تحرير نائل البرغوثي بعد 45 عاماً في السجون الإسرائيلية في صفقة تبادل مع حماس

وصل الفلسطيني نائل البرغوثي، الذي قضى أكثر من أربعة عقود في السجون الإسرائيلية، إلى مصر يوم الخميس، برفقة 79 فلسطينياً آخرين، في إطار عملية تبادل رهائن ومعتقلين بين حركة حماس وإسرائيل. جاء ذلك في ظل هدنة هشة في قطاع غزة.
أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن البرغوثي، الذي أمضى 45 عاماً في السجن، تعرض لظروف قاسية خطر خلالها بحياته. من بين المفرج عنهم، تمّ نقل 79 فلسطينياً إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وكانوا بشكل عام من ذوي الأحكام العالية في إسرائيل.
وعبر البرغوثي، الذي يُعتبر عميد الأسرى الفلسطينيين، عن شكره لكل من ساهم في إطلاق سراح الأسرى. كما أشار إلى أن صمود أهل غزة يستحق امتناناً خاصاً، وأن معاناتهم تفوق أي أقوال قد تُنقل. وأكد أن “ما فعله الاحتلال لا يساوي بقاء فرد فلسطيني واحد في القطاع”.
ووجه البرغوثي رسالة إلى الفلسطينيين وأحرار العالم، مفادها أن الهدف الأساسي يبقى توحيد الأمة العربية وتحرير فلسطين. وشدد على أن حريته لن تكتمل إلا بحرية غزة وفلسطين، معرباً عن قسوة الظروف التي يعيشها الأسرى في ظل الاحتلال. ولفت إلى أن الاحتلال يمارس جميع أشكال التنكيل بالأسرى، مما يظهر قلة إنسانية المعتقلين.
كما أكد البرغوثي ضرورة تحرير كافة التراب الفلسطيني، مشيداً بالمقاومة التي أظهرت قدرتها على مواجهة الاحتلال. ورفض البرغوثي في البداية فكرة الإبعاد، لكنه وافق لاحقاً للحفاظ على وحدة جهود الأسرى، مبيناً أن قرار المخابرات المصرية يسمح لعائلات الأسرى بالالتحاق بهم في القاهرة.
تاريخ البرغوثي مليء بالتحديات؛ فقد كان محكوماً بالسجن المؤبد بسبب اتهامات متعلقة بقتل ضابط إسرائيلي وشن هجمات على أهداف إسرائيلية. أُفرج عنه سابقًا في صفقة تبادل مع إسرائيل عام 2011، لكنه أُعيد اعتقاله في عام 2014، مما أعاد تطبيق حكم المؤبد عليه.
زوجته، إيمان نافع، وصفت قرار إبعاده بأنه “عقوبة جديدة” تُضاف إلى معاناته، وأكّدت أن هذا يعتبر من أقصى العقوبات التي يمكن أن يتعرض لها إنسان.
في موازاة ذلك، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية عن الإفراج عن 643 معتقلاً فلسطينياً بعد استعادة جثث أربعة رهائن خلال أحدث عملية تبادل، ما يعد خطوة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين في غزة.