اكتشاف مقبرة جماعية لضحايا قوات الدعم السريع في قاعدة عسكرية

تستمر الاشتباكات العنيفة في الخرطوم، مع تصاعد دوي الانفجارات بالقرب من القصر الجمهوري، مما يزيد من حدة الأوضاع المتوترة في العاصمة السودانية.
في سياق مقلق، أعلنت السلطات عن اكتشاف مقبرة جماعية سرية داخل قاعدة قري العسكرية شمال بحري، يُتوقع أن تحتوي على ضحايا تعرضوا للتصفية على يد قوات الدعم السريع. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، أظهرت التحقيقات أن المئات من الأشخاص ربما تعرضوا للتعذيب أو الصحاري حتى الموت قبل دفنهم في هذه المقبرة، التي تُعد الأكبر بين ما تم اكتشافه حتى الآن خلال النزاع.
كما كشفت الزيارة لإحدى قواعد الدعم السريع التي استعادها الجيش السوداني عن مركز اعتقال غير معروف، حيث عُثر على أغلال معلقة وغرف للعقاب، بالإضافة إلى بقع دماء على الأرض، مما يزيد من المخاوف حول الظروف القاسية التي عانى منها المحتجزون هناك.
وقد أشارت الصحيفة البريطانية إلى وجود ما لا يقل عن 550 قبراً قرب مركز الاعتقال، حيث تم حفر معظمها حديثًا، وبعضها يحتوي على جثث متعددة. وأكد الناجون، خلال شهاداتهم، أن العديد من المحتجزين لقوا حتفهم، مما يشير إلى احتمال دفنهم في الموقع ذاته.
من ناحية أخرى، وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش مركز الاعتقال بأنه “أحد أكبر مواقع الجرائم الوحشية المكتشفة في السودان منذ بداية الحرب”، ودعت إلى السماح لمحققي الأمم المتحدة بدخول الموقع للتحقيق فيه.
على الصعيد العسكري، تتحول الأوضاع في الخرطوم بسرعة، حيث استعاد الجيش السوداني السيطرة على معظم مناطق ولاية الجزيرة ومدنها، بينما تزداد الضغوط على قوات الدعم السريع.
منذ اندلاع الصراع في أبريل/نيسان 2023، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه قُتل أكثر من 20 ألف شخص وأصبح حوالي 15 مليون شخص نازحين في جميع أنحاء البلاد، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسودان.