تدهور الاقتصاد اليمني والانهيار المستمر للعملة يثيران احتجاجات واسعة في الجنوب

تواجه اليمن أزمة اقتصادية خانقة، حيث تشهد العملة المحلية تدهوراً مستمراً. تعزو صحيفة “نيو هيومانيتاريان” هذا التدهور إلى الصراعات السياسية، الفساد، وانخفاض الإيرادات. وقد أشار خبراء اقتصاد إلى أن واقع التوقعات الاقتصادية لليمن خلال العام المقبل يبدو قاتماً، مع التأكيد على أن غياب آفاق السلام والأمن سيبقي المالية العامة تحت ضغط تقلبات السوق.
قال مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إن غياب تفاؤل بشأن أي اتفاق للسلام زاد من الوضع الاقتصادي سوءاً، حيث يشعر المواطنون بعدم اليقين حول مستقبل البلاد. ولفت نصر إلى أن انخفاض الإيرادات والنزاعات الداخلية تزيد من معاناة الحكومة، بينما يستغل المتلاعبون بالعملة هذه الظروف.
وليد العطاس، أستاذ مشارك بجامعة حضرموت، انتقد الحكومة بسبب سوء إدارة الأموال التي تم الحصول عليها من المانحين من الدول الأخرى، مشيراً إلى أهمية التركيز على تحسين الأجور وتوفير الخدمات الأساسية بدلاً من المزادات للدولار التي لم تؤدِّ إلى النتائج المرجوة.
في سياق متصل، خرج اليمنيون في الجنوب في احتجاجات ضد انهيار قيمة الريال ونقص الخدمات الأساسية. وتعرضت الاحتجاجات في عدن للعنف، حيث أُغلقت الشوارع وأُحرقت إطارات السيارات. وقد ساهم اعتداء الحكومة على حقوق موظفي القطاع العام في تأجيج الغضب العام، حيث لا يتلقى العديد من الموظفين رواتبهم بانتظام.
على الرغم من أن تاريخ عبد الرحمن المقطري، الأستاذ المتقاعد، قد يكون أكثر تفاؤلاً بفضل تحويلات العائلة التي تأتي من الخارج، إلا أنه يعاني من ظروف معيشية صعبة. ينفق توائمه على الإيجار بينما يعتزم العديد من المعلمين في البلاد اللجوء إلى الإضراب لتحسين ظروف العمل.
يؤكد صبحي باغفر، المتحدث باسم جمعية الصرافين في عدن، أن انخفاض قيمة الريال ليس نتيجة لتجار الصرافة المحليين، بل يعود إلى نقص العملة الصعبة في السوق. وأعرب باغفر عن قلقه من أن الثقة المنخفضة في الريال دفع الناس إلى تحويل أموالهم إلى الذهب والعملات الأجنبية، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في اليمن.