن ما يقرب من 18 مليون يمني لا يعرفون من أين تأتي وجباتهم المقبلة، في حين يعيش أكثر من 8 ملايين منهم في جوع شديد، ويعتمدون كلياً على المساعدات الغذائية الخارجية.

وقال مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، في ديسمبر, إن توفير الاحتياجات الأساسية للسكان في اليمن خلال العام المقبل 2019، سيتطلب توفير تمويل بقيمة 4 مليارات دولار، بحسب بيان على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة
ومنذ تعيين معين عبدالملك رئيسا للوزراء في 15 اكتوبر 2018م , اكد بالتزام حكومته بتحسين الأوضاع الاقتصادية وذلك فى أول زيارة له إلى عدن، المقر المؤقت للسلطة المعترف بها دوليا.
وفي مطلع نوفمبر بدا الريال اليمني بالتعافي أمام العملات الأجنبية، ووصل سعر الدولار إلى 520 ريالاً , و سعر الريال السعودي وصل إلى 135 في صنعاء، و137 في تعز، و139 في العاصمة المؤقتة عدن.

الشأن السياسي :

إزاء الوضع السياسي الذي تشهده البلاد نظم في السادس من ديسمبر , مشاورات بين الأطراف اليمنية ترعاها الأمم المتحدة في السويد لأجل بحث الخطوط الرئيسية للتسوية. و إجراءات بناء الثقة،وهي مثلث أضلاعه “إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وفتح مطار صنعاء و “خفض التصعيد”
وبحسب ما جاء في موقع “العربي الجديد” أن يتم إرجاء ملف التسوية الاقتصادية إلى جولة المشاورات المقبلة المقرر أن تنعقد في جيبوتي أو الكويت مطلع يناير/ كانون الثاني من العام القادم 2019.
وتواصل المليشيا الحوثية اختراقها للهدنة في الحديدة منذ اليوم لإعلان المشاورات ’ الأمر الذي أربك السكان واثأر قلقهم, خشية عدم تحقق الهدنة المتفق عليها.

الوضع الصحي :

خلف النزاع السياسي والحرب أزمة صحية وكوارث إنسانية لامست كافة المحفظات اليمنية , واختلفت درجة الإصابة من منطقة لأخرى , وتزايدت حدة الإصابة بالعديد من الأمراض أولها الكوليرا وأخرها مرض الدفتيريا خلال الفترة الأخيرة من العام الجاري .
ولعل الصعب هو عدم التعامل مع المرض بشكل سريع وفعال مما يؤدي إلى زيادة أعداد المصابين , وتعرض معظم المواطنين إلى الوفاة , وازدادت أعداد الوفيات من الأطفال الخدج وصغار السن بسبب سوء التغذية الذي خلفه الوضع الاقتصادي في البلاد.
وحدد في عام 2018 أن الحديدة كان لها الوضع الاسوء من ذلك ,حين قالت منظمة الصحة العالمية ,في يوليو ، في بيان، إن الوضع الصحي في مدينة الحديدة غربي اليمن، هو الأسوأ في اليمن، ويزداد خطورة كل يوم مع احتدام الصراع .
وحذرت الأمم المتحدة في مطلع ديسمبر , ن يقترب من “كارثة كبرى”، مشيرة إلى أن المساعدات التي يحتاج إليها البلد الفقير الغارق في نزاع مسلح ستكون “أكبر بكثير” في 2019.

وأوضح الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ليمن مسرح أكبر عملية إنسانية في العالم، لكن في العام 2019 سيكون بحاجة إلى مساعدة أكبر بكثير”، مشيرا إلى أن الدول المانحة قدّمت 2,3 مليار دولار في 2018 أي نحو 80 % من قيمة خطة الاستجابة التي وضعتها الأمم المتحدة.
وتفاقمت كل تلك الصعوبات على عاتق النازحين إذ يواجه النازحون في اليمن حالة حادة من انعدام الأمن ولديهم احتياجات أساسية. ويبلغ عدد النازحين في اليمن مليونا شخص تقريبًا، يعيش غالبيتهم مع عائلات مضيفة أو في سكن بالإيجار، بينما يعيش آخرون في مخيمات مؤقتة. وبالإضافة إلى ذلك، فاقم هذا الوضع الضغوط التي تنوء بحملها العائلات المضيفة التي تواجه بنفسها صنوفًا من الاستضعاف.
ورغم المفاجئات يأمل اليمنيين في عام 2019 أن يتحسن الوضع الاقتصادي والاجتماعي وان تقف الحرب في عموم البلاد وان يتحقق حل ينهي المعاناة الممتدة منذ 4 اعوام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى