رغم تداعيات الحرب: اليمنيون يحيون طقوس رمضان ويواجهون تحديات اقتصادية واجتماعية

ترتبط شهر رمضان في اليمن بطقوس وعادات تميزه عن غيره من الأشهر، لكن تأثير الحرب المستمر منذ أكثر من عشر سنوات قد غير كثيراً من هذه التقاليد. ورغم التحديات، يسعى اليمنيون للحفاظ على روح الشهر الكريم بحدود قدراتهم، حيث يعتبر الشهر مناسبة للتقرب إلى العائلة وتوسيع ميزانية المائدة، على الرغم مما فرضته الأوضاع المعيشية من قيود.
تتوقف معظم الجامعات والمدارس عن نشاطاتها خلال رمضان، حيث يُعطي اليمنيون أهمية خاصة لهذا الشهر، ويشارك الأطفال والنساء وكبار السن في استعداده، مما يجعل منه مناسبة تجمع شمل الأسرة وتعزز الروابط الاجتماعية، على الرغم من ضغوط الحرب.
يشير مختصون إلى أن رمضان في اليمن لا يقتصر على كونه شهراً للصوم، بل يتداخل فيه الجانب الديني بالجانب الاجتماعي، حيث يُعتبر الصيام ومشاركة الوجبات من التقاليد التي تخلق مجتمعًا مترابطًا. حيث إن الكثير من الأسر تعمل على توفير الوجبات الشهية والمميزة التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من طقوس الشهر.
ومع ذلك، تراجعت الطقوس الرمضانية التقليدية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث أصبح الحصول على بعض الأطعمة الأساسية تحديًا للكثير من الأسر. تدهور القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف المعيشة جعل توفير الوجبات الشهية تقريباً مستحيلاً، إذ يُعاني الكثيرون من صعوبة توفير العناصر الغذائية الأساسية مثل القمح وزيت الطهي.
بالنسبة لبعض الطقوس، مثل صلاة التراويح وتوزيع الزكاة، فقد تأثرت بشدة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية. وقد أشار مختصون إلى أن هناك تغييرات جذرية في كيفية تناول الطعام، وخصوصية مشاركة الميسورين في مساعدة المحتاجين، التي تم فرض قيود عليها.
رغم صعوبة الأوضاع، يظهر إصرار كبير لدى اليمنيين لإحياء طقوس رمضان. يتجلى ذلك في عودة المغتربين إلى بلادهم والاستعداد للمشاركة في الفطور والسحور، مما يشير إلى أهمية الروابط الاجتماعية التي لا تزال نشطة، حتى في ظل الظروف القاسية.
ومع ذلك، يبقى التخوف من تأثير هذه المناسبات على نفسية الأجيال القادمة، في ظل الضغوط المالية وغياب الكرامة، مما قد يبدو كحاجز أمام الفرح في مستقبلهم. يتساءل الكثيرون عما إذا كانت الأطياف الاجتماعية ستظل تحتفظ بالتقاليد الرمضانية الدينية والاجتماعية في ضوء التحديات المستمرة، وكيف ستؤثر على الهوية الجماعية للشعب اليمني في المستقبل.