حراك القبائل اليمنية يطالب الحكومة الشرعية بعودتها الفورية واستعادة مؤسسات الدولة لمواجهة الحوثيين

يظهر حراك القبائل اليمنية في الآونة الأخيرة كاستجابة متزايدة للأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في البلاد. يعكس هذا الحراك الإحباط العميق الذي يشعر به شيوخ القبائل من القيادة السياسية التي تخلت عن مسؤولياتها، حيث يُتهم كل من الحكومة والقيادة الشرعية بالفشل وعدم القدرة على تحسين ظروف المواطنين. يُعاني اليمن من أزمة إنسانية خانقة، وتعمق الفوضى الاقتصادية مع تراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الأساسية.
تجتمع القبائل، مثل قبائل مذحج وحِمْيَر، في تعزيز الوحدة لمواجهة جماعة الحوثي، وتُصدر بيانا يدعو الحكومة الشرعية للعودة إلى الساحة المحلية وتقديم الدعم الفوري للجهود العسكرية. كما عبرت القبائل عن رفضها للضغوط الحوثية، مؤكدين تمسكهم بأبناء قبائلهم وعدم تسليمهم للميليشيات.
إضافة إلى ذلك، يُظهر حراك القبائل أنها لم تعد تعتمد فقط على القيادات التقليدية، بل تعبر عن مطالبها بشكل مباشر، مما يمهد لإعادة تشكيل دور القبيلة في المشهد السياسي المعاصر. إذ ترى القبائل أن الحكومة والنخب السياسية لم تعد تمثل إرادتها، ويعتبرون أنفسهم مستعدين للدفاع عن أراضيهم ووجودهم.
كما أن الحراك يعيد إلى الأذهان تاريخ القبيلة في التعامل مع الأزمات، حيث اتسعت نيلها من الشعور بالخسارة نتيجة سلوك الحكومات المتعاقبة، مما يهدد بفقدان الشرعية السياسية لها. في ضوء الصراعات الدائرة، يبدو أن القبائل تعيد تعريف نفسها عبر استنكار الاعتماد على القوى الإقليمية أو الدولية، وتحرص على الحفاظ على مصالحها في أعقاب تراجع الدعم الخارجي.
يمكن القول إن القبائل بحاجة إلى استثمار تجربتها التاريخية لإنشاء نمط مستدام من التعاون النقدي والسياسي، لتحسين وضع اليمن المتردي وضمان عدم تكرار الأخطاء السابقة.