السيد علي الحسيني السيستاني: رمز الحكمة والتسامح في تاريخ العراق الحديث

يعتبر السيد علي الحسيني السيستاني أحد أبرز المراجع الدينية الشيعية في العصر الحديث، حيث يشغل منصب المرجع الأعلى للطائفة في العراق والعالم. وُلِد عام 1930 في مشهد الإيرانية، وشهد نشأته في بيئة علمية ودينية، مما ساعده على دراسة الفقه والأصول تحت إشراف كبار العلماء. بعد استقراره في النجف الأشرف، واصل مسيرته الحوزوية في واحدة من أقدم وأهم مراكز العلوم الدينية.
تتجلى حكمة السيد السيستاني ورؤيته المعتدلة في الأحداث التي شهدها العراق، وخصوصًا بعد سقوط النظام السابق في عام 2003. حيث كانت فتواه عام 2014، التي دعت إلى التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، بمثابة نقطة تحول تاريخية، أسهمت في توحيد الجهود الشعبية للدفاع عن الوطن.
تتميز مواقف السيستاني بالدعوة إلى التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع العراقي، وتأكيده على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله بعيدًا عن الصراعات الطائفية. يدعو دائمًا إلى ضرورة مشاركة الشعب في العملية السياسية عبر الانتخابات والسبل السلمية.
على الجانب الإنساني، يُظهر السيستاني التزامًا عميقًا بالعمل الخيري، حيث تدير مؤسساته الخيرية البرامج التي تدعم آلاف الأسر المحتاجة، إضافةً إلى مساهماته في تعزيز التعليم والخدمات الصحية داخل العراق وخارجه.
تظل شخصية السيد السيستاني محورية في تاريخ العراق المعاصر، ورمزًا للحكمة والتسامح، إذ استطاع أن يحافظ على استقلالية قراراته بعيدًا عن التدخلات الخارجية، مما أكسبه احترامًا واسعًا في الداخل والخارج.