اخبار اليمن

حنين اليمنيين إلى برامج رمضان القديمة يبرز تراجع مستوى الإعلام المحلي

في ظل التزايد الملحوظ للفضائيات والإذاعات المحلية في اليمن خلال العقد الماضي، يبقى الماضي الإذاعي والتلفزيوني محفورًا في ذاكرة الكثيرين. فمع الانتشار الواسع للبرامج والمسابقات، لا تزال الحنين إلى الأعمال القديمة يعكس الاشتياق إلى جودة الإنتاج والاهتمام بقضايا المجتمع.

شهدت فترات السبعينيات والتسعينيات بروز عدد من الأسماء اللامعة في الإعلام اليمني، مثل يحيى علاو ومحمد الذهباني، الذين ساهموا بشكل فاعل في بناء الذاكرة الثقافية الجماعية لليمنيين. كان هؤلاء الإعلاميون أكثر من مجرد مقدمي برامج، بل كانوا روادًا في تقديم محتوى تعليمي وترفيهي يشد الجمهور.

من بين البرامج الشهيرة كان هناك “فرسان الميدان”، الذي يُعتبر من أهم البرامج المسابقة، والذي جذب الكثير من المشاهدين بفضل تكوينه المبني على تفاعل مباشر مع الناس. وذكرت الإعلامية نادية هزاع أنها وزملاءها كانوا يقومون بجولات ميدانية، حيث كانوا يسعون لتلبية احتياجات المواطنين وتقديم الجوائز المالية، مما أضفى بعدًا إنسانيًا على البرنامج.

برنامج “بسمة” هو مثال آخر على قدرة الإعلام العربي على معالجة القضايا الاجتماعية بطريقة فكاهية. وقد عبرت الحاجة فاطمة الجوفي عن افتقادها لهذا النوع من البرامج، مضيفة أن الإذاعات المحلية تفتقد اليوم للبرامج العميقة التي كانت تقدمها في الماضي.

وبالإضافة إلى البرامج الترفيهية، شهدت الإذاعة تقديم برنامج “فتاوى” الذي كان يستقطب المتابعين لأهم محاور الفتاوى الدينية بأسلوب فكاهي، ما أسهم في تعزيز قاعدة المستمعين.

تجارب الإعلاميين اليوم تكشف عن تراجع كبير في الإنتاج ومحتوى الإعلام المخصص للأطفال، حيث أشار الإعلامي سمير المذحجي إلى أن الأوضاع الراهنة لم تعد توفر بيئة ملائمة للبرامج المخصصة لفئة الأطفال.

سؤال يطرح نفسه: لماذا لم تُفتح قنوات في اليمن لإعادة عرض البرامج القديمة، تمامًا كما حدث في دول مثل مصر والإمارات؟ يبدو أن تلك الفكرة تحتاج إلى دراسة لتلبية تطلعات الجمهور من جديد في زمن يشوبه الكآبة بسبب الأزمات المتكررة.

مصدر الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى