أسماء الحميري: جدة مشروع نسوي لصيانة الهواتف في اليمن يكسر حكر الرجال ويعزز خصوصية النساء

الشابة أسماء الحميري، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، تصنع تغييرًا بارزًا في اليمن من خلال مشروعها الفريد في صيانة الهواتف، حيث أقدمت على تأسيس أول محل نسائي متخصص في هذا المجال بالعاصمة صنعاء، تحت اسم “ليدي ستور”.
تعود فكرة المشروع إلى تجربة شخصية، إذ تفاجأت الحميري بعد تعطل هاتف عائلتها بأنها لم تتمكن من العثور على مراكز صيانة نسائية. وقد ألهمها ذلك لإنشاء مشروع يمكن أن يحفظ خصوصيات النساء ويوفر لهن الشكل الآمن للصيانة.
بعد تلقيها تدريبًا مع زميلاتها، بدأت الحميري بترقية مهاراتها من خلال تقديم خدمات الصيانة للأصدقاء والعائلة، قبل أن تضمّن الافتتاح الرسمي للمحل. ويقدم “ليدي ستور” مجموعة شاملة من الخدمات، تشمل صيانة جميع أنواع الهواتف، من إصلاح الأعطال إلى البرمجة، كما يوفر المحل جوالات وفق الطلب بأسعار تنافسية.
ذلك لم يقتصر فقط على النساء، بل شمل أيضًا الرجال الذين لديهم بيانات خاصة يفضلون الحفاظ عليها. وتُعبر الحميري عن طموحها في أن يكون المحل الخيار الأول للمرأة اليمنية، مع التركيز على تقديم خدمات تتسم بالخصوصية والأمان.
تستخدم الحميري وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق محلها، قائلة إن التفاعل مع الجمهور كان جيدًا، وتسعى لزيادة الوصول لشريحة أكبر من العملاء. وتابعت بأنها تأمل في توسيع المشروع ليشمل عدة مناطق عبر فتح فروع جديدة.
في المجتمع اليمني المحافظ، يعتبر مشروع الحميري بمثابة ملاذ للنساء اللواتي يتخوفن من تعرضهن لمواقف غير مريحة في محلات صيانة الهواتف. وقد أعربت عدة زبائن عن ارتياحهن من التعامل مع نساء في هذا المجال بدلًا من الرجال، مما يمنحهن شعورًا أكبر بالأمان.
كما تواصل الحرب في اليمن، التي بدأت قبل نحو 10 سنوات، التأثير على جميع جوانب الحياة، لكن هذه الجهود النسوية تمثل بصيص أمل في ظل الأوضاع الحالية، حيث تساهم النساء في تحدي الظروف وتقديم خدمات مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع.