التعبير عن الآراء والأفكار في اليمن يتحول إلى واجهات السيارات والحافلات في ظل القمع الإعلامي

تعتبر واجهات السيارات والحافلات في اليمن وسيلة للتعبير عن الآراء والأفكار، خاصة في ظل القيود المفروضة على وسائل الإعلام. منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في عام 2014، اختفت العديد من الصحف والمجلات، مما دفع المواطنين للابتكار في طرق التعبير عن مشاعرهم وقضاياهم.
تنتشر في شوارع المدن اليمنية عبارات تحمل طابع الفكاهة والنقد السياسي، حيث تتطرق إلى الأزمات اليومية التي يعاني منها المواطنون. تظهر عبارات مثل “وراء كل رجل مديون امرأة” و”إذا فاتك قطار الحياة اركب معي نلحقه”، مما يعكس الواقع المعقد الذي يعيشونه. كما تتناول بعض العبارات الوضع السياسي بشكل ساخر، مثل “اليمن كوكب المغامرات… سنموت بعد قليل”، لتظهر التحديات التي يواجهها الشعب في ظل النزاع المستمر.
هذه العبارات لا تقتصر على النقد، بل تشمل أيضًا دعوات للسلام وتأملات في الأوضاع المؤلمة التي يمر بها البلد، مثل “مَن سيخبر الشهداء بأن الطرفين قد سدوا”. وتحتوي الواجهات على صور لشخصيات بارزة من التاريخ العربي وقادة المقاومة، تجسد الروح الوطنية والقضية الفلسطينية.
يمكن رؤية هذه المساحات أيضًا موجهة للإعلانات التجارية، حيث تستخدمها المحلات التجارية والمستشفيات للترويج لمنتجاتهم، مما يجعلها وسيلة فعالة للتواصل وإيصال الرسائل للجمهور.
يؤكد العاملون في هذا المجال، مثل أحمد العليمي، أن هناك إقبالاً متزايداً على كتابة عبارات تعكس تجارب حياتية مختلفة، حيث يجد الناس في هذه الطريقة متنفساً لهم للتعبير عن أحلامهم وآلامهم.
بينما يشير علي البريهي، أستاذ الإعلام في جامعة صنعاء، إلى أن الكتابة على السيارات تعتبر شكلاً من أشكال التعبير عن الذات والمعاناة، وقد صارت وسيلة لنقل الأفكار في ظل الظروف الراهنة، في مجتمع يفتقر إلى المنصات التقليدية للتعبير.