التصعيد العسكري الأمريكي في اليمن: فشل في تحقيق الأهداف وزيادة الخسائر البشرية يشكلان تحديًا للاستقرار الإقليمي

التصعيد الأمريكي في اليمن يواصل تأثيره العميق على استقرار المنطقة. تشهد هذه الحملات العسكرية تصاعدًا ملحوظًا مقارنة بالعمليات السابقة، مما يزيد من المخاطر على الأمن الإقليمي والتجارة البحرية.
بينما كانت عملية “يوسيدون أرتشر” التي أطلقها بايدن، تهدف لإضعاف الحوثيين، إلا أنها لم تحقق أهدافها المرجوة رغم تنفيذ أكثر من 900 غارة، مما أدى إلى خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين. العملية الحالية “رايدر الخشن”، بدأت في منتصف مارس وتسببت بالفعل في وفاة 61 شخصًا وإصابة 139 آخرين خلال فترة قصيرة. وبالرغم من حجم الضغوط العسكرية، فإن الحوثيين لا يزالون قادرين على تنفيذ عملياتهم ضد القوات الأمريكية والمصالح الإسرائيلية.
الصراعات العسكرية المتزايدة بين الولايات المتحدة والحوثيين تعكس حالة من الفشل الاستخباراتي التي تعاني منها عمليات القصف. ولم تنجح القوات الأمريكية في معالجة التهديد الذي تشكله ترسانات الحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيرة التي تم تعزيزها. ووفقًا لمصادر في البنتاغون، فإن الحملات العسكرية تكبدت تكاليف ضخمة، تجاوزت قيمتها 200 مليون دولار في ثلاثة أسابيع فقط.
كما أشار خبراء إلى وجود تفاوت في نهج الإدارتين الأمريكيتين. إدارة بايدن اتبعت استراتيجية محدودة ومستندة إلى التحالف مع بريطانيا، بينما إدارة ترامب تميل إلى عرض القوة العسكرية بشكل أكبر. هذا الأمر جعلهما تتعاملان بشكل مختلف مع التهديدات الحوثية، حيث سعت إدارة ترامب إلى استعراض القوة كوسيلة لوضع الأسس للسلام مع إيران.
مع تزايد نفقات العمليات العسكرية، ومحدودية النجاح في تحقيق الأهداف، يواجه البنتاغون تحديات جديدة في تبرير الصرف وتقديم التقديرات المستقبلية المطلوبة عند تقديمها للكونغرس. إذ يتساءل النقاد عن فعالية هذه العمليات ويلحّون على ضرورة توضيح المسارات المستقبلية لمواجهة الحوثيين، حيث إنّ إلتزامات جديدة قد تطرح على الميزانية العسكرية الأمريكية.