اخبار اليمن

أب يحتضن ابنته في حفل تخرجها بعد غياب 10 سنوات ويثير جدلاً واسعًا في اليمن

في لحظة مؤثرة، انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي في اليمن مقطع فيديو يظهر أبًا يحتضن ابنته في حفل تخرجها من إحدى جامعات تعز. تصاعدت عواطف الحاضرين عندما لاحظت الطالبة أن والدها، الذي غاب عنها بعد أن عاش مغتربًا لمدة عشرة أعوام، قد جاء مفاجئًا ليشاطرها لحظة فخرها في يوم تخرجها.

يتطرق الفيديو إلى أحاسيس مختلطة من الفرح والخوف من فقدان اللحظات الثمينة بسبب الغربة، حيث النشوة تحيط بمشاهد الأب وهو يضم ابنته، مما أثار جدلاً واسعًا بين اليمنيين. بعض التعليقات اعتبرت مشهد احتضان الأب لابنته طبيعياً في إطار خصوصية العلاقة الأسرية، بينما انتقد آخرون الأمر باعتباره مخالفًا للأعراف، حتى مع كونه والدها.

تعليق الناشطة توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أكد على ضرورة احترام الأباء والأبناء، مشيرة إلى أن القيم الأخلاقية الحقيقية يجب أن تكون بعيدة عن حرمان الأفراد من التعبير عن مشاعرهم. بينما علق الكاتب الصحفي أحمد الشلفي على ما وصفه بالتدهور الأخلاقي، مبرزًا الحاجة لفهم أعمق للأبعاد الاجتماعية لمثل تلك المشاهد.

وتساءل الأكاديمي يحيى الأحمدي عن كيفية تعرض الأسر الأخرى لمثل هذه الحالات في ضوء التغيرات الثقافية. وأكد على ضرورة تجنب التطرف الفكري الذي قد يسود في المجتمعات، مشددًا على أن القيم الحقيقية للدين تدعو للتراحم والمودة.

من جانب آخر، أعرب الكثيرون عن مشاعرهم، حيث وصف الخبير الرقمي رامز ابن المقطري ردود الفعل السلبية بأنها تعكس جانبًا مظلمًا في النفس البشرية. ودعا إلى رؤية أبوة الأب كرمز للمحبة بدلاً من الانتقاد.

التفاعل العاطفي حول هذا الفيديو لم يقف عند التعليقات السلبية فحسب، فقد شارك آخرون تجارب مماثلة وحالات مؤثرة، مما يعكس عمق العلاقات الأسرية في ثقافة التضحيات والحنان، خاصة في أوقات الشدائد.

وترى الناشطة فاطمة الأغبري فيه صورة تمثل الحب الحقيقي، فيما عانت ابها عقيل من عواطف مشابهة، معبرة عن مشاعر الفرح والفقد الذي تواجهه العديد من الأسر بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية.

تجسد تلك اللحظة الإنسانية البسيطة والمليئة بالعواطف العميقة التحديات التي يواجهها الكثير من اليمنيين في ظل الظروف الحالية، وتعكس قوة الروابط الأسرية حتى في أحلك الأوقات.

مصدر الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى