تحديات تربية النحل في اليمن: الهجرة الموسمية والاستجابة لتغير المناخ
استأثرت رحلة النحال مسعد الحميري، التي امتدت 288 كيلومترًا من محافظة إب إلى العصيمات، باهتمام كبير نتيجة لتحديات النقل التي واجهها بسبب الطقس السيئ، إذ تسببت الأمطار في تحويل الطريق إلى حالة من الوحل. كان الحميري يأمل في مضاعفة خلية نحل، ولكنه وجد نفسه أمام خطر فقدان جزء كبير من منحله أثناء محاولته التنقل في الظروف القاسية. يقول الحميري إن تلك الليلة كانت مرعبة، حيث كان عليه وعائلته مواجهة الوضع الصعب للحفاظ على خلايا نحلهم.
يستند الحميري إلى خبرته في تربية النحل، حيث ارتفع عدد خلاياه من 61 خلية سنة 2010 إلى 97 خلية بحلول عام 2024، وذلك بفضل تقنيات الترحال التي تسمح له بالاستفادة من مواسم إزهار النباتات. هذه الممارسة المعروفة باسم “التزييب” تعد وسيلة تقليدية لمربي النحل اليمنيين، مما يساعدهم على سحب خلاياهم إلى مواقع جديدة بحثًا عن الزهور والنباتات.
وفقاً لوزارة الزراعة اليمنية، زاد عدد خلايا النحل في البلاد بشكل كبير بين عامي 2017 و2020، حيث أصبح يُقدّر إنتاج العسل في هذا العام وحده بـ 7000 طن، بزيادة كبيرة مقارنةً بـ 2500 طن قبل سبع سنوات. يبرز موسم عسل السدر بين الفترات المميزة لدى النحالين، حيث يسعى الكثير منهم إلى التنقل نحو مناطق تتوفر فيها أزهار السدر.
ومع ذلك، يواجه مربي النحل في اليمن تحديات عديدة، منها استخدام المبيدات الحشرية الذي تسبب في فقدان بعض النحالين أعدادًا ضخمة من خلاياهم. يضيف المديرية العامة للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة أن بعض الحملات قد تُنفذ دون تنسيق، مما يؤدي إلى فقدان النحل بشكل جماعي.
تشكل إزالة الغابات تهديدًا إضافيًا، إذ ساهمت الأزمة الاقتصادية في زيادة قطع أشجار السدر للحصول على الخشب والفحم. يُشير الخبراء إلى أن التغير المناخي يضاعف من التعقيدات، حيث هجر النحالون بعض مناطقهم الأصلية بحثًا عن بيئات أكثر ملاءمة.
على الرغم من المخاطر، يظل النحالون ملتزمين بممارسهم التقليدية. مسؤول زراعة مُحلي يتمنى أن يتم تنظيم الجهود بين المزارعين ومربي النحل لتجنب تفاقم المشكلات. ومع استمرار التحديات، يبقى الأمل في أن تتمكن تقنيات الهجرة والتربية المستدامة من تعزيز مستقبل تربية النحل في اليمن.