انهيار حلم الانقلاب الحوثي في الساحل السوري يثير نواح وعويل الجماعة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نشاطًا مكثفًا من قبل القيادات الحوثية وناشطي الجماعة، بعد محاولة تمرد مسلح في الساحل السوري نفذتها عناصر مؤيدة لنظام بشار الأسد. اعتبرت القيادات الحوثية هذه الحركة العسكرية لاقتحام المستشفيات والسيطرة على بعض المواقع الرسمية دليلًا على بداية انهيار الدولة السورية. وقد تضمن ذلك منشورات تحتفي بالأحداث وتتضمن تكبيرات وهتافات.
ومع ذلك، لم تدم هذه الفرحة طويلًا، حيث قامت قوات الدولة السورية، بدعم من انتفاضة شعبية، بقمع التمرد بسرعة. وتحولت ردة فعل القيادات الحوثية إلى الاستياء والانتقاد، معبّرين عن خيبة أملهم من الفشل الذي تكبدته العناصر المتمردة.
كتب أحد قادة الحوثيين، محمد البخيتي، في تغريدة له أنه كان يتوقع أن الأحداث الحالية ستساهم في تحصين مستقبل الأمة من الفتنة المذهبية، لكنه أشار إلى أن التحديات أعمق من ذلك. وتحدث عن التصرفات العنيفة من بعض الجماعات ضد الشيعة والعلويين بعد سقوط دمشق.
في سياق متصل، اعتبر القيادي عبدالملك العجري أن من يحكمون سوريا حاليًا طائفيون تكفيريون، محذرًا من الفتنة التي قد تندلع. ويُظهر هذا التفاعل الحوثي للمشاكل في سوريا الارتباط الوثيق للجماعة بالمحور الإيراني ورغبتها في زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقعت أحداث التمرد الفاشل في الساحل السوري، حيث استجابت وزارة الدفاع السورية بإرسال تعزيزات ضخمة إلى مناطق الاشتباكات كطرطوس واللاذقية. حسب تقارير المرصد السوري، أسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 70 شخصًا، وتواصلت عمليات التمشيط غرب البلاد.
قد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية أن الجيش قد تمكن من فرض السيطرة على مدينتي طرطوس واللاذقية، مؤكدًا استمرار العمليات لضمان استقرار المناطق المتأزمة. بينما أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن سوريا واحدة موحدة، مشددًا على أنه سيتم التعامل بحزم مع أي اعتداء على الأراضي السورية، ووجه رسالة للفصائل المتمردة بضرورة تسليم سلاحهم.
كما أشار الشرع إلى أن المرحلة المقبلة ستكون منطلقًا نحو الأمام، مؤكدًا التزام الدولة بمبادئ ضبط النفس وعدم السماح بتجاوزات قد تؤدي إلى تأزيم الأوضاع أكثر.