اخبار اليمن

عيد الفطر في اليمن: مآسي الحرب تُبدد بهجة الاحتفال وتُغيّب طقوس العيد التقليدية

تعيش الأسر اليمنية أوقاتًا صعبة مع قرب عيد الفطر هذا العام، حيث فقدت العديد منها جزءًا كبيرًا من بهجتها بسبب الظروف المعيشية المتدهورة الناتجة عن الحرب المستمرة منذ عشر سنوات. تتسم الأجواء العامّة بغياب الفرح، ويتجلى ذلك بوضوح في كلمات الشاعر اليمني عبد الله البردوني الذي عبر عن معاناة الناس وجروحهم في قصائده العميقة.

لقد فقدت العديد من الأسر أحبائها في الحرب، بينما تنتظر الأسر الأخرى المأساوية تلك أخبارًا عن الأبناء الأسرى. تفتقد الأسر الذكريات الجميلة للعيد، والذي كان يمثل فرحة لمّ الشمل واللقاءات بعد فترات طويلة من الغياب.

يصف وسام مبارك (16 سنة) كيف تأثرت حياته بفقدان والده وإحساسه العميق بغياب معنى العيد في ظل القصف المستمر. من جهتها، عبّرت سارة العباسي عن حزنها الناتج عن انقطاع أخبار زوجها الذي مضى عليه خمس سنوات في الأسر.

يشكو الكثيرون من الأعباء الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الحرب، حيث باتت الأسر عاجزة عن تلبية احتياجات العيد الأساسية. فالأمور المالية التي غالبًا ما تكون مربوطة بشراء الملابس والهدايا، أصبحت همومًا إضافية تعاني منها الأسر، كما يؤكد غسان القاضي (42 عامًا) الذي يوضح كيف أضحت التكاليف عبئًا لا يمكن تحمله.

في هذا السياق، يتذكر البعض أوقات العيد في السابق عندما كانت الأوضاع أكثر استقرارًا، وكيف كانت الفرحة تُغمر الجميع. اليأس يسيطر على المشهد، حيث قال الشاعر تيمور العزاني إن الاستعدادات للعيد اختفت، وأصبح التهاني تتم بشكل افتراضي بدلاً من الاجتماعات الفعلية.

تتحدث سعيدة مهيوب عن كيف كانت الأعياد فرصة للبهجة، بينما الآن باتت مجرد شعائر ممزّقة. ويؤكد عبده الجرادي أن روح العيد غابت ولم يتبقى منه سوى الاسم، مشيرًا إلى محاولته لتخفيف الأثر النفسي للأطفال.

اليوم، يحاول البعض الاستمرار في الاحتفال بالعيد، مثل زينب مكي التي تسعى لتجهيز ملابس العيد رغم الظروف القاسية. لكن الأمل يبقى خافتًا محاطًا بكثير من الذكريات المؤلمة والتحديات اليومية.

يتمنى الناس أن يحمل عيد الفطر لهذا العام بعض الأمل والفرح، بالرغم من ضغوط الحرب والواقع المعاش.

مصدر الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى