اخبار اليمن

زيارة عادل عبد المهدي إلى صنعاء: وساطة أمريكية أم جزء من استراتيجية إيرانية متكاملة؟

زيارة عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إلى صنعاء للقاء قيادات الحوثيين تثير الكثير من الجدل حول دوافعها وأبعادها الإقليمية. تتباين الآراء حول الزيارة بين كونها محاولة لخفض التصعيد الأمريكي في المنطقة أو خطوة ضمن استراتيجية إيرانية موسعة لتعميق العلاقات مع حلفائها.

تقرير من وكالة مهر نيوز الإيرانية ذكر أن عبد المهدي قد حمل رسالة من الولايات المتحدة تتضمن مقترحات لخفض التوتر. في المقابل، ربط موقع “شباب اليمن” هذه الزيارة باستراتيجية “وحدة الساحات” الإيرانية لمزيد من التنسيق بين المقربين لطهران. لكن التساؤلات تظل قائمة، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الحوثي، الذي أكد أن بلاده في حالة حرب مع أمريكا، ما يثير الشكوك حول مصداقية المعلومات المتناقضة.

تتطرّق بعض التقارير إلى أن زيارة عبد المهدي قد تُعتبر جزءًا من استراتيجية إيرانية أوسع لتعزيز قدرة الحوثيين في مواجهة الضغوط الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد الضربات ضدهم. هل تسعى إيران لإظهار دعمها لحلفائها، أم تحاول التخفيف من المسؤولية عن تصرفاتهم؟

غموض الزيارة يتزايد بسبب التقارير المتناقضة حول النشاطات التي قام بها عبد المهدي. فبينما أشارت مصادر إلى مشاركة في مؤتمر حول القضية الفلسطينية، سردّت أخرى تفاصيل حول لقاءات خاصة مع قيادات حوثية. تباين المعلومات يضيف المزيد من التعقيد على فهم الأهداف الحقيقية للزيارة ودور عبد المهدي بها.

يبدو أن هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، حيث تكررت زيارات مسؤولي دول مختلفة إلى صنعاء، وعادة ما كانت تُحيط بها السرية. تعيد هذه الزيارة طرح الأسئلة حول كونها مقدمة لتعاون إقليمي جديد أو مجرد محاولة لتهدئة المؤشرات المتوترة الحالية.

مع استقالته من رئاسة الحكومة العراقية، أصبح عبد المهدي شخصية إقليمية مؤثرة، لكن يبقى غامضًا دوره الحقيقي. هل هو وسيط ينتقل بين فاعلين إقليميين، أم أنه يحمل أجندة محددة؟ هذه التساؤلات تتعلق بالدور الأوسع للشخصيات السياسية السابقة في توجيه الديناميات الإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى