تحليل يؤكد أن الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن ستزيد من انتشار الجماعة وتفاقم الأوضاع الإنسانية.

أظهرت تحليلات حديثة من المجلس الأطلسي أن الضربات العسكرية الأمريكية ضد جماعة الحوثي في اليمن قد تحقق نتائج عكسية، مما قد يؤدي إلى تعزيز موقف الجماعة التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر. جاء هذا التحليل كجزء من ردود الفعل على النزاع المستمر في غزة.
ووفقاً للمجلس، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يجب أن يعوا التهديد الذي يشكله الحوثيون على استقرار المنطقة. فعلى الرغم من محاولات إيقاف عدوان الحوثيين من خلال العقوبات والتدخلات العسكرية، يظهر أن هذه الإجراءات تضر بالمدنيين وتخدم في الواقع مصالح الحوثيين، مما يجعل القضاء عليهم عسكرياً مهمة صعبة.
يشدد التحليل على ضرورة العمل على إضعاف الحوثيين بدلاً من نهج الهجوم العسكري المباشر، الأمر الذي قد يسهم في دفعهم نحو الدخول في مفاوضات مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. يرى المجلس أن قطع المساعدات، بما في ذلك المساعدات الإنسانية عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سيكون له تأثير مدمر على الوضع الاقتصادي الذي يعاني أصلاً.
كما يشير التحليل إلى أن تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية قد يزيد من التوترات في اليمن، مما يتيح الفرصة لجماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة لتعزيز نفوذها، ويدعم القوى الإقليمية مثل إيران. ولذلك، فإن عدم اتخاذ خطوات دبلوماسية حقيقية من قبل الولايات المتحدة قد يبقي الحوثيين في موقع القوة.
يوصي المجلس الأطلسي بضرورة تعاون السعودية والإمارات لإنعاش الحكومة اليمنية المتشرذمة، مشيراً إلى أن ضعف الحكومة يحول دون مقاومة الحوثيين. ويعتقد أنه بدون دعم كافٍ، سيستمر الحوثيون في فرض سيطرتهم على البلاد، مما يسبب عدم الاستقرار.
يتضح أن السعودية تخشى الهجمات ضد مشاريعها الاقتصادية الضخمة، وبالتالي قد تسعى لإقامة سلام مع الحوثيين وفق شروطهم. التحليل ينبه بأن عدم إصلاح الشراكات ودعم الحكومة اليمنية يمكن أن يزيد من تدهور الأوضاع على الأرض ويهدد المصالح الأمريكية في المنطقة.