تصعيد أميركي في اليمن: ضغوط على الحوثيين وتهديدات بحرب إقليمية أوسع

أبدت التحليلات الأخيرة قلقًا بالغًا بشأن الضربات الجوية الأميركية على اليمن، حيث وصفها البعض بأنها تمثل تحولًا خطيرًا في الصراع. يجادل المحللون بأن هذه الضربات، التي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، تمثل خطوة استراتيجية قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة، لا سيما في ظل إصرار جماعة أنصار الله (الحوثيين) على توسيع عملياتهم.
نفذت الولايات المتحدة غارات جوية مكثفة، مؤكدًة أنها جاءت في إطار الدفاع عن مصالحها واستعادة حرية الملاحة البحرية. في موازاة ذلك، أعلنت جماعة الحوثيين استهدافهم لحاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس هاري ترومان” بصواريخ وطائرات مسيّرة، وهو ما تعتبره الجماعة رداً على العدوان الأميركي.
وسط هذه الأجواء، أشار ترامب إلى أنه لا يمكن للسفن التجارية الأميركية عبور المسارات البحرية بشكل آمن منذ أكثر من عام، مشدداً على الخسائر الاقتصادية التي تسببت بها هذه الظروف. وقد بحث الخبراء في الدوافع وراء هذه الغارات، ورأوا أنها تعكس محاولة لتعزيز استراتيجية ردع تتناسب مع اللهجة الحادة التي يتبناها ترامب.
أكد البعض أن الضغوط على إدارة ترامب تفاقمت بعد أن أظهر العسكر صلاحيات واسعة جسدتها الضربات دون التشاور مع الجانب السياسي، وهو ما يثير المخاوف من تصاعد الصراع. حذر الباحثون من أن هذا السياق قد يقود إلى حرب حقيقية، في ظل توقعات بخطوات عسكرية قد تزعزع استقرار المنطقة أكثر.
فيما يتعلق بمواقف الحوثيين، رصد المحللون أن هذه الضغوط قد تعزز شرعيتهم، حيث يشددون على أنهم يحاربون من أجل القضية الفلسطينية ويكتسبون تعاطفًا أكبر في اليمن وخارجه. ومن المتوقع أن يبذل الحوثيون جهودًا لمواجهة الضغوط الأميركية، مما يزيد احتمالات التصعيد.
بالنظر إلى الأبعاد الإقليمية، يرى المحللون أن هذا الصراع قد يجذب أطرافًا أخرى، مما يهدد بتحول الموقف الراهن إلى حرب أوسع تشمل مليشيات عراقية وحزب الله، مما يضع الجميع على حافة صراع شامل.
في ختام التحليلات، يتوقع الخبراء أن ينعدم الحوار السياسي في الوقت الراهن، مما يدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد، حيث يصبح الموقف أكثر تعقيدًا وصعوبة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.