جماعة الحوثي تعترف بـ”الوساطة السعودية” وخبير عسكري يعلق: اطمأنوا فقد جاءوا للرياض راكعين
اخبار من اليمن اعترفت جماعة الحوثي التابعة لإيران، بدور المملكة العربية السعودية كـ”وسيط” في المفاوضات الجارية بالرياض بين الأطراف اليمنية برعاية سعودية عمانية.
وقال ناطق وفد جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، إن النقاشات في الملف الإنسانية مهمة أساسية لوفد جماعته في التفاوض “مع الطرف السعودي ودول العدوان والمجتمع الدولي” حسب تعبيره.
وطوال السنوات الماضية، يرفض الحوثيون الذهاب إلى الرياض لإجراء مفاوضات بشأن الحرب باليمن وتداعياتها، واصفين السعودية بدولة المعتدية عليهم، لكنهم اليوم تناسوا كل شعاراتهم السابقة، وهرولوا إلى الرياض معية الوفد العماني.
هروب وانتصار وهمي
اقرأ أيضاً
وبشأن ذلك، قال الخبير العسكري، العميد الركن، محمد عبدالله الكميم، إن الحوثيين ذهبوا للرياض للهروب من ضغوط الشارع المطالب بالمرتبات والحقوق الإنسانية المسلوبة في مناطق سيطرتهم.
وقال الخبير الكميم: “اطمأنوا اطمأنوا”، مؤكدًا أن المليشيات الحوثية لن تلتزم بأي اتفاق ولو تعهدت به داخل الكعبة المشرفة – حسب تعبيره – لافتًا إلى أن الحوثيين يحاولون إخراج انتصار وهمي في المعركة التي “انداسوا فيها وخسروا خسائر فادحة وباهضة ولم يحققوا نصرا ولكن وطنا ممزق ومدمر وجوع وفقر وفقدان كرامة”.
وأضاف: “وفي النهاية ستعود الحرب إن آجلا او عاجلاً ، فنحن لن نتعايش معم ولن يكون هناك سلام بيننا وبينهم ولو حضر العالم كله بيننا، وقد قلناها مليون مرة يا نحن ياهم ، هي معركة حياة او موت ، نكون او لا نكون”.
اعتراف بالوساطة السعودية
وتابع: “ولكن يكفي من زيارة وفد صعدة للرياض انهم اعترفوا بوساطة السعودية وجاءوها راكعين خاضعين ، واظهروا انهم ضحوا بنص مليون من ابناء اليمن للشارع بلا قيمة وبلا سبب ولا هدف”.
وأردف: “ولو صدقوا الزعيم من يومه كان خلصت الحرب من زمان وقد كان طلب حوار مع السعودية الند للند ، ولكنهم عادوا وارجلهم فوق رقابهم مهانين مذلولين ، والسعودية وسيط “.
المرتبات والحرب القادمة
وقال الخبير العسكري العميد الركن محمد الكميم إن الحوثيين “لو صدقوا في موضوع المرتبات” فستكون من إيرادات الدولة بمناطق سيطرتهم أولًا وبحسب كشوفات 2014، ويتم صرفها للموظفين يدُا بيد “وهذا ماكان يرفضه الحوثيراني منذ البداية”.
وأكد الكميم أن الحوثيين لن يصدقوا بملف المرتبات ولن ينفذوا أي اتفاق بشأنه، ثم يتهمون التحالف والشرعية بعدم التنفيذ، محاولة للخداع وإسقاط الحجة القائمة عليهم.
وأضاف متحدثًا عن الحوثي: “ثم يخوض حرباً جديدة ، وهذا ماحصل في ١٠٠ انفاقية سبقت من ٢٠٠٤م لليوم، وكان اخرها اتفاق استوكهولم والهدنة الأخيرة والتي رفض تنفيذ مايخصه من الاتفاق ونهب مرتبات الموظفين من عوائد ميناء الحديدة”.
وأتم قوله: “عموماً هم يعلمون ويعملون للحرب ونحم نعلم ونعمل للحرب والتحالف يعلم ويعمل للحري، والكل مدرك بأن لاحلول أبداً وكلُ يعمل من اجل معركة الحسم ، لذلك نؤكد أن المعركة مستمرة ولن تنتهي الا بزوال الحوثيراني ولا غير”.
إعلان سعودي رسمي
ومساء اليوم، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا بشأن زيارة وفد مليشيات الحوثي التابعة لإيران، إلى الرياض لاستكمال المفاوضات السابقة، بمعية الوفد العماني.
وقالت الخارجية في البيان الذي اطلع عليه “المشهد اليمني” إنها وجهت دعوة رسمية لوفد المليشيات الحوثية بصنعاء، لزيارة الرياض واستكمال المشاورات بناء على مبادرات سعودية سابقة.
وجاء في البيان: “متداداً للمبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس 2021م، واستمراراً لللقاءات والمناقشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن / محمد آل جابر وبمشاركة الأخوة في سلطنة عمان بصنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ الموافق 8 إلى 13 أبريل 2023م واستمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان للوصول إلى اتفاق دائم ومستمر وقف إطلاق النار الشامل في اليمن والتوصل إلى حل سياسي مستدام ومقبول لدى جميع الأطراف اليمنية، وقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والمباحثات “.
ومساء اليوم وصل وفد مليشيات الحوثي إلى العاصمة السعودية الرياض، بمعية الوفد العماني الذي كان قد وصل قبل ذلك بساعات إلى العاصمة صنعاء، والتقى قيادات حوثية بينها رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للانقلاب، مهدي المشاط.