هكذا تحولت "عدن" إلى ساحة لغوغاء الفساد؟

اخبار من اليمن هل ستمنح وسام البناء والتنوير؟ أم ستغرق بوسام التهميش والضّياع؟
2018/12/30م الساعة 11:01 PM (“الأمناء” تقرير / يوسف الحزيبي:)
عُرفت مدينة عدن (العاصمة الجنوبية) منذُ الأزل بموقعها الاستراتيجي، وحضارتها وثقافة مجتمعها المدني المسالم، وجمال الطبيعة فيها، الذي يبهر كل من زارها ويجذبه للمكوث فيها نسبةً لما فيها من جمال وروعة قد تجعل حياة الفرد هنية وسعيدةً برقة وروعة وجمال مدينة عدن الحبيبة.
لكن ما يؤسفنا اليوم هو دفن حضارة مدينة عدن ببطئ، حيث اصبحت اليوم مشهداً للقمامات وطفح المجاري الذي يغير مشهد المدينة الى واقعٍ يرثى له، فكم من مناصبٍ وزعت على حساب المدينة لكفالتها ولكن التغير يصبح غير جدياً لما جعل عدن اليوم قابلة للتهميش ودفن حضارتها التاريخية والأثرية، فهل يا ترى ستمنح العاصمة الجنوبية عدن في الأيام القادمة وسام البناء والتنوير؟ أم انها ستغرق بوسامها الحالي بالتهميش والضياع لتصبح ساحة لغوغاء الفساد والفاسدين الذين يتربصوا بثقب السلطة الشرعية ويتشدقون في مهارتهم السياسية التي اضاعت الوطن بشكل عام وجعلتهم يتجاهلون ثمن عدن وتاريخها العريق؟
فمادام وإن السياسيون الذين هم في ثقب السلطة الشرعية اليوم والانتهازيون والمنافقون مستمرون في خندقهم المخادع، من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير، وحتى لا نكون مثاليين، فإن السياسة عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا، والازدواجية، لكن الأمر عندنا قد زاد وكثر، وتخطى كل المسموح به عالمياً ومحلياً، بينما توزيع المناصب في الشرعية نراه يوماً بعد يوم ونسمع عن تصاريح الإصلاح والبناء وغيره ولكن التغيير لا يجيد فقط يزداد الواقع تضخماً في السوء والتردي وكأنك يا أبوزيد «لا رحت ولا غيرت ولا جيت» ولا نقصد عودة فلول من هنا أو هناك، فطبيعى أننا لا نمسك للناس مقصلة أو نحاكم النوايا، لكن الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء، وانتهازيين باتفاق الأدلة، يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الناصحين، بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى السياسة، ويطالب بالتطهير والمكاشفة، بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم، وفى حال فوز هؤلاء ووصولهم إلى مناصب تنفيذية، أو تشريعية يعنى أن فيروس الفساد يسكن القلب، وأن هناك لم تكون اي جدوى او فائدة، ومعنى أن بعض الفاسدين الذين يتمسكوا بزمام السلطة بالشرعية اليمنية قاصدون في الفساد وقرناء مع عصابات الشر والفساد بالداخل والخارج، ومازالوا مستمرين بضياع اي إمكانية للتغيير.
بين الأمس واليوم
الناشطة والكاتبة الجنوبية خولة فريد تخط في رحال سطورها دوماً وتحصرها بين اليوم والأمس إذا قالت “بين سطر وحروف كلماته آلاف الشعور تموت، وبين التفكير بالأمس والنظر لحدث اليوم ملايين الأفكار تقتل، بين كلمه وفراغها حضارةً انتكست، بين أمس واليوم فراغ شاسع لم يمتلئ بعد، بين أعوام التسعينيات واليوم اسم مبروز يختفي بالتشطيب تدريجاً.. إنها عدن حضارةً مدفونة حية!”.
واضافت لـ”الأمناء”: “عدن احد الأسماء لجنات الرحمن بالأخرة، وكانت احدى جنات العالم بالتسعينيات.. عدن مدينه راقية بما صنعت وبما احتوت وبما صبرت عن الآمها، تتعمق بجراحها وتسيل دموعها بشكل دائم لكنها تبتسم وتقف من جديد”.
وتابعت “قلبي عدن ككل الأشباح العدوانية تريد انتكاسته اسمك، واختفاء مجدك، كلهم يسعون لتدميرك رغم احتضانك لكل الفئات وكل الجنسيات، عدن ارقى المدن وأعمقها تاريخا ،لكنها تشهد انعكاسات تميتها تدريجاً، كانت وما زالت محل لأطماع الكثير منذ استعمارها البريطاني إلى أخر استعمارها الشيعي”.
واستطردت “كل الاشباح الظاهرة والخفية تطمع بها وبما تحتوي من حضارات مدفونة، لكنها رغم تلاشى جروحها على كافة جسدها الا انها تبتسم من جديد وتقف وتتحدى لتعلن مع شروق كل شمس غداً سأكون افضل!!”.
وقالت “تزرعين الورد لهم ويجازونك بقطف الورد ورمي شوكه على رصيف شوارعك، تتلقين ملايين اللكمات القوية وتنظرين لهم بابتسامة أمل مجروحة غير متوقعة، تبتسمين لتخبري أبنائك المحبين سنكون يوما ما نريد، تبتسمين لكي لا يرى أبنائك انكسارك فينكسرون ،قدمتي آلاف التضحيات من الشهداء وما زلتي تقدمي ،لكن كيف ستنهضي وكل الأعداء ضدك.. فكلهم يخفون اسمك تدريجاً من اعدائك المصادقين لك ،ومن أبناءك العصاة الذين أشقيتي عمرك بتربيتهم ويكبرون ليتمردوا ضدك، ما بال قلبي عدن تبتسم ودموعها دارفة ؟!!”.
واضافت “هذا يعادي وذاك يخرب وابن يظهر اخلاصه ليصافح طرف أخر ويمد يدك من تحت الطاولة ليستلم رشوته، وكل ذلك نهاية سبيلة انتي وهم، لكن لن يدركون قيمة ذلك الا بانتهاء وقت سلطتهم، فبالفعل ان استطعنا إقناع الذباب بان الزهور اجمل من القمامة حينها سنستطيع إقناع كل المفسدين بأن الوطن اغلى من المال ..لكن كلهم ما يدركوا ذلك الا بانتهاء وقت سلطتهم، ويأتي غيرهم ويتكرر نفس سيناريو المسلسل بعد ما دمروا وقتلوا وعمموا الانتكاس الذي اخفى ذاك الاسم المبروز.. فمتى ستعود عدن ومجرى أفراحها؟ ومتى سيعم الأمان الدائم فيها؟”.
“عدن”.. ساحة تصارع الاحزاب
من جانبه، قال الناشط ياسين الهاشمي “اصبحت العاصمة عدن اليوم في حالة يرثى لها فقد اصيبت بحمى المستنقعات، وفيروس الجدري، وورم خبيث يتفشى او يتولد في خلاياها، وسبب اصابتها بتلك الامراض القاتلة، هي كثرة الاحزاب السياسية، والساسة الذين يقطنون فيها”.
واضاف لـ”الأمناء”: “اصبح الوضع المأساوي يتدفق كسيول جارفة في هذه المدينة الإستراتيجية، وقلقلة وضعها وزعزعة نظامها، وتدار هذه القلقلات من المطابخ الاعلامية التي تستخدمها الاحزاب المعارضة ضد من يريد بناء عدن، لتنهض وتعود الى الحياة كما كانت قديما”.
وتابع “حرب إعلامية شعواء تمارسها بعض الاحزاب عبر التواصل الاجتماعي ومواقعهم الخاصة لزرع الفتن في الشارع العدني، لن نقول انها لم تنجح تلك الاحزاب، بل نجحت في بعض خططها التدميرية، باستخدام بعض المتنفذين والباسطين، لممتلكات الدولة، ودعمهم ماديا ومعنويا.. ومن المؤسف جدا ان تلك الاحزاب اشترت من كانوا يريدون بناء عدن، بأموال باهظة الثمن، وإستخدامهم في هدم ما تم بنائه”.
واستطرد “لذا فإن وجود الاحزاب المعارضة في عدن هي من تولد الصراعات وهي من تؤججها للوصول الى وجهتها المأمولة وهو العبث بهذه المدينة الاستراتيجية”.
وقال الهاشمي “لهذا نقول ان البلد التي لها حزب واحد هي من تنعم بالأمن والأمان، وتعانق النهضة العالمية، والبلد التي تكثر فيها الاحزاب المعارضة التي تريد السيطرة والهيمنة هنا نقرأ على ذلك الموطن السلام”.
بادرة طيبة
الجدير بالذكر إننا نرى هذه الإيام بدارة طيبة وهي تنظيف شوارع العاصمة التي تكدست بالقمامات والمجاري ومن ناحية اخرى نرى هناك مبادرات شبابية ثقافية مجتمعية ونشاطات اجتماعية في فتح ورشات عمل متنوعة في المجال التنموي والحقوقي، كما ان هناك تحرك امني يسعى لإيقاف الظواهر التي تفشت بالعاصمة عدن مؤخراً ومنها اطلاق الأعيرة النارية في الاعراس بالمدينة وانتشار حمل السلاح فيها، لذلك ما يقدمه اللواء شلال شائع في هذه الايام بمواجهة الظواهر المخلة بالمجتمع العدني الخاصة في الجانب الأمني حيث انه كل يوم يكتشف مخازن وثكنات للإرهابين الذين يسعون لزعزعة امن العاصمة عدن، ولكن مدير عام شرطة عدن اللواء شلال شائع قد كان لهم بالمرصاد ويسعى جاهداً لمحاربة كل ظاهرة تسيئ بهذا المجتمع ولا يسعنا هنا إلا ان احيي اللواء شلال علي شائع على جهوده العظيمة في متابعة وكشف خلايا الفساد وثكناتهم الذي يتحصنون فيها ونأمل من ابناء عدن وساكنيها بأن يقفوا الى جانب الأمن وعليهم بالمساندة في كشف كل خلايا نائمة وابلاغ الأمن فيها لنبني مدينة عدن وليعود السلام والجمال فيها حيثما كانت.