معهد كارنيغي يكشف عن تعزيز الحوثي لعلاقاتها مع مليشيا الحشد الشعبي في العراق لاستغلال النفوذ الإقليمي

كشف معهد كارنيغي للشرق الأوسط عن جهود جماعة الحوثي لتعزيز وجودها الإقليمي من خلال إقامة تحالفات مع مليشيا الحشد الشعبي في العراق. وأشار المعهد إلى أن الحوثيين في اليمن يسعون إلى تعزيز علاقاتهم مع الحشد الشعبي، مما يوفر لهم فوائد سياسية، اقتصادية، عسكرية، وجيوسياسية، بالإضافة إلى الضغط على دول الخليج.
وأضاف المعهد أن الحوثيين قد برزوا كجزء من محور المقاومة المدعوم من إيران، حيث استغلوا قوتهم المتنامية لتعزيز نفوذهم الخارجي، وخاصة في مواجهة دول الخليج العربية. ويشير التعاون مع الحشد الشعبي، الذي يجمع تسع جماعات شبه عسكرية عراقية، إلى استغلال الحوثيين للأراضي العراقية لتنفيذ هجمات ضد السعودية والإمارات.
تناول المعهد العلاقات التاريخية بين الحوثيين وفصائل الحشد الشعبي، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تعود إلى عام 2012 عندما أرسل الحوثيون مقاتلين لدعم نظام الأسد في سوريا. وقد تم تعزيز هذه العلاقات من خلال عدة اجتماعات مع مسؤولين ورجال دين عراقيين وإيرانيين.
وحسب التقرير، الحوثيون يعملون بشكل سري في قواعد الحشد الشعبي حيث يتبادلون الخبرات والتدريبات. وتميزت العلاقة المشتركة بين الحوثيين والفصائل الشيعية في العراق بعناصر مشتركة مثل موقف معادي لأميركا وإسرائيل وأجندة توسعية.
يستفيد الحوثيون من العراق لضمان تدفق الأموال والتحويلات المالية، حيث نظم عدد من قيادات الحشد الشعبي فعاليات لجمع الأموال لدعم الحوثيين. يستخدم الحوثيون العراق أيضًا كقاعدة لتهريب الأسلحة، وهو ما يوسع نطاق عملية التنسيق بينهم وبين الحشد الشعبي.
كما قدر تقرير للأمم المتحدة أن إيران تقوم بنقل نفط بقيمة 24.4 مليون دولار شهريًا للحوثيين. ومع إعادة فتح مطار صنعاء، تسهل الحوثيون التنقل إلى العراق عبر جوازات سفر مزورة، ما يسرّع من تحركاتهم.
أخيرًا، أكد التقرير على أن الحوثيين قد تحولوا من كونهم ظاهرة محلية إلى لاعب قوي عبر الحدود، وخاصة في سياق تصعيد الأنشطة ضد إسرائيل، مما يعكس التحولات بشكل كبير في السنوات المقبلة.